الغذاء الفكري للأطفال ومراقبته من قبل الآباء
موقع وارث
منذ 7 سنواتالمؤلف : سيد احمد زرهاني
الكتاب أو المصدر : الدور التربوي للبيت والمدرسة
الجزء والصفحة : ص19-20
ينشأ ابناؤنا اليوم لكي يعيشوا في القرن الحادي والعشرين، وفي ذلك القرن ستكون التكنولوجيا قد تقدمت عمّا هي اليوم بكثير، فالأقمار الصناعية السابحة في الفضاء سترسل صوراً أكثر ليشاهدها الناس، وستتداول الاسر المدنية والقروية اجهزة الفيديو والحاسوب بعددٍ أكبر وسيضاف كلّ يوم إلى عدد المستَعملين لهذه الاجهزة، ومقابل ذلك نجد أصحاب المنتوجات المساعدة للانحطاط الفكري يعملون بخبث ومن أجل زيادة الثروة بتصدير الاشرطة وبرامج الحاسوب المبتذلة الهدامة إلى أسواق العالم الثالث ومنهما أسواق وطننا ايضاً .
فعلى الآباء والامهات المنع من هذه الموبقات وتحذير ابنائهم منها عن طريق شرح العواقب الوخيمة الناتجة من مشاهدة الافلام والصور الخلاعية المثيرة، فإذا كان أحد الوالدين يدُخّن، ويقرأ قصص الحبّ الخيالية ، ويشاهد الأفلام الداعرة والمفسدة، فلن يستطيع اذن أن ينهي ابناءه عمّا يشابه هذه الأعمال، لأنّ الولد يستلهم من تصرفات الوالدين أكثر من أقوالهما ، أمّا أجهزة الحاسب الآلي (الكمبيوتر) والفيديو وأمثالها فهي أدوات تعليمية تستطيع الاسرة تحت رعاية الوالدين الاستفادة منها بصورة جيدة ، فيجب اذن أن تكون لدى الوالدين مجموعةً من البرنامج والاشرطة المفيدة والمسلّية في البيت لكي تُغني عن النماذج المفسدة منها .
إنّ اتّساع نطاق اجهزة الاعلام في العالم يؤدي إلى تعدد وتعقيد العلاقات بين الناس ، فمن أقوى الاحتمالات ان وسائل الاعلام باختلاف انواعها وتعقيداتها ستخلق لأبنائنا في المستقبل علاقات بعيدة المدى وشديدة التعقيد بينهم وبين سائر افراد المجتمع ، فمن الواجب اليوم على الاسرة والمدرسة الرقابة المستمرة والتوجيه السليم للأطفال والناشئين بالنسبة لهذه العلاقات التي ستغذيهم فكرياً ونفسياً ، فيجب أن يكون ابناؤنا في أمانٍ من الآثار الهدّامة والعلاقات السيئة والتصرفات الضارة .
هذا من جهة ومن جهة اُخرى يجب أن يكتسب الابناء ـ بمساعدة الاسرة والمدرسة ـ القدرة على خلق علاقات اجتماعية مفيدة تجني لهم السعادة والرقي .
التعلیقات