أريد شرحاً مفصّلاً عن المدرسة الشيخيّة والاخباريّة وعن الركنيّة والكشفيّة
السيّد جعفر علم الهدى
منذ 5 سنواتالسؤال :
أريد شرحاً مفصّلاً عن المدرسة الشيخيّة والاخباريّة وعن الركنيّة والكشفيّة.
الجواب :
الشيخيّة هم أتباع الشيخ أحمد الأحسائي وكان من أعاظم العلماء في القرن 13 الهجري.
وللشيخ أحمد الأحسائي كتب ومؤلّفات كثيرة في الفلسفة والكلام والفقه والتفسير والأدب ، تبلغ « 90 » كتاباً.
والظاهر انّ الانحراف في الشيخيّة حصل من ناحية تلامذة الشيخ أحمد ، ومن أهمّهم السيّد كاظم الرشتي ، وقد تلمّذ عنده جماعة من الشيخيّة صار كلّ واحد رئيساً لفرقة من فرق الشيخيّة ، منهم :
السيّد محمّد علي باب : قد حضر في كربلاء عند السيّد كاظم الرشتي ، وتأثّر بأفكاره ، وادّعى بعد وفاة السيّد كاظم انّه باب الإمام والواسطة للوصول إلى الإمام الحجّة عجّل الله تعالى فرجه الشريف ، ودعوى البابيّة تظهر من بعض كلمات السيّد كاظم الرشتي لكن لا بنحو التصريح ، ثمّ ادّعى النبوّة وانّ الله تعالى انزل عليه كتاب البيان ، ثمّ مهّد الأمر لظهور البهائيّة ، حيث ادّعى أنّ الظهور ـ أيّ ظهور من يظهره الله ـ لا ينحصر به وبظهوره ، فاستفاد من ذلك تلميذه « الميرزا حسينعلي » ، وادّعى أنّه هو من يظهره الله ، وسمّى نفسه بهاء الله ، وقد ساعده الاستعمار البريطاني واليهود على نشر مذهبه ، والبهائيّة الآن منتشرة في العالم ، وهي مسلك سياسي قبل ان يكون دينيّاً ، فان مبناها على نشر الفساد والانحراف والضلال لخدمة الاستعمار والصهيونيّة العالميّة ، وعلى كلّ حال فالشيعة وحتّى الشيخيّة بريئة من هذا المسلك.
الحاج محمّد كريم خان الكرماني : مؤسّس الشيخيّة الكرمانيّة ، وهم على طائفتين :
الباقريّة : أتباع محمّد باقر الخاتون آبادي.
شيخيّة آذربايجان : أتباع حاج ميرزا شفيع ثقة الاسلام التبريزي ، ويقال لهم « ثقة الإسلاميّة ».
وهناك طائفة من الشيخيّة يقال لهم « الاحقاقيّة » ، وهم أتباع الآخوند ملا باقر الاسكوئي ، وكان في كربلاء ، وقد تلمذ عليه أولاد السيّد كاظم الرشتي ، ولذا ادّعى بعد وفاة السيّد كاظم انّه خليفته ووصيّه. وبما انّه كتب كتاباً في ردّ الحاج محمّد كريم خان الكرماني سمّاه « احقاق الحقّ وابطال الباطل » لقّب أولاده بالاحقاقي ، وسمّي أتباعهم « الاحقاقيّة » وهم متواجدون اليوم في آذربايجان وكربلاء والكويت.
وامّا الركنيّة فالظاهر انّهم أتباع الحاج محمّد خان الكرماني ، حيث انّه هو الذي قال بالركن الرابع ، وقال انّ اصول الدين أربعة : التوحيد ، النبوّة ، الإمامة ، الركن الرابع وهو معرفة الإنسان « الشيعي » الكامل الذي يكون واسطة بين الشيعة وبين الإمام الغائب ، ويأخذ الأحكام بلا واسطة من الإمام ويبلّغها للناس ، ولذا يسمّى بالمبلّغ والناطق الأوّل ، ولكن مشايخ الشيعة لم يرتضوا بهذا التفسير للركن الرابع ، وانّما قالوا المراد من الركن الرابع هو التولّى ـ حبّ أهل البيت ـ والتبرّي ـ بغض أعداء أهل البيت ـ.
وللشيخيّة في باب المعاد اعتقاد خاص ، والظاهر انّ أصله من الشيخ أحمد الأحسائي « في شرح زيارة الجامعة » وهو أفكار المعاد الجسماني بالجسم العنصري ، بل يعتقدون انّه بعد انحلال هذا الجسم العنصري يتحقّق جسم لطيف يسمّونه بـ « الجسم الهورقليائي » وهو قالب المثالي ، والانسان يحشر يوم القيامة بهذا الجسم ، والعقاب والثواب انّما هو على هذا الجسم المثالي ، كما هو الحال في عالم البرزخ. وهذه العقيدة وان كانت صحيحة بالنسبة إلى عالم القبر والبرزخ الّا انّها باطلة بالنسبة إلى الحشر والنشر وعالم القيامة ؛ لانّ صريح القرآن الكريم والروايات المتواترة انّ الإنسان يحشر يوم القيامة بهذا الجسم العنصري الذي يصير رميماً وتراباً ويفنى في عالم القبر ، لكن الله تعالى يعيده كما خلقه اوّل مرّة ، والروح تلج هذا الجسم العنصري ، ويحشر الإنسان بروحه وجسمه العنصري يوم القيامة ، ثمّ يرد العذاب أو الثواب على هذا الجسم العنصري لا الجسم المثالي.
التعلیقات