نزول آیة : ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ) حول حدیث الغدیر یوم الغدیر
العلامة الأميني
منذ 5 سنواتالعذاب الواقع
ومن الآيات النازلة بعد نصِّ الغدير قوله تعالىٰ من سورة المعارج :
( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ * مِّنَ اللَّـهِ ذِي الْمَعَارِجِ ) (1)
وقد أذعنت له الشيعة ، وجاء مثبتاً في كتب التفسير والحديث لمن لا يُستهان بهم من علماء أهل السنّة ، ودونك نصوصها :
1 ـ الحافظ أبو عُبيد الهرويّ : المتوفّىٰ بمكّة (223 ، 224) ، المترجم (ص 86).
روىٰ في تفسيره غريب القرآن قال : لمّا بلّغ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في غدير خُمّ ما بلّغ ، وشاع ذلك في البلاد أتىٰ جابر (2) بن النضر بن الحارث بن كلدة العبدري. فقال :
يا محمّد أمرتَنا من الله أن نشهد أن لا إلٰه إلّا الله ، وأنَّك رسول الله ، وبالصلاة ، والصوم ، والحجّ ، والزكاة ، فقبلنا منك ، ثمّ لم ترضَ بذلك حتّىٰ رفعتَ بضَبْع ابن عمِّك ففضّلته علينا ، وقلت : من كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه ، فهذا شيء منك ، أم من الله ؟ فقال رسول الله : « والذي لا إلٰه إلّا هو إنَّ هذا من الله ».
فولّىٰ جابر يريد راحلته ، وهو يقول : أللّهمّ إن كان ما يقول محمّد حقّاً فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حجارةً من السماء ، أَو ائْتِنا بعذاب أَليم.
فما وصل إليها حتّىٰ رماه الله بحجر ، فسقط علىٰ هامته ، وخرج من دبره ، وقتله ، وأنزل الله تعالىٰ : ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ) الآية.
2 ـ أبو بكر النقّاش الموصليّ ، البغداديّ : المتوفّىٰ (351) ، المترجم (ص 104).
روىٰ في تفسيره شفاء الصدور حديث أبي عبيد المذكور ، إلّا أنَّ فيه مكان جابرِ ابن النضر الحارثَ بنَ النعمان الفهري ، كما يأتي في رواية الثعلبي ، وأحسبه تصحيحاً منه.
3 ـ أبو إسحاق الثعلبيّ ، النيسابوريّ : المتوفّىٰ (427 ، 437).
قال في تفسيره الكشف والبيان (3) : إنَّ سفيان بن عيينة سُئل عن قوله عزّوجلّ : ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ) في منْ نزلت ؟
فقال للسائل (4) : سألتني عن مسألة ما سألني أحد قبلك ، حدّثني أبي ، عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ـ صلوات الله عليهم ـ قال :
لمّا كان رسول الله بغدير خُمّ نادى الناس ، فاجتمعوا فأخذ بيد عليٍّ ، فقال : « من كنتُ مولاه فعليّ مولاه » ، فشاع ذلك وطار في البلاد ، فبلغ ذلك الحارث بن النعمان الفهري ، فأتىٰ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم علىٰ ناقة له حتّىٰ أتى الأبطح (5) ، فنزل عن ناقته فأناخها ، فقال :
يا محمّد أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إلٰه إلّا الله ، وأنَّك رسول الله فقبلناه ، وأمرتنا أن نصلّي خمساً فقبلناه منك ، وأمرتنا بالزكاة فقبلنا ، وأمرتنا أن نصوم شهراً فقبلنا ، وأمرتنا بالحجّ فقبلنا ، ثمّ لم ترضَ بهذا حتّىٰ رفعتَ بضَبعَيْ ابن عمِّك ففضّلته علينا ، وقلت : من كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه ، فهذا شيءٌ منك ، أم من الله ؟
فقال : « والذي لا إلٰه إلّا هو إنَّ هذا من الله ». فولّى الحارث بن النعمان يريد راحلته وهو يقول :
أللّهمّ إن كان ما يقول محمّد حقّاً فأمطر علينا حجارة من السّماء أو ائتنا بعذاب أليم ، فما وصل إليها حتّىٰ رماه الله تعالىٰ بحجر ، فسقط علىٰ هامته ، وخرج من دُبُره وقتله ، وأنزل الله ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ) الآيات.
4 ـ الحاكم أبو القاسم الحَسكانيّ : المترجم (ص 112).
روىٰ في كتاب دعاء الهداة إلىٰ أداء حقّ الموالاة (6) ، فقال :
قرأت علىٰ أبي بكر محمّد بن محمّد الصيدلاني فأقرَّ به ، حدّثكم أبو محمّد عبدالله ابن أحمد بن جعفر الشيباني ، حدّثنا عبدالرحمن بن الحسين الأسدي ، حدّثنا إبراهيم ابن الحسين الكسائي ـ ابن ديزيل ـ حدّثنا الفضل بن دكين ، حدّثنا سفيان بن سعيد الثوري ، حدّثنا منصور (7) ، عن ربعي (8) ، عن حذيفة بن اليمان ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعليّ عليه السلام : « من كنتُ مولاه فهذا عليّ مولاه ».
قال النعمان بن المنذر ـ فيه تصحيفٌ ـ الفهري : هذا شيء قلتَه من عندك ، أو شيء أمرك به ربّك ؟
قال : « لا ، بل أمرني به ربّي ».
فقال : أللّهمّ أنزل ـ كذا في النسخ ـ علينا حِجارةً من السماء ! فما بلغ رَحْله حتّىٰ جاءه حجرٌ فأدماه ، فخرّ ميِّتاً ، فأنزل الله تعالىٰ : ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ) (9).
وقال : حدّثنا أبو عبدالله الشيرازي ، قال : حدّثنا أبو بكر الجرجرائي ، قال : حدّثنا أبو أحمد البصري ، قال : حدّثنا محمّد بن سهل ، قال : حدّثنا زيد بن إسماعيل مولى الأنصار ، قال : حدّثنا محمّد بن أيّوب الواسطي ، قال : حدّثنا سفيان بن عيينة ، عن جعفر بن محمّد الصادق ، عن آبائه عليهم السلام :
لمّا نصب رسول الله عليّاً يوم غدير خُمّ ، وقال : من كنتُ مولاه ، طار ذلك في البلاد ، فقدم على النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم النعمان بن الحارث الفهري قال : أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إلٰه إلّا الله ، وأنَّك رسول الله ، وأمرتنا بالجهاد والحجّ والصوم والصلاة والزكاة ، فقبلناها ، ثمّ لم ترضَ حتّىٰ نصبتَ هذا الغلام فقلت : من كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه. فهذا شيء منك ، أو أَمرٌ من عند الله ؟
فقال : « والله الذي لا إلٰه إلّا هو إنَّ هذا من الله ».
فولّى النعمان بن الحارث وهو يقول : أللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطِرْ عَلَينا حجارَةً من السماء ! فرماه الله بحجر علىٰ رأسه ، فقتله ، وأنزل الله تعالىٰ : ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ) الآيات (10).
5 ـ أبو بكر يحيى القرطبيّ (11) : المتوفّىٰ (567) ، المترجم (ص 115) قال في تفسيره (12) في سورة المعارج :
لمّا قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : « من كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه » قال النضر بن الحارث (13) لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم : أمرتنا بالشهادتين عن الله فقبلنا منك ، وأمرتنا بالصلاة والزكاة ، ثمّ لم ترضَ حتّىٰ فضّلتَ علينا ابن عمّك ، آلله أمرك ، أم من عندك ؟
فقال : « والذي لا إلٰه إلّا هو إنَّه من عند الله ».
فولّىٰ وهو يقول : أللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأَمطر علينا حجارةً من السماءِ ! فوقع عليه حجر من السماء فقتله.
6 ـ شمس الدين أبو المظفّر سبط ابن الجوزيّ الحنفيّ : المتوفّىٰ (654).
رواه في تذكرته (14) (ص 19) قال : ذكر أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره بإسناده : أنَّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم لمّا قال ذلك ـ يعني حديث الولاية ـ طار في الأقطار ، وشاع في البلاد والأمصار ، فبلغ ذلك الحارث بن النعمان الفهري ، فأتاه علىٰ ناقة له ، فأناخها علىٰ باب المسجد (15) ، ثمّ عقلها وجاء فدخل في المسجد ، فجثا بين يدي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال :
يا محمّد إنَّك أمرتنا أن نشهد أن لا إلٰه إلّا الله ، وأنَّك رسول الله ، فقبلنا منك ذلك ، وإنَّك أمرتنا أن نصلّي خمس صلوات في اليوم والليلة ، ونصوم رمضان ، ونحجّ البيت ، ونزكّي أموالنا ، فقبلنا منك ذلك ، ثمّ لم ترضَ بهذا حتّىٰ رفعت بضَبْعي ابن عمِّك وفضّلته على الناس ، وقلت : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، فهذا شيء منك ، أو من الله ؟
فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقد احمرّت عيناه : « والله الذي لا إلٰه إلّا هو إنَّه من الله ، وليس منّي ». قالها ثلاثاً.
فقام الحارث وهو يقول : أللّهمّ إن كان ما يقول محمّد حقّاً فأرسل من السماء علينا حجارةً أو ائتنا بعذاب أليم !
قال : فوالله ما بلغ ناقته حتّىٰ رماه الله من السماء بحجر ، فوقع علىٰ هامته ، فخرج من دُبره ومات ، وأنزل الله تعالىٰ : ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ) الآيات.
7 ـ الشيخ إبراهيم بن عبدالله اليمنيّ ، الوصّابيّ ، الشافعيّ :
روىٰ في كتابه الاكتفاء في فضل الأربعة الخلفاء حديث الثعلبي المذكور (ص 240).
8 ـ شيخ الإسلام الحمّوئي : المتوفّىٰ (722).
روىٰ في فرائد السمطين في الباب الخامس عشر (16) قال : أخبرني الشيخ عماد الدين [عبد] الحافظ بن بدران بمدينة نابلس فيما أجاز لي أن أرويه عنه ، إجازةً عن القاضي جمال الدين عبدالقاسم بن عبدالصمد الأنصاري ، إجازةً عن عبدالجبّار بن محمّد الخواري البيهقي ، إجازةً عن الإمام أبي الحسن عليّ بن أحمد الواحدي ، قال : قرأت علىٰ شيخنا الأستاذ أبي إسحاق الثعلبي في تفسيره : أنَّ سفيان بن عيينة سُئل عن قوله عزّوجلّ ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ) في من نزلت ؟ فقال ... الحديث إلىٰ آخر لفظ الثعلبي المذكور (ص 240).
9 ـ الشيخ محمّد الزرَنديّ ، الحنفيّ : المترجم (ص 125).
ذكره في كتابيه معراج الوصول ونظم درر السمطين (17).
10 ـ شهاب الدين أحمد الدولت آباديّ : المتوفّىٰ (849).
روىٰ في كتابه : هداية السعداء في الجلوة الثانية من الهداية الثامنة : أنَّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال يوماً : « من كنتُ مولاه فعليّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وانصُر من نَصَره ، واخذُل من خذله ».
فسمع ذلك واحد من الكفرة من جملة الخوارج (18) ، فجاء إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال : يا محمّد هذا من عندك أو من عند الله ؟ فقال صلّى الله عليه وسلّم : « هذا من عند الله ».
فخرج الكافر من المسجد ، وقام علىٰ عتبة الباب وقال : إن كان ما يقوله محمّد حقّاً فأنزِلْ عليَّ حجراً من السماء !
قال : فنزل حجر ، ورضخ رأسه فنزلت ( سَأَلَ سَائِلٌ ... ).
11 ـ نور الدين ابن الصبّاغ المالكيّ ، المكيّ : المتوفّىٰ (855).
رواه في كتابه الفصول المهمّة (19) (ص 26).
12 ـ السيِّد نور الدين الحسنيّ ، السمهوديّ ، الشافعيّ : المتوفّىٰ (911) ، المترجم (ص 133).
رواه في جواهر العقدين (20).
13 ـ أبو السعود العماديّ (21) : المتوفّىٰ (982).
قال في تفسيره (22) (8 / 292) : قيل : هو ـ أيّ سائل العذاب ـ الحارث بن النعمان الفهري ، وذلك أنَّه لَمّا بلغه قول رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في عليّ رضي الله عنه : « من كنتُ مولاه فعليّ مولاه » ، قال : أللّهمّ إن كان ما يقول محمّد حقّاً فأَمطِرْ علينا حجارةً من ٱلسماء ! فما لبث حتّىٰ رماه تعالىٰ بحجر ، فوقع علىٰ دماغه ، فخرج من أسفله ، فهلك من ساعته.
14 ـ شمس الدين الشربينيّ ، القاهريّ ، الشافعيّ : المتوفّىٰ (977) ، المترجم (ص 135).
قال في تفسيره السراج المنير (22) (4 / 364) : اختلف في هذا الداعي : فقال ابن عبّاس : هو النضر بن الحارث. وقيل : هو الحارث بن النعمان.
وذلك أنَّه لمّا بلغه قول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : « من كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه » ، ركب ناقته ، فجاء حتّىٰ أناخ راحلته بالأبطح ، ثمّ قال : يا محمّد أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إلٰه إلّا الله وأنَّك رسول الله فقبلناه منك ، وأن نصلّي خمساً ونزكّي أموالنا فقبلناه منك ، وأن نصوم شهر رمضان في كلِّ عام فقبلناه منك ، وأن نحجّ فقبلناه منك ، ثمّ لم ترضَ حتّىٰ فضّلتَ ابن عمّك علينا ، أفهذا شيء منك أم من الله تعالىٰ ؟
فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : « والذي لا إلٰه إلّا هو ما هو إلّا من الله ». فولّى الحرث وهو يقول : أللّهمّ إن كان ما يقول محمّد حقّاً فأَمطر علينا حجارةً من ٱلسماء أَو ائْتِنا بعذابٍ أَليمٍ !
فوالله ما وصل إلىٰ ناقته حتّىٰ رماه الله تعالىٰ بحجر ، فوقع علىٰ دماغه ، فخرج من دُبره ، فقتله ، فنزلت : ( سَأَلَ سَائِلٌ ) الآيات.
15 ـ السيِّد جمال الدين الشيرازي : المتوفّىٰ (1000).
قال في كتابه الأربعين في مناقب أمير المؤمنين : الحديث الثالث عشر (24) عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه الكرام :
أنَّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لمّا كان بغدير خُمّ نادى الناس ، فاجتمعوا فأخذ بيد عليٍّ ، وقال : من كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذُل من خذله ، وأدر الحقَّ معه حيث كان ـ وفي رواية ـ أللّهمّ أَعِنْهُ وأعِنْ به ، وارحمه وارحم به ، وانصره وانصر به ».
فشاع ذلك ، وطار في البلاد ، فبلغ ذلك الحارث بن النعمان الفهري ، فأتىٰ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم علىٰ ناقة له ... ، وذكر إلىٰ آخر حديث الثعلبي.
16 ـ الشيخ زين الدين المناويّ ، الشافعيّ : المتوفّىٰ (1031) ، المترجم (ص 138).
رواه في كتابه فيض القدير في شرح الجامع الصغير (6 / 218) في شرح حديث الولاية.
17 ـ السيّد ابن العيدروس الحسينيّ ، اليمنيّ : المتوفّىٰ (1041) ، المترجم (ص 138).
ذكره في كتابه العقد النبويّ والسرّ المصطفويّ.
18 ـ الشيخ أحمد بن باكثير المكيّ ، الشافعيّ : المتوفّىٰ (1047) ، المترجم (ص 139).
نقله في تأليفه وسيلة المآل في عدّ مناقب الآل (25).
19 ـ الشيخ عبدالرحمن الصفّوريّ :
روىٰ في نزهته (26) (2 / 242) حديث القرطبي.
20 ـ الشيخ برهان الدين عليّ الحلبيّ ، الشافعيّ : المتوفّىٰ (1044).
روىٰ في السيرة الحلبيّة (27) (3 / 302) وقال : لمّا شاع قوله صلّى الله عليه وسلّم : « من كنت مولاه فعليٌّ مولاه » في سائر الأمصار ، وطار في جميع الأقطار ، بلغ الحارث بن النعمان الفهريّ ، فقدم المدينة ، فأناخ راحلته عند باب المسجد ، فدخل والنبيُّ جالسٌ وحوله أصحابه ، فجاء حتّىٰ جثا بين يديه ، ثمّ قال : يا محمّد ... إلىٰ آخر لفظ سبط ابن الجوزي المذكور (ص 242).
21 ـ السيّد محمود بن محمّد القادري ، المدنيّ :
قال في تأليفه الصراط السويّ في مناقب آل النبيّ : قد مرّ مراراً قوله صلّى الله عليه وسلّم : « من كنت مولاه فعليٌّ مولاه ». الحديث.
قالوا : وكان الحارث بن النعمان مسلماً ، فلمّا سمع حديث « من كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه » شكّ في نبوّة النبيّ ، ثمّ قال : أللّهمّ إن كان ما يقوله محمّد حقّاً فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذابٍ أليم ! ثمّ ذهب ليركب راحلته فما مشىٰ نحو ثلاث خطوات حتّىٰ رماه الله عزّوجلّ بحجر فسقط علىٰ هامته ، وخرج من دُبره فقتله ، فأنزل الله تعالىٰ : ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ). الآيات.
22 ـ شمس الدين الحفنيّ ، الشافعيّ : المتوفّىٰ (1181) ، المترجم (ص 144).
قال في شرح الجامع الصغير للسيوطي (2 / 387) في شرح قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « من كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه » : لمّا سمِع ذلك بعض الصحابة ، قال : أما يكفي رسول الله أن نأتي بالشهادة وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ... حتّىٰ يرفع علينا ابن أبي طالب ، فهل هذا من عندك أم من عند الله ؟ فقال صلّى الله عليه وسلّم : « والله الذي لا إلٰه إلّا هو إنَّه من عند الله » ، فهو دليل علىٰ عظم فضل عليٍّ عليه السلام.
23 ـ الشيخ محمّد صدرالعالم سبط الشيخ أبي الرضا :
قال في كتابه معارج العُلى في مناقب المرتضىٰ : إنَّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال يوماً : « أللّهمّ من كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ». فسمع ذلك واحد من الكفرة من جملة الخوارج ، فجاء إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال : يا محمّد هذا من عندك أو من عند الله ؟ فقال النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم : « هذا من عند الله ».
فخرج الكافر من المسجد ، وقام علىٰ عتبة الباب ، وقال : إن كان ما يقوله حقّاً فأنزِلْ عليَّ حجراً من السماء ! قال : فنزل حجر ، فرضخ رأسه.
24 ـ الشيخ محمّد محبوب العالم :
رواه في تفسيره الشهير بتفسير شاهي.
25 ـ أبو عبدالله الزرقانيّ ، المالكيّ : المتوفّىٰ (1122).
حكاه في شرح المواهب اللدنيّة (7 / 13).
26 ـ الشيخ أحمد بن عبدالقادر الحفظيّ ، الشافعيّ :
ذكره في كتابه ذخيرة المآل في شرح عقد جواهر اللآل.
27 ـ السيّد محمّد بن إسماعيل اليمانيّ : المتوفّىٰ (1182).
ذكره في كتابه الروضة النديّة في شرح التحفة العلويّة (28).
28 ـ السيّد مؤمن الشبلنجيّ ، الشافعيّ ، المدنيّ :
ذكره في كتابه نور الأبصار في مناقب آل بيت النبيّ المختار (29) (ص 78).
29 ـ الأستاذ الشيخ محمّد عبده المصريّ : المتوفّىٰ (1323).
ذكره في تفسير المنار (6 / 464) عن الثعلبيّ ، ثمّ استشكل عليه بمختصر ما أورد عليه ابن تيميّة ، وستقف علىٰ بطلانه وفساده.
( وَإِن تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِّن قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ) (30)
الهوامش
1. المعارج : 1 ـ 3.
2. في رواية الثعلبي الآتية التي أصفق العلماء علىٰ نقلها أسمته : الحارث بن النعمان الفِهْري ، ولا يبعد صحّة ما في هذه الرواية من كونه جابر بن النضر ؛ حيث إنَّ جابراً قتل أميرُ المؤمنين عليه السلام والدَه النضر صبراً بأمر من رسول الله ، لمّا أُسِر يوم بدر الكبرىٰ ، كما يأتي (ص 241) ، وكانت الناس ـ يومئذٍ ـ حديثي عهد بالكفر ، ومن جرّاء ذلك كانت البغضاء محتدمةً بينهم على الأوتار الجاهليّة. (المؤلف)
3. الكشف والبيان : الورقة 234 سورة المعارج آية : 1 ـ 2.
4. في رواية فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره [ ص 190 ] ، والكراجكي في كنز الفوائد : إنَّ السائل هو الحسين بن محمّد الخارقي. (المؤلف)
5. يأتي الكلام فيه بأبسط وجه إن شاء الله تعالىٰ. (المؤلف)
6. ورواه في كتابه شواهد التنزيل أيضاً : 2 / 383 برقم 1033 بطريقين عن ابن ديزيل. (الطباطبائي)
7. منصور بن المعتمر بن ربيعة الكوفي ، يروي عن ربعي بن حراش ، مُجمَع علىٰ ثقته ، تُوفِّي (132) ، ذكره الذهبي في تذكرته : 1 / 127 [1 / 142 رقم 135] ، وأثنىٰ عليه بالإمام الحافظ الحجّة. (المؤلف)
8. ربعي بن حراش أبو مريم الكوفي المتوفّىٰ (100 ، 101 ، 104) من رجال الصحيحين ، قال الذهبي في تذكرته : 1 / 60 [ 1 / 69 رقم 65 ] : متفق علىٰ ثقته وإمامته والاحتجاج به. (المؤلف)
9. إسناد هذا الحديث صحيح رجاله كلّهم ثقات. (المؤلف)
10. وأخرجه في كتابه شواهد التنزيل : 2 / 381 رقم 1030 ، كما رواه بطرق أخرىٰ بالأرقام : 1031 و 1032 و 1034 أيضاً. (الطباطبائي)
11. القرطبي صاحب التفسير هو أبو عبدالله محمّد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح المتوفّىٰ سنة 671 ، له الجامع لأحكام القرآن ، المطبوع المشتهر بتفسير القرطبي ، والقصّة مذكورة فيه في سورة المعارج : 18 / 278 وإليك نصّه :
قيل إنَّ السائل هنا هو الحارث بن النعمان الفهري ، وذلك أنَّه لمّا بلغه قول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في عليّ رضي الله عنه « من كنت مولاه فعليٌّ مولاه » ركب ناقته ، فجاء حتّىٰ أناخ راحلته بالأبطح ، ثمّ قال : يا محمّد ، أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلّا الله وأنّك رسول الله ، فقبلناه منك ، وأن نصوم شهر رمضان في كلّ عام فقبلناه منك ، وأن نحجّ فقبلناه منك.
ثمّ لم ترضَ بهذا حتّىٰ فضّلت ابن عمّك علينا ، أفهذا شيء منك أم من الله ؟! فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : « والله الذي لا إله إلّا هو ما هو إلّا من الله ».
فولّى الحارث وهو يقول : اللّهمّ إنْ كان ما يقول محمّد حقّاً فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم !
فوالله ما وصل إلىٰ ناقته حتّىٰ رماه الله بحجر فوقع علىٰ دماغه فخرج من دبره فقتله ، فنزلت (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ) الآية. (الطباطبائي)
12. الجامع لأحكام القرآن : 18 / 181.
13. هو النضر بن الحارث بن كلدة بن عبدمناف بن كلدار ، وفي الحديث تصحيف ؛ إذ النضر أُخذ أسيراً يوم بدر الكبرىٰ ، وكان شديد العداوة لرسول الله ، فأمر بقتله ، فقتله أمير المؤمنين صبراً ، كما في سيرة ابن هشام : 2 / 286 [2 / 298] ، وتاريخ الطبري : 2 / 286 [2 / 459] ، وتاريخ اليعقوبي : 2 / 34 [2 / 46] ، وغيرها. (المؤلف)
14. تذكرة الخواص : ص 30.
15. لعلّه مسجد رسول الله بغدير خُمّ بقرينة سائر الأحاديث. (المؤلف)
بل الظاهر أنَّه مسجده صلّى الله عليه وآله وسلّم بالمدينة المنوّرة ؛ لأنّ الروايات تقول إنَّه أتىٰ بعدما طار النبأ في الأقطار وشاع في البلاد والأمصار ، وذلك لا يكون إلَّا بعد عدّة أيام ، وبعد رجوع الحاجّ كلٌّ إلىٰ أرضه ووطنه ، وبعد انتشار نبأ هذا الحادث الجلل في الأحياء والقبائل. (الطباطبائي)
16. فرائد السمطين : 1 / 82 ح 53.
17. نظم درر السمطين : ص 93.
18. أراد من الخوارج المعنى الأعمّ من محاربٍ لحجّة وقته أو مجابهه بردّ ، نبيّاً كان أو خليفة. (المؤلف)
19. الفصول المهمّة : ص 41.
20. جواهر العقدين : الورقة 179.
21. المولىٰ محمّد بن محمّد بن مصطفى الحنفيّ ، ولد (898) بقرية قريبة من قسطنطينيّة ، وأخذ العلم ، وقُلّد القضاء والفتيا ، وتُوفِّي بالقسطنطينية مُفتياً (982). ترجمه أبو الفلاح في شذرات الذهب : 8 / 398 ـ 400 [10 / 584 حوادث سنة 982 ه]. (المؤلف)
22. إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم : 9 / 29.
23. السراج المنير : 4 / 380.
24. الأربعين في فضائل أمير المؤمنين : ص 40.
25. وسيلة المآل : ص 119 ـ 120.
26. نزهة المجالس : 2 / 209.
27. السيرة الحلبية : 3 / 274.
28. الروضة الندية في شرح التحفة العلوية : ص 156.
29. نور الأبصار : ص 159.
30. العنكبوت : 18.
مقتبس من كتاب : [ الغدير في الكتاب والسنّة والأدب ] / المجلّد : 1 / الصفحة : 460 ـ 471
التعلیقات