باب أنه لا يجوز أن يخاطب احد بإمرة المؤمنين إلّا علي بن أبي طالب عليه السلام
الميرزا حسين النوري الطبرسي
2024 Sep 18٨٥ ـ ( باب أنه لا يجوز أن يخاطب احد بإمرة المؤمنين إلّا علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) )
[١٢٢٥١] ١ ـ أبو عليّ ابن الشيخ الطوسي في أماليه : عن أبيه ، عن الفحام ، عن المنصوري ، عن عمّ أبيه ، عن أبي الحسن ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن علي ( عليهم السلام ) قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لمّا أُسري بي إلى السماء ، كنت من ربّي كقاب قوسين أو أدنى ، فأوحى إليّ ربّي ما أوحى ، ثمّ قال : يا محمّد اقرأ على (١) علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : أمير المؤمنين ، فما سمّيت به أحداً قبله ولا أُسمّي به (٢) أحداً بعده ».
[١٢٢٥٢] ٢ ـ الصدوق في العلل : عن علي بن أحمد الدقّاق ومحمّد بن محمّد بن عصام الكليني ، عن الكليني ، عن القاسم بن العلاء ، عن إسماعيل الفزاري (١) ، عن محمّد بن جمهور ، عن ابن أبي نجران ، عمّن ذكره ، عن أبي حمزة الثمالي قال : سألت أبا جعفر محمّد بن عليّ الباقر ( عليهما السلام ) : يابن رسول الله ، لم سمّي عليّ أمير المؤمنين ؟ وهو اسم ما سمّي به أحد قبله ، ولا يحلّ لأحد بعده . . . الخبر.
[١٢٢٥٣] ٣ ـ ابن شهر آشوب في المناقب : قال رجل للصادق ( عليه السلام ) : يا أمير المؤمنين ، فقال : « مه إنه لا يرضى بهذه التسمية أحد ، إلّا ابتلاه الله (١) ببلاء أبي جهل ».
[١٢٢٥٤] ٤ ـ الشيخ المفيد في الاختصاص : عن عليّ بن الحسن ، عن محمّد ابن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن عليّ بن السندي ، عن محمّد بن عمرو ، عن أبي الصباح مولى (١) آل سام ، قال : كنّا عند أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، إذ دخل علينا رجل من أهل السواد ، فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته (٢) ، ثمّ اجتذبه وأجلسه إلى جنبه ، فقلت : لأبي المغرا أو قال لي أبو المغرا : ان هذا الاسم ما كنت أرى أنّ أحداً يسلّم به إلّا [ على ] (٣) أمير المؤمنين علي ( صلوات الله عليه ) ، فقال لي أبو عبدالله : « يا أبا صباح انّه لا يجد عبد حقيقة الإِيمان ، حتّى يعلّم أن لآخرنا ما لأوّلنا ».
في البحار (٤) : هذا الخبر نادر ، لا يصلح لمعارضة الأخبار الكثيرة الدالّة على المنع من إطلاق أمير المؤمنين على غير علي ( عليه السلام ) ، ويمكن حمله على أنّه إنّما ردّ (٥) السائل لتوهّمه أن معنى هذا الاسم غير حاصل فيهم ( عليهم السلام ) ، ولا شكّ أن المعنى حاصل فيهم ، وإنّما الممنوع إطلاق الاسم لمصلحة ، على أنّه يحتمل أن يكون المنع أيضاً على سبيل المصلحة ، لئلّا يجترئ غيرهم ( عليهم السلام ) في ذلك .
وقال ابن شهر آشوب في المناقب : ولم يجوّز أصحابنا أن يطلق هذا اللّفظ لغيره من الأئمّة ( عليهم السلام ) (٦).
[١٢٢٥٥] ٥ ـ أحمد بن محمّد السياري في التنزيل والتحريف : عن محمّد بن إسماعيل ، عن بعض أصحابنا قال : دخل رجل على أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين ، فقام أبو عبدالله ( عليه السلام ) قائماً ، وقال : « مه إن هذا الإِسم لا يصلح لأحد إلّا لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، ولم يسمّ به أحد فرضي به إلّا كان مأبوناً (١) ، وإن لم يكن فيه أُبلي به ، وهو قول الله عزّ وجلّ : ( إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَّرِيدًا ) (٢) ».
[١٢٢٥٦] ٦ ـ الحسن بن سليمان الحلّي في كتاب المحتضر : عن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) قال : « لمّا أسري بي إلى السماء ، ثمّ من سماء إلى سماء ، ثمّ إلى سدرة المنتهى ، وقفت (١) بين يدي ربّي عزّ وجلّ ، فقال لي : يا محمّد ، قلت : لبيك ربّي وسعديك ـ إلى أن قال ـ قال تعالى : قد اخترت لك عليّاً ، فاتّخذه لنفسك خليفة ووصيّاً ، ونحلته علمي وحكمي ، وهو أمير المؤمنين ، لم يكن هذا الاسم لأحد قبله ، وليس لأحد بعده ».
[١٢٢٥٧] ٧ ـ السيّد علي بن طاووس في كتاب كشف اليقين : نقلاً عن تفسير الثقة محمّد بن العبّاس الماهيار ، قال : حدّثنا حسن بن زياد ، حدّثنا الحسن بن محمّد ، حدّثنا صالح بن خالد ، وعيسى بن هشام ، عن منصور بن حريز ، عن فضيل بن يسار ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : تلا هذه الآية : ( فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ) (١) قال : « أتدرون ما رأوا ؟ رأوا والله عليّاً مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ( الَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ ) (٢) تسمّون به أمير المؤمنين ، يا فضيل لم يسمّ بها والله بعد عليّ أمير المؤمنين ، إلّا مفتر كذّاب إلى يوم الناس هذا ».
ونقله الشيخ شرف الدين في تأويل الآيات (٣) ، عن التفسير المذكور ، مثله ، وفيه : « يا فضيل ( لا يتسمّى بها أحد غير أمير المؤمنين ) (٤) ( عليه السلام ) إلّا مفتر » الخ .
الهوامش
الباب ٨٥
١ ـ أمالي الطوسي ج ١ ص ٣٠١.
(١) ليس في المصدر.
(٢) وفيه : بهذا.
٢ ـ علل الشرائع ص ١٦٠ ح ١.
(١) في المخطوط : الفرازي ، وما أثبتناه من المصدر وهو الصواب « راجع تنقيح المقال ج ٣ ص ٥٥ ».
٣ ـ المناقب لابن شهر آشوب ج ٣ ص ٥٥.
(١) في المصدر : أبتلي.
٤ ـ الاختصاص ص ٢٦٧.
(١) في المخطوط « ابن مولى » وما أثبتناه من المصدر وهو الصواب « راجع معجم رجال الحديث ج ٢١ ص ١٩٢ ».
(٢) في المصدر زيادة : قال له أبو عبد الله عليه السلام : السلام عليك ورحمة الله وبركاته.
(٣) أثبتناه من المصدر.
(٤) البحار ج ٣٧ ص ٣٣٢ ح ٧١.
(٥) في المخطوط « أراد » ، وما أثبتناه من البحار.
(٦) المناقب ج ٣ ص ٥٥.
٥ ـ التنزيل والتحريف ص ١٩.
(١) في المصدر : مأثوماً.
(٢) النساء ٤ : ١١٧.
٦ ـ المحتضر ص ١٤٧.
(١) في المصدر : أوقفت.
٧ ـ كشف اليقين ص ٩٢ ، وعنه في البحار ج ٣٧ ص ٣١٨.
(١ ، ٢) الملك ٦٧ : ٢٧.
(٣) تأويل الآيات ص ١١٧ ب.
(٤) في المصدر : لم يسمّ بهذا الاسم غير علي.
مقتبس من كتاب : [ مستدرك الوسائل ] / المجلّد : ١٠ / الصفحة : ٣٩٨ ـ ٤٠١
التعلیقات