أريد آيات من القرآن تثبت ولاية علي ابن أبي طالب عليه السلام ؟
في سورة المائدة آيات تدلّ على ولاية أمير المؤمنين علي عليه السلام :
قوله تعالى : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) [ المائدة : 55 ] :
وقد أجمع المفسّرون من الشيعة والسنّة وتضافرت الروايات انّ الآية الشريفة نزلت في علي عليه السلام ، حينما أعطى خاتمه للسائل وهو راكع ، والله تعالى أعطاه نفس ولايته وولاية رسول الله صلّى الله عليه وآله بحسب هذه الآية.
أ. روى السيوطي في الدرّ المنثور في ذيل تفسير الآية في سورة المائدة ، قال :
وأخرج الخطيب في المتّفق عن ابن عبّاس قال : تصدّق علي عليه السلام بخاتمه وهو راكع ، فقال النبي صلّى الله عليه وآله للسائل : من أعطاك هذا الخاتم ؟ قال : ذلك الراكع. فأنزل الله : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ).
ب. قال وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عبّاس في قوله : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) ، قال :
نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام.
ج. قال وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال :
نزلت هذه الآية على رسول الله صلّى الله عليه وآله في بيته : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) ، فخرج رسول الله صلّى الله عليه وآله فدخل المسجد وجاء الناس يصلّون بين راكع وساجد وقائم يصلّي ، فإذا سائل فقال : يا سائل هل أعطاك أحد شيئاً ؟ قال : لا إلّا ذاك الراكع ـ وأشار لعلي بن أبي طالب ـ أعطاني خاتمه.
د. قال وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن عساكر عن سلمة بن كهيل ، قال :
تصدّق علي عليه السلام بخاتمه وهو راكع ، فنزلت : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ).
هـ. قال وأخرج ابن مردويه من طريق الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس ، قال :
انّي عبد الله بن سلام ورهط معه من أهل الكتاب نبي الله عند الظهر ، فقالوا : يا رسول الله ان بيوتنا قاصية لا نجد من يجالسنا ويخالطنا دون هذا المسجد ، وان قومنا لما رأونا قد صدقنا الله ورسوله وتركنا دينهم أظهروا العداوة واقسموا ان لا يخالطونا ولا يؤاكلونا ، فشقّ ذلك علينا. فبينا هم يشكون ذلك إلى رسول الله إذ نزلت هذه الآية على رسول الله صلّى الله عليه وآله : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) ، ونودي بالصلاة صلاة الظهر وخرج رسول الله صلّى الله عليه وآله ، فقال للسائل : أعطاك أحد شيئاً ؟ قال : نعم. قال : من ؟ قال : ذلك الرجل القائم. قال : على أيّ حال أعطاكه ؟ قال : وهو راكع. قال : وذاك علي بن أبي طالب عليه السلام ؛ فكبّر رسول الله صلّى الله عليه وآله ، وهو يقول : ( وَمَن يَتَوَلَّ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّـهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ) [ المائدة : 56 ].
إلى غير ذلك من الروايات.
ولقد أجاد حسان بن ثابت الأنصاري في شعره ، يمدح عليّاً عليه السلام حينما نزلت آية الولاية في حقّه :
أبا حسن تفديك نفسي ومهجتي |
وكلّ بطيء في الهوى ومسارع |
|
فأنت الذي أعطيت مذ كنت راكعاً |
فدتك نفوس القوم يا خير راكع |
|
فأنزل فيك الله خير ولاية |
وأودعها في محكمات الشرائع |
قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّـهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) [ المائدة : 67 ] :
واتّفق علماء التفسير من السنّة والشيعة ـ إلّا بعض المتعصّبين ـ على انّ هذه الآية نزلت في حقّ ولاية علي عليه السلام ، وقد استجاب النبي صلّى الله عليه وآله وامتثل أمر الله تعالى في غدير خم ، فجمع المسلمين وخطب فيهم وقال : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه. فجاء عمر بن الخطاب وقال : بخٍ بخٍ لك يا علي أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة.
والعجيب أنّ السيوطي في الدرّ المنثور في تفسير الآية الشريفة من سورة المائدة يروي انّ الآية نزلت هكذا : ( يا أيّها الرسول بلّغ ما انزل إليك من ربّك انّ عليّاً مولى المؤمنين وان لم تفعل فما بلّغت رسالته والله يعصمك من الناس ).
ذكر الواحدي في أسباب النزول / الصفحة : 150 ، بسنده عن أبي سعيد الخدري ، قال :
نزلت هذه الآية ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ ) يوم غدير خم في علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وذكر الفخر الرازي في تفسيره الكبير في ذيل قوله تعالى :
( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) في سورة المائدة ، قال : والعاشر أيّ من الوجوه التي قالها المفسّرون في نزول الآية ، قال : نزلت في فضل علي بن أبي طالب عليه السلام. ولما نزلت هذه الآية أخذ بيده وقال : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه. فلقيه عمر ، فقال : هنيئاً لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة. قال : وهو قول ابن عبّاس والبراء بن عازب ومحمّد بن علي أي الباقر عليه السلام.
( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) [ المائدة : 3 ] :
أ. السيوطي في الدرّ المنثور في ذيل تفسير قوله تعالى :
( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) ، ذكر عن ابن مردويه والخطيب وابن عساكر عن أبي هريرة ، قال :
لما كان يوم غدير خم وهو يوم ثماني عشرة من ذي الحجّة قال النبي صلّى الله عليه وآله : من كنت مولاه فعلي مولاه ؛ فأنزل الله : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ).
ب. تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 8 / 290 روى بسنده عن أبي هريرة ، قال :
من صام يوم ثماني عشرة من ذي الحجّة كتب له صيام ستّين شهراً وهو يوم غدير خم لما أخذ النبي صلّى الله عليه وآله بيد علي بن أبي طالب عليه السلام ، فقال : ألست وليّ المؤمنين ؟ قالوا : بلى يا رسول الله. قال : من كنت مولاه فعلي مولاه. فقال عمر بن الخطاب : بخٍ بخٍ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كلّ مسلم ؛ فأنزل الله ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ).
وهناك آيات أخرى في سور أخرى.
راجع للمزيد كتاب « ما نزل في علي من القرآن ».
التعلیقات