يَدْخُلُ المَلَكُ علَى النُّطْفَةِ بَعْدَ ما تَسْتَقِرُّ في الرَّحِمِ بِأَرْبَعِينَ، أَوْ خَمْسَةٍ وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، فيَقولُ: يا رَبِّ أَشَقِيٌّ، أَوْ سَعِيدٌ؟ فيُكْتَبَانِ، فيَقولُ: أَيْ رَبِّ أَذَكَرٌ، أَوْ أُنْثَى؟ فيُكْتَبَانِ، وَيُكْتَبُ عَمَلُهُ وَأَثَرُهُ وَأَجَلُهُ وَرِزْقُهُ، ثُمَّ تُطْوَى الصُّحُفُ، فلا يُزَادُ فِيهَا وَلَا يُنْقَصُ.هذا كافي ليبن ان اعمال الناس ليس من عندهم,وهي تكتب عليهم في رحم الغيب,اليس هذا ظلم؟
الرد
السيّد جعفر علم الهدى٦yr ago
٠٠
أوّلاً : التقدير وكتابة المصير ونحو ذلك لا يتنافى مع اختيار الانسان في أعماله وأفعاله وتصرّفاته ، فان ذلك انّما هو على أساس العلل والأسباب والمقتضيات الطبيعيّة التي يمكن وقوع التغيير والتبديل فيها ، لأجل ايجاد الموانع عن تأثير تلك الأسباب.مثلاً قد يكون المقدّر ـ بحسب القوانين الطبيعيّة ـ ، ان يكون عمر شخص خمسين سنة ، ولذا يكتب انّ أجله يتحقّق في السنة الكذائيّة ، لكن كلّ ذلك في حدود المقتضى والسبب ، فيمكن للإنسان ان يغيّره ، بأن يتصدّق ، أو يصل رحمه ، أو يحسن إلى والديه ـ وهذه أفعال إختياريّة ـ ؛ فيؤخّر بذلك أجله الذي كان مكتوباً ومقدّراً ، ويعيش أكثر من خمسين سنة والعكس بالعكس.ولأجل ذلك نقرأ في بعض أدعية ليلة القدر : « اللهمّ ان كنت من الأشقياء فامحني من الأشقياء واكتبني من السعداء فانّك قلت في كتابك المنزل على نبيّك المرسل صلواتك عليه وآله : ( يَمْحُو اللَّـهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ) ».وثانياً : بعد ان ثبت بالأدلّة العقليّة القاطعة ، وبآيات القرآن الكريم ، انّ الله تعالى عادل وليس بظالم ، فلابدّ أن تطرح كلّ رواية يظهر منها ما يخالف ذلك ، أو نحملها على معنى لا يتنافي مع عدل الله تعالى وحكمته ، وغير ذلك من صفاته الكماليّة.
التعلیقات
١