كيف يتزوّج الإمام الحسن صلوات الله عليه بجعيدة بنت الأشعث ؟ والأئمّة صلوات الله عليهم وكذا جدّهم المصطفى صلّى الله عليه وآله يقول إياكم وخضراء الدمن. قالوا وما خضراء الدمن ؟ قال المرأة الحسناء في منبت السوء. فبغض النظر هل كانت حسناء أم لا ، ولكنّها في منبت سوء ؟ فكيف يكون مثل هذا الزواج ؟
يمكن أن يقال بالنسبة إلى زواج الإمام الحسن عليه السلام من جعدة أنّه كزواج جدّه الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله ببعض أمّهات المؤمنين التي خرجت على إمام زمانها ، ووقفت محاربة له ، وقادت الجيش للقضاء عليه (1).
أنّه كيف نفسر زواج الرسول صلّى الله عليه وآله بها ، وهو القائل : إياكم وخضراء ... ؟
إنّه لا بُدّ من وجود ظروف وأجواء قد خفيت علينا هي التي فرضت الزواج المذكور ، فمن المحتمل أنّه قصد بذلك سدّ ثغرة خاصة ، فالعرب إذا أرادت أن تأمن جانب عشيرة تزوّجت ببعض نسائها ، ولعلّ فعل النبيّ صلّى الله عليه وآله وولده الحسن عليه السّلام كان من هذا المنطلق.
الهوامش
1. راجع :
تاريخ اليعقوبي « لليعقوبي » / المجلّد : 2 / الصفحة : 180 ـ 181.
تاريخ الطبري « للطبري » / المجلّد : 4 / الصفحة : 450 ـ 451 / الناشر : دار المعارف / الطبعة : 2.
أنساب الأشراف « للبلاذري » / المجلّد : 2 / الصفحة : 221 ـ 222 / الناشر : دار الفكر / الطبعة : 1.
التعلیقات