زيارة الأئمّة عليهم السلام بالبقيع
الشيخ محمّد بن جعفر المشهدي
منذ 9 سنواتباب زيارة الأئمّة عليهم السلام بالبقيع
أبي محمّد الحسن بن علي ، وأبي محمّد علي بن الحسين زين العابدين ، وأبي جعفر محمّد بن علي الباقر ، وأبي عبد الله جعفر بن محمّد الصادق صلوات الله عليهم أجمعين.
١ ـ فإذا أتيتهم فقف عندهم واجعل القبر بين يديك ، وقل :
السلام عليكم أئمّة الهدى ، السلام عليكم أهل التقوى ، السلام عليكم أيّها الحجج على أهل الدنيا ، السلام عليكم أيّها القوام في البريّة ، السلام عليكم أهل الصفوة ، السلام عليكم أهل النجوى (1) .
اشهد انّكم قد بلغتم ونصحتم وصبرتم في ذات الله عزّ وجلّ ، وكذبتم وأسئ إليكم فغفرتم ، واشهد انّكم الأئمّة الراشدون المهديّون ، وان طاعتكم مفروضة ، وان قولكم الصدق ، وانّكم دعوتم فلم تجابوا ، وأمرتم فلم تطاعوا ، وانّكم دعائم الدين ، وأركان الأرض.
لم تزالوا بعين الله (2) عزّ وجلّ ، ينسخكم في أصلاب كلّ مطهّر ، وينقلكم في الأرحام الطاهرات ، لم تدنسكم الجاهليّة الجهلاء ، ولم تشرك فيكم فتن الأهواء (3) طبتم وطهرتم.
من بكم علينا ديّان الدين ، فجعلكم في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه ، وجعل صلاتنا عليكم ، رحمة لنا وكفّارة لذنوبنا ، واختاركم لنا ، وطيب خلقنا بما من به علينا من ولايتكم ، وكنّا عنده مسمين.
وهذا مقام من أسرف واخطأ ، واستكان (4) وأقرّ بما جنى ، يرجو بمقامه الخلاص ، وان يستنقذه بكم مستنقذ الهلكى ، فكونوا لي شفعاء ، فقد وفدت إليكم إذ رغب عنكم مخالفوكم عنكم من أهل الدنيا ، واتّخذوا آيات الله هزواً ولعباً واستكبروا عنها (5).
ثمّ ترفع رأسك وتقول :
يا من هو قائم لا يسهو ، ودائم لا يلهو ، ومحيط بكل شيء ، لك المنّ بما وفقتني وعرفتني بما أعنتني عليه ، إذ صدّ عنه عبادك ، وجهلوا معرفتهم ، واستخفوا بحقّهم ، ومالوا إلى سواهم ، وكانت المنّة لك عليّ ومنك إليّ.
فلك الحمد إذ كنت عندك في مقامي هذا مذكوراً مكتوباً ، فلا تحرمني ما رجوت ، ولا تخيبني فيما دعوت.
وادع لنفسك ولوالديك ولمن أحببت بما شئت من الدعاء ، وصلّ لكلّ إمام ركعتين زيارة مندوباً وانصرف (6).
الهوامش
1. رواه في الكامل : ١١٧ ، عنه البحار ١٠٠ : ٢٠٣ ، ذكره في مصباح المتهجد : ٦٥٧.
2. أهل النجوي : أيّ تناجون الله ويناجيكم ، أو عندكم الأسرار التي ناجى الله بها رسوله.
3. لم تزالوا بعين الله : أيّ منظورين بعين عنايته ولطفه.
4. لم تشرك فيكم فتن الأهواء : لم يصادفكم في آبائكم أهل الأهواء الباطلة ، أيّ لم يكونوا كذلك بل كانوا على الحقّ والدين القويم ، أو المراد خلوص نسبهم عن الشبهة ، أو انّه لم تشرك في عقائدكم وأعمالكم فتن الأهواء والبدع ـ البحار.
5. استكان : تضرع.
6. ثمّ ترفع رأسك وتقول ( خ ل ).
مقتبس من كتاب [ المزار الكبير ] / الصفحة : 86 ـ 88
التعلیقات