نعي الحسين عليه السلام لأخيه الحسن عليه السلام
العلامة المجلسي
منذ 10 سنواتنعي الحسين عليه السلام لأخيه الحسن عليه السلام
وحكي أنّ الحسن عليه السلام لما أشرف على الموت ، قال له الحسين : أريد أن أعلم حالك يا أخي ، فقال له الحسن : سمعت النبي (ص) يقول : لا يفارق العقل منّا أهل البيت مادام الروح فينا فضع يدك في يدي حتّى إذا عاينت ملك الموت أغمز يدك ، فوضع يده في يده فلمّا كان بعد ساعة غمز يده غمزاً خفيفاً فقرب الحسين اذنه إلى فمه فقال : قال لي ملك الموت : أبشر فان الله عنك راض وجدّك شافع.
وقال الحسين عليه السلام لما وضع الحسن في لحده (1) :
ءأدهن رأسي أم تطيب مجالسي |
ورأسك معفور وأنت سليب |
|
أو استمتع الدنيا لشيء اُحبّه |
إلى [ ألا ] كل ما أدنا إليك حبيب |
|
فلا زلت أبكي ما تغنت حمامة |
عليك وما هبت صبا وجنوب |
|
وما هملت عيني من الدمع قطرة |
وما اخضر في دوح الحجاز قضيب |
|
بكائي طويل والدموع غزيرة |
وأنت بعيد والمزار قريب |
|
غريب وأطراف البيوت تحوطه |
الا كل من تحت التراب غريب |
|
ولا يفرح الباقي خلاف الذي مضى |
وكل فتى للموت فيه نصيب |
|
فليس حريب من اُصيب بماله |
ولكن من وارى أخاه حريب |
|
نسيبك من أمسى يناجيك طيفه |
وليس لمن تحت التراب نسيب (2) |
الهوامش
(1) قال سبط ابن الجوزى في التذكرة ص 122 : ولما دفن قام أخوه محمّد ابن الحنفيّة على قبره باكياً وقال : رحمك الله أبا محمّد ! لئن عزت حياتك لقد هدت وفاتك ولنعم الروح روح عمر به بدنك ، ولنعم البدن بدن تضمنه كفنك ، وكيف لا ، وأنت سليل الهدى ، وحليف أهل التقى ، وخامس أصحاب الكساء.
ربيت في حجر الاسلام ، ورضعت ثدي الايمان ، ولك السوابق العظمى ، والغايات القصوى ، وبك أصلح الله بين فئتين عظيمتين من المسلمين ، ولم بك شعث الدين ، فعليك السلام فلقد طبت حيّاً وميّتاً ، وأنشد :
ءأدهن رأسي أم تطيب محاسني |
وخدك معفور وأنت سليب |
|
سأبكيك ما ناحت حمامة أيكة |
وما أخضر في دوح الرياض قضيب |
|
غريب وأكناف الحجاز تحوطه |
ألا كل من تحت التراب غريب |
(2) مناقب آل أبى طالب ج 4 ص 44 و 45.
مقتبس من كتاب : [ بحار الأنوار ] / الجزء : 44 / الصفحة : 160
التعلیقات