اجعل نفسك ميزانا
الشيخ مهدي المجاهد
منذ 5 سنواتكثيراً ما يهتمّ الإنسان بنمط حياته، ويسعى أن يكون في أحسن حال، ويتابع، ويبحث ما يكتب في هذا المجال، ولكن الإنسان لو جعل نفسه ميزانا بينه وبين الناس، وتعامل مع الناس مثل ما يحب أن يتعاملوا معه لكان في أحسن حال، ونفسه في راحة من دون قلق ، كما ورد عن أبي جعفر عليه السلام عن أمير المؤمنين عليه السلام في وصيته للحسن عليه السلام قال: «يا بني، تفهّم وصيتي، واجعل نفسك ميزانا فيما بينك وبين غيرك، وأحب لغيرك ما تحب لنفسك، واكره له ما تكره لها، لا تظلم كما لا تحب أن تُظلَم، وأحسن كما تحب أن يُحسن إليك، واستقبح لنفسك ما تستقبحه عن غيرك، وارض من الناس ما ترضى لهم منك» (1).
نور لطف المولى
نعم، كثيراً ما تتجلى للإنسان ألطاف المولى عزّ وجل في حياته وفي أصعب الظروف، وبالأخص عندما ينقطع أمله عن جميع المخلوقات، ولكن في هذه اللحظات يظهر له نور لطف المولى، ويذهب همّه وغمّه عن قلبه، فعندها يتأمل، ويتفكر، ويتسائل لماذا شملته هذه الألطاف الخفية، أول ما يخطر ببال الإنسان ﴿إِنَّ اللَّهَ یَرْزُقُ مَنْ یَشَآءُ بِغَیْرِ حِسَابٍ﴾ (2) ثم يمكن أن يكون شمول الإنسان لبعض الألطاف الخفية لما عمل من عمل خير، ولم يكن في حسابانه؛ لبساطته كما جاء في روايات أهل البيت عليهم السلام أن الإنسان يثاب ويكون في ظلّ رحمة الله لعمل عمله في هذه الدنيا استحقّ أن يؤجر عليه وحتّى أنّ المولى يباهي به ملائكته على ما عمله، وقد ورد عن الإمام علي بن الحسين عَليه السلام أنه قال: «مَنْ حَمَلَ أخاهُ عَلى رَحْلِهِ بَعَثَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ إلىَ الْمَوْقِفِ عَلى ناقَةِ مِنْ نُوْقِ الْجَنَّةِ يُباهي بِهِ الْمَلائِكَةَ» (3).
جمع الحسنات والخيرات
نعم، بهذه البساطة يستطيع الإنسان أن يجمع الحسنات والخيرات لـ ﴿يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَ لا بَنُونَ﴾(4)، في هذه الأيام يستطيع الإنسان بمجرد أن يحمل أخاه المؤمن في عربته ويوصله إلى مقصده يحصل على هذا الثواب العظيم، ولو كان مقصده مكان مقدّس كمسجد أو حسينية ما ينشر فيهما أحكام الإسلام وفضائل محمّد وآل محمّد صلوات الله عليهم فما يكون ثواب هذا الفرد من الفضل عند الله. نعم، يحصل على ثوابين: أولاهما هو حمله لأخيه على رحله، والثاني هو أن يشاركه في ثواب ما يقومه من عمل عبادي.
1ـ جامع أحاديث الشيعة: ج 14، ص 200.
2ـ سورة آل عمران: الآية 37.
3ـ بحار الأنوار: ج 7، ص 303.
4ـ سورة الشعراء: الآية 88.
التعلیقات