السلام عليكملم لا يكون هناك لجنة من المحققين المنصفين يقومون بحذف الروايات الضعيفة السند او المدسوسة وخلاصنا منها كما في نهج البلاغه حيث يمدح امير المؤمنين علي ع ابن ابي قحافة ويقول هو احق الناس بها ووو.او في بحار الانوار من ان الرسول ص كان يقبل فاطمة ع بين ثدييها وهذا لا يليق بالنبي ص
الرد
السيّد جعفر علم الهدى٧yr ago
٠٠
أوّلاً : ليس في نهج البلاغة ما يدلّ على مدح أبي بكر ولا على أنّه أحقّ الناس بالخلافة بل على العكس ورد في نهج البلاغة خطبة الشقشقيّة التي يقول الامام عليه السلام فيها : « والله لقد تقمّصها ابن أبي قحافة وإنّه ليعلم أنّ محلّي منها محلّ القطب من الرّحى ينحدر عنّي السّيل ولا يرقى إليّ الطّير ـ إلى أن قال : ـ فيا عجباً بينما هو يستقيلها في حياته إذ عقدها لآخر بعد وفاته لشدّ ما تشطّرا ضرعيها فصيّرها في حوزة خشناء يغلظ كلمها ويخشن مسّها ويكثر العثار فيها والاعتذار منها ـ الى آخر الخطبة ـ. ».نعم هناك بعض الخطب يمدح فيها الامام عليه السلام بعض الأشخاص بنحو الإجمال ، كقوله : « لله بلاء فلان » ؛ فاستفاد من هذا الاجمال بعض علماء السنّة فذكروا انّه يمدح عمر بن الخطاب ، لكن الشيعة يقولون انّه يمدح سلمان الفارسي ، وهو الصحيح اذ لا يناقض الامام نفسه ؛ فبعد قدحه وذمّه للخلفاء فكيف يمدحهم ؟!وقد قال عليه السلام يعبّر عن صبره وتحمله : « فصبرت وفي العين قذىً وفي الحلق شجاً أرى تراثي نهباً ».ثانياً : تقبيل النبي صلّى الله عليه وآله صدر فاطمة لا قبح فيه بعدما علّل ذلك بأنّه يشمّ رائحة الجنّة منها ، وكيف يكون ذلك قبيحاً وهو معصوم يقبّل معصومة ، حيث لا يحتمل في حقّه ولا في حقّها الوقوع في الفساد نعوذ بالله تعالى.أمّا الروايات التي قد تكون ضعيفة السند أو يخيّل أنّها مخالفة للعقل أو المنطق أو الأخلاق فلا معنى لاسقاطها من الجوامع الحديثية ، اذ الرواية الضعيفة السند يمكن الحكم باعتبارها من تجميع القرائن المقتضية للاطمينان بصدورها او اضافتها الى الروايات الاخرى بحيث يحصل التواتر المعنوي أو الإجمالي ، فيستفاد منها في الاستنباط الفقهي.ثمّ انّ التعبير بضعف السند في عبارة العلماء ليس معناه بطلان الرواية والقطع بعدم صحّتها ، بل يعبرون عن الرواية التي لم يثبت وثاقة الراوي بالرواية الضعيفة ، مع انّه من المحتمل كونه موثوقاً في الواقع او كون الرواية معتبرة لاعتماد الأصحاب عليها أو عمل المشهور بها.وامّا ما يتوهّم كونه مخالفاً للعقل أو للضرورة فيمكن أن يكون لها تفسير آخر غير مانفهمه ، فلابدّ من ذكرها في الكتب حتّى تمحّص ويرد حولها تحقيق وتفسير من قبل العلماء يتوافق مع العقل والمنطق ، نظير الآيات التي تكون مجملة تحتاج إلى التفسير والتأويل ؛ فهل نظرحها من القرآن ، كقوله تعالى : ( الرَّحْمَـٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ ) [ طه : ٥ ] مع انّ الله تعالى ليس جسماً يجلس على السرير ، وقوله تعالى : ( وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ ) [ يوسف : ٨٢ ] مع انّ القرية جماد لا يسمع ، وقوله تعالى : ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ) [ القيامة : ٢٢ ـ ٢٣ ] مع انّ الله تعالى ليس جسماً قابلاً للرؤية ، وقد قال الله تعالى : ( لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ ) [ الأنعام : ١٠٣ ] فهل يناقض القرآن نفسه ؟!ولذا المحقّقون من العلماء والمفسّرين فسّروا الآية الاولى بأنّها كناية عن قدرة الله تعالى وتمثيل بالملك الذي يجلس على سرير الملك ، وفسّروا الآية الثانية « واسأل أهل القرية » ، وفسّروا الآية الثالثة « ناظرة الى آثار رحمة الله تعالى » ، وهكذا سائر الآيات التي تحتاج الى تأويل وتفسير.فالروايات أيضاً من هذا القبيل لابدّ من تفسيرها وتأويلها لما لا يخالف العقل والمنطق.نعم لو لم يكن هناك مجال للتأويل والتفسير تطرح تلك الروايات ، لكن طرحها يحتاج الى تحقيق شامل وتمحيص دقيق لا يقدر على ذلك الّا المجتهد والمحدّث الخبير المطّلع على مذاق الشرع المقدّس ؛ ولذا قال الامام عليه السلام : « انّا لا نعدّ الرجل منكم فقيهاً حتّى يعرف معاريض كلامنا ».
التعلیقات
٢