من قال بأن في القرآن نقصاً أو تحريفاً فليس من الإسلام في شيء، فكيف يتفق هذا و الله تبارك وتعالى يقول : ( إِنَّا نَحْنُ نـزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) سورة الحجر- آية- ٩. وقال تعالى: {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَـٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} [الإسراء:٨٨]. وقال تعالى: {لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت:٤٢]. القول بتحريف القرآن لأي طائفة تنتسب إلى الإسلام ، تهدم بنيانهم من الأساس الأمامية يعتقدون أن القرآن ليس حجة في نفسه، فعن منصور بن حازم أنه قال لأبي عبدالله -جعفر الصادق-: إن القرآن لا يكون حجة إلا بقيّم ،. فكيف يتفق هذا والله تبارك وتعالى يقول: {إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء:٩].لاشك أن تلك الروايات من وضع عدو حاقد يريد أن يصد الشيعة عن كتاب الله تبارك وتعالى، وذلك أنهم ربطوا حجية القرآن بوجود القيّم وهو علي، ثم الحسن، ثم الحسين، وهكذا حتى يصل الأمر إلى المنتظر الغائب، جعلوا الأئمة يخصصون القرآن برواياتهم، ويقيدون مطلقه وهذه لاشك طامة كبرى. فكيف يتفق هذا مع قول الله تبارك وتعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة:٣].ومذهب الأمامية يقولون بتحريف القران ، وهناك الكثير في كتبهم ، على سبيل المثال ميرزا حسين محمد تقي النوري الطبرسي ألف كتاباً زعم فيه أن القرآن الكريم قد حرف ، وأن الصحابة قد أخفوا منه أشياء منها سورة الولاية ، قال في بداية كتابه :هذا كتاب لطيف وسفر شريف ويسمى ، بـ فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب . كذلك أثبت التحريف أيضاً محسن فاني الكشميري في كتابه دبستانمذاهب باللغة الإيرانية ، وهو مطبوع .وهذا الزعم منهم تكذيب لقول الله تعالى : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) الحجر / ٩ .القمّي قال في مقدمة تفسيره: وأما ما هو على خلاف ما أنزل الله، فهو قوله: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران:١١٠] ثم ذكر أنها نزلت كنتم خير أئمة أخرجت للناس. الكليني، بوّب باباً بعنوان لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة. ونسبه إلى القول بالتحريف كل من الكاشاني والأصفهاني والنوري الطبرسي والجزائري والمجلسي وغيرهم . الخوئي، ذكر آيات كثيرة رسمها برسم المصحف وقال: قوله تعالى: يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك في شأن علي، وقوله تعالى: إنما أنت منذر وعلي لكل قوم هاد، وقوله تعالى: ومن يطع الله ورسوله في ولاية علي والأئمة من بعده فقد فاز فوزاً عظيماً، .المهاجر يدعي أن القرآن نزل على علي قبل الرسول .وهناك الكثير والكثير في هذا الشأن ، ومن كتب الأمامية يثبتون أن مذهبهم القول بالتحريف ،قال تعالى:( فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ )(٧٩) سورة البقرة والله أعلى وأعلم واحكم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبة.
الرد
السيّد جعفر علم الهدى١٠yr ago
٠٠
اوّلاً : هذا رأي عالم من علماء الشيعة ، ولا يمكن نسبة رأي شخص واحد إلى مذهب طائفة يقول أكثر علماؤها بعدم وقوع التحريف بل يفنّدون رأي القائل بالتحريف.ثانياً : المؤلّف كتب جزءين ، الجزء الأوّل في بيان أدلّة القائلين بالنقيصة وذكر الروايات التي ظاهرها ذلك والجزء الثاني في مناقشة هذه الأدلّة والاستدلال عدم وقوع التحريف ، ولكن للأسف بعد طبع الجزء الأوّل فقد الجزء الثاني ولم يطبع ـ صرّح بذلك تلميذ آقا بزرك الطهراني في كتاب الذريعة ـ.ثالثاً : لو جمعنا روايات أهل السنّة التي يستفاد منها وقوع النقيصة في القرآن لكان يشكل مؤلّفاً وكتاباً كبيراً وهل معنى ذلك انّ أهل السنّة يقولون بالتحريف.امّا مسألة التحريف القرآن الكريم فكان على المفتري أن يرجع إلى كتب الشيعة خصوصاً كتاب البيان في التفسير القرآن للسيّد الخوئي ليرى كيف يدافع السيّد الخوئي عن مسألة عدم تحريف القرآن وكيف يذكر ما استدلّ به على وقوع النقيصةفي القرآن ثم يرد ذلك بالأدلّة الدامغة. ويثبت ما ذهب إليه المحققون من علماء الشيعة من عدم وقوع التحريف لا بالزيادة ولا بالنقيصة في القرآن الكريم ، لكن ماذا نصنع إذا أراد شخص أن يتّهم طائفة مشهورة من المسلمين بتهم وافتراءات من دون ان يراجع كتبهم او يتغافل عمّا يذكرونه ويصرحون بعدم وقوع التحريف في القرآن الكريم.وقد غفل أو تغافل أنّ أوّل من ادّعى وقوع التحريف في القرآن وصرّح بذلك هو عمر بن الخطاب حسب الرواية المنقولة عنه في الصحاح حيث أتى بآية رجم الشيخ والشيخة الزانية وطلب من أبي بكر ان يثبتها في المصحف ، إذ ليس فيه آية الرجم. وهكذا كانت عائشة تقول انّ سورة الأحزاب كانت مئتي آية فلمّا جمع عثمان المصاحف لم نقدر إلّا على ما هو الموجود الآن ، أيّ نيف وسبعين آية. فبإعتقاد عائشة وقع نقص في سورة الأحزاب. وكذلك قال ابيّ بن كعب انّ سورة الأحزاب كانت لتضاهى سورة البقرة أو أكثر منها. وكان ابن عبّاس يقول في آية المتعة ( فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً ) [ النساء : ٢٤ ] ، انها نزلت هكذا ( فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمّى فآتوهنّ اُجورهنّ ) ، وهذا يعني انّ ابن عبّاس كان يعتقد سقوط ( إلى أجل مسمّى ) من الآية ووقوع النقص في المصحف الشريف.والعجيب أنّه يدعى انّ السيّد الخوئي ذكر آيات رسمها برسم المصحف وقال قوله تعالى : ( يا أيها الرسول بلّغ ما انزل اليك في شأن علي ) ، لكن السيّد الخوئي قدّس سرّه حمل أمثال هذه الروايات ـ على تقدير صحّتها ـ على إرادة التفسير والتأويل ، وقد انكر إنكاراً شديداً ان يكون قد نقص من القرآن ولو كلمة واحدة ، فراجع كتاب البيان للسيّد الخوئي مبحث تحريف القرآن لترى كذب هذا الشخص. واعجب من ذلك أنه تغافل عمّا رواه السيوطي وهو من أعلام علماء أهل السنّة في تفسيره المعروف [ الدرّ المنثور ] في ذيل قوله تعالى ( يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك ) عن جابر وابن مسعود ان الآية نزلت هكذا ( يا أيّها الرسول بلّغ ما انزل إليك من ربّك انّ عليّاً مولى المؤمنين ) ، ولم يعلّق السيوطي ولا غيره على ذلك.اُنظر كيف يتغافل عمّا يرويه أهل السنّة ممّا يدلّ على وقوع النقص في الآية لكنّه يتهجّم على السيّد الخوئي قدّس سرّه في نفس الآية ، مع انّ السيّد الخوئي وغيره من الفقهاء الإماميّة حينما يذكرون امثال هذه الروايات يحملونها على إرادة التفسير والشرح والتأويل وشأن النزول ويقولون انّه لم ينقص من القرآن شيء.وامّا مسألة انّ القرآن لا يحتاج إلى قيّم ففي الحقيقة يرجع اشكاله واعتراضه إلى الإعتراض على رسول الله صلّى الله عليه وآله حيث قال في حديث الثقلين المشهور والمعروف بل المتواتر لو ضممنا روايات وطرق أهل السنّة والشيعة « إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما ان تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبداً وانّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ».فقد صرح النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله في هذا الحديث بانّ الهداية انّما تتحقّق بالتمسّك بالقرآن والعترة الطاهرة ولا يكفي التمسّك بالقرآن وحده. وقد صرّح القرآن الكريم بذلك فيه ( هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) [ آل عمران : ٧ ].وعلى كلّ حال سواء عطفنا الراسخون في العلم على الله أو قلنا بأنّه مبتدأ وخبره يقولون الآية تدلّ على انّ هناك آيات مجملة في القرآن الكريم ، فمن الذي يفسّر هذه الآيات ويشرحها ويرفع إجمالها ؟! وقد صرّح النبي صلّى الله عليه وآله في هذا الحديث وغيره انّ العترة الطاهرة هم الذين يفسرون ما تشابه من القرآن الكريم. والمراد من القيّم في الروايات هذا المعنى قال النبي صلّى الله عليه وآله : « مثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجى ومن تركها هوى » وقال : « على مع الحقّ والحقّ مع علي » وقال : « علي مع القرآن والقرآن مع علي » وقال : « أنا مدينة العلم وعلي بابها » والخ.
التعلیقات
١