نجد حديثاً في باب الشفاعة يدلّ على أنّ المؤمن لا يخلّد في النار ، وهكذا أنّ الميزان لا يوضع إلّا للمؤمنين ، فيكون من خفّت موازيه مؤمناً ، وإلّا لو لم يكن مؤمناً لا يقبل منه شيئاً يوضع في ميزانه حتّى يكون خفيفاً أو ثقيلاً. فهناك دليلان أن من خفّت موازينه يكون من المؤمنين أوّلاً أنّ غير المؤمن لا يوضع له ميزان. ثانياً أنّه لا يقبل منه شيئاً قليلاً أو كثيراً فكيف يكون هو خالداً في النار. هل يوجد إشكال في الأحاديث ؟ أم أنّ مفهومه شيء آخر ؟
لم نعرف وجه السؤال ؟ فالمؤمن لا يخلّد في النار بلا إشكال كما أنّ الإيمان هو الشرط الأساسي والضروري لقبول الأعمال الصالحة الأُخرى حسبما تنصّ عليه النصوص الكثيرة.
أمّا الخلود في النار فمقياسه العناد ، وعدم التسليم للّه وللحقيقة فنحن نقرأ في دعاء الكميل : « فَبِالْيَقينِ اَقْطَعُ لَوْ لا ما حَكَمْتَ بِهِ مِنْ تَعْذيبِ جاحِديكَ ، وَقَضَيْتَ بِهِ مِنْ اِخْلادِ مُعانِدِيكَ ، لَجَعَلْتَ النّارَ كُلَّها بَرْداً وَسَلاماً ، وَما كانَت لاَِحَد فيها مَقَرّاً وَلا مُقاماً ، لكِنَّكَ تَقَدَّسَتْ اَسْماؤُكَ ، اَقْسَمْتَ اَنْ تَمْلاََها مِنَ الْكافِرينَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنّاسِ اَجْمَعينَ ، وَاَنْ تُخَلِّدَ فيهَا الْمُعانِدينَ » ، والمؤمن لا يكون معانداً وإلّا لم يكن مؤمناً ، فإنّ الإيمان عبارة عن خضوع العقل والقلب معاً تجاه الحقّ ، واستسلام الفكر والمشاعر أمام اللّه تبارك وتعالى ، فالحديث لا إشكال فيه ، واللّه العالم.
التعلیقات