image

أجوبــــة الإستفتــاءات الشرعيــة طبـقاً لفتــاوى المرجع الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني

المواضیع
عدد الانتائج الاسئلة : 239
إنّ الروايات قد بيّنت أنّ المودّة ليست واجبة لجميع قرابة النبيّ صلّى الله عليه وآله ، فعن ابن عبّاس قال : لمّا نزلت : ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) (۱) قالوا : يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين أوجبت علينا مودّتهم ؟ قال : « علي وفاطمة وابناهما » (۲). وفي رواية أُخرى عن ابن عبّاس أيضاً قال : « عليٌّ وفاطمةُ وولدُهما » (۳). فالآية مع ضميمة الروايات المفسّرة لها أوجبت مودّة هؤلاء ـ علي وفاطمة وولدهما عليهم السلام ـ ، وحيث إنّ هذا التوادّ على نحو الإطلاق من غير تحديد بوقت أو صفة ، فلابدّ أن يكون المؤمن دائماً موادّاً لأهل البيت عليهم السلام. والمودّة المطلقة تستلزم وجوب الاتباع والاقتداء ، وإلّا لم يكن لها معنىً ؛ لأنّه لو انفكّت الموادّة في مورد واحد ، لكان ذلك خلاف ما تقدّم من الوجوب مطلقاً ، وهذا يستلزم الاتباع والاقتداء. الهوامش ۱. الشورى : ۲۳. ۲. ذخائر العقبى « للطبري » / الصفحة : ٦۲ ـ ٦۳ / الناشر : مكتبة الصاحبة ـ جدّة. مجمع الزوائد « للهيثمي » / المجلّد : ۷ / الصفحة : ۱۰۳ / الناشر : دار الكتاب العربي ـ بيروت / الطبعة : ۳. مجمع الزوائد « للهيثمي » / المجلّد : ۹ / الصفحة : ۱٦۸ / الناشر : دار الكتاب العربي ـ بيروت / الطبعة : ۳. المعجم الكبير « للطبراني » / المجلّد : ۳ / الصفحة : ۳۹ / الناشر : مكتبة ابن تيمية ـ قاهرة. المعجم الكبير « للطبراني » / المجلّد : ۱۱ / الصفحة : ٤٤٤ / الناشر : مكتبة ابن تيمية ـ قاهرة. شواهد التنزيل « للحسكاني » / المجلّد : ۲ / الصفحة : ۱۳۰ ـ ۱۳٥ / الناشر : مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ـ بيروت. ينابيع المودّة « للقندوزي » / المجلّد : ۲ / الصفحة : ۱۲۰ / الناشر : دار الأسوة. ينابيع المودّة « للقندوزي » / المجلّد : ۲ / الصفحة : ۳۲٥ / الناشر : دار الأسوة. ينابيع المودّة « للقندوزي » / المجلّد : ۲ / الصفحة : ٤٥۳ ـ ٤٥٤ / الناشر : دار الأسوة. ينابيع المودّة « للقندوزي » / المجلّد : ۳ / الصفحة : ۱۳۷ ـ ۱۳۸ / الناشر : دار الأسوة. ۳. الدر المنثور « للسيوطي » / المجلّد : ۱۳ / الصفحة : ۱٤۹ ـ ۱٥۰ / الناشر : مركز هجر للبحوث والدراسات العربية والإسلامية. راجع : بحار الأنوار « للمجلسي » / المجلّد : ۲۳ / الصفحة : ۲۲۹ ـ ۲۳۰ / الناشر : مؤسسة الوفاء ـ بيروت / الطبعة : ۲.    
تعليقات . 0
ستدلّ علماؤنا بكلمة : ( وَأَنفُسَنَا ) (1) على إمامة الإمام علي عليه السلام ، تبعاً لأئمّتنا عليهم السلام. ولعلّ أوّل من استدلّ بهذه الآية هو أمير المؤمنين عليه السلام نفسه ، عندما احتجّ على الحاضرين في الشورى ، بجملة من فضائله ومناقبه ، فكان من ذلك احتجاجه بآية المباهلة ، وكلّهم أقرّوا بما قال عليه السلام. (2) وروى الشيخ المفيد قدّس سرّه : أنّ المأمون العباسي سأل الإمام الرضا عليه السلام : أخبرني بأكبر فضيلة لأمير المؤمنين عليه السلام يدلّ عليها القرآن ؟ فذكر له الإمام الرضا عليه‌السلام آية المباهلة ، واستدلّ بكلمة : ( وَأَنفُسَنَا ). (3) لأنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله عندما أمر أن يخرج معه نساؤه أخرج فاطمة فقط ، وعندما أُمر أن يخرج أبناؤه أخرج الحسن والحسين فقط ، وعندما أُمر أن يخرج معه نفسه أخرج عليّاً ، فكان علي عليه السلام نفس رسول الله صلّى الله عليه وآله. إلّا أنّ كون علي نفس رسول الله بالمعنى الحقيقي غير ممكن ، فيكون المعنى المجازي هو المراد ، وأقرب المجازات إلى المعنى الحقيقي في مثل هذا المورد هو أن يكون عليه السلام مساوياً لرسول الله صلّى الله عليه وآله في جميع الخصوصيّات ، إلّا ما أخرجه الدليل وهو النبوّة ، إذ لا نبيّ بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله. ومن خصوصيّات رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّه أفضل من جميع المخلوقات ، فعلي عليه السلام كذلك ، والعقل يحكم بقبح تقدّم المفضول على الفاضل ، إذاً لابدّ من تقدّم علي عليه السلام على غيره في التصدّي لخلافة المسلمين. الهوامش 1. آل عمران : 61. 2. أُنظر : تاريخ مدينة دمشق « لابن عساكر » / المجلّد : 42 / الصفحة : 431 ـ 433 / الناشر : دار الفكر ـ بيروت. 3. مصنفات الشيخ المفيد / المجلّد : 2 / الصفحة : 38 / الناشر : المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد.
تعليقات . 0
أوّلاً : لم تكن الديانة المسيحيّة عالميّة ، ولم يكن عيسى بن مريم عليهما السلام مبعوثاً إلى جميع العالم وجميع البلاد والأصقاع. ثانياً : كانت الديانة المسيحيّة مؤقّتة بوقت خاصّ ولم تكن مستمرّة ؛ ولذا يطلق ما بين زمان عيسى بن مريم عليهما السلام وبعثة النبيّ الأعظم صلّى الله عليه وآله زمان الفترة ، ويقال إنّ المدّة كانت « 480 » سنة أو « 600 » سنة ، بمعنى أنّه لم يكن هناك دين خاصّ يجب الاعتقاد به والعمل بأحكامه سوى الحنيفيّة الإبراهيميّة التي هي أصل الشرائع السماويّة والقدر الجامع بينها. ولذا قال أمير المؤمنين عليه السلام في وصف النبيّ صلّى الله عليه وآله : « أَرْسَلَهُ عَلى حِينِ فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ ، وَطُولِ هَجْعَةٍ مِنَ الأُمَمِ ». (1) ثالثاً : يظهر من بعض الروايات أنّ آباء النبيّ صلّى الله عليه وآله وأجداده كانوا أنبياء أو أوصياء الأنبياء ، وكذلك أبو طالب كان وصيّاً من الأوصياء ، ولعلّ عبد المطّلب وأبا طالب كانا تابعيين للمسيح في السرّ ؛ لأنّهما كانا من أوصيائه. الهوامش 1. نهج البلاغة / الصفحة : 87 / الخطبة : 88 / الناشر : بنياد نهج البلاغة / الطبعة : 1.  
تعليقات . 0
ليس آزر هو أبو إبراهيم عليه السلام ؛ لأنّ آباء الأنبياء لابدّ أن يكونوا موّحدين ، كما أنّ الله تعالى يخاطب النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بقوله : ( وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ) (۱). ومعنى هذه الآية أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قد انتقل من أصلاب الآباء والأجداد الموحّدين الساجدين لله تعالى ، وبما أنّ إبراهيم من أجداد النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فلابدّ أن يكون أبوه موحّداً ، وإلّا لم يصدق قوله تعالى : ( وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ). وفي الروايات ورد أنّ اسم والد النبي إبراهيم عليه السلام كان تارخ. فقد روي رواية عن الصادق عليه السلام يذكر فيها أسماء آباء النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى آدم عليه السلام ، قال : « ثمّ انتقل إلى تارخٍ ، ومنه إلى إبراهيم ». (۲) و « إسماعيل بن إبراهيم بن تارخ ... ». (۳) قال الزجاج : أجمع النسّابة أنّ اسم أبي إبراهيم تارخ. (٤) وعن الصادق عليه السلام : « إنّ الله كان إذ لا كان ، فخلق الكان والمكان ، وخلق نور الأنوار الّذي نوّرت منه الأنوار ، وأجرى فيه من نوره الّذي نوّرت منه الأنوار ، وهو النور الّذي خلق منه محمّداً وعليّاً ، فلم يزالا نورين أوّلين إذ لا شيء كوّن قبلهما ، فلم يزالا يجريان طاهرين مطهّرين في الأصلاب الطاهرة حتّى افترقا في أطهر طاهرين في عبد الله وأبي طالب عليهما السلام ». (٥) قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : وقد نقل النّاس كافّة عن رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّه قال : نُقِلْنا من الأصلاب الطاهرة إلى الأرحام الزاكية. فوجب بهذا أن يكون آباؤهم كلُّهم منزَّهين عن الشِّرْك ، لأنّهم لو كانوا عَبدة أصنام لما كانوا طاهرين. (٦) وقد ورد في الروايات الكثيرة أنّ آزر كان عمّ إبراهيم ، لكن لمّا كان العرب يسمّون العمّ أباً ، عبّر القرآن الكريم عنه بالأب. (۷) ويقال : إنّه كان منجّماً لنمرود. (۸) وقيل : إنّ آزر كان جدّ إبراهيم لأمّه. (۹) الهوامش ۱. الشعراء : ۲۱۹. ۲. بحار الأنوار « للمجلسي » / المجلّد : ۱٥ / الصفحة : ۳٦ / الناشر : مؤسسة الوفاء / الطبعة : ۲. ۳. بحار الأنوار « للمجلسي » / المجلّد : ۱٥ / الصفحة : ۱۰٦ / الناشر : مؤسسة الوفاء / الطبعة : ۲. ٤. راجع : بحار الأنوار « للمجلسي » / المجلّد : ۳۸ / الصفحة : ۳۳٥ / الناشر : مؤسسة الوفاء / الطبعة : ۲. ٥. بحار الأنوار « للمجلسي » / المجلّد : ۱٥ / الصفحة : ۲٤ / الناشر : مؤسسة الوفاء / الطبعة : ۲. ٦. شرح نهج البلاغة « لابن أبي الحديد » / المجلّد : ۱٤ / الصفحة : ٦۷ / الناشر : منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي / الطبعة : ۲. ۷. راجع : بحار الأنوار « للمجلسي » / المجلّد : ۱۲ / الصفحة : ٤۰ / الناشر : مؤسسة الوفاء / الطبعة : ۲. ۸. راجع : بحار الأنوار « للمجلسي » / المجلّد : ۱۲ / الصفحة : ٤۹ / الناشر : مؤسسة الوفاء / الطبعة : ۲. ۹. راجع : الكافي « للكليني » / المجلّد : ۸ / الصفحة : ۳٦٦ ـ ۳٦۷ / الناشر : دار الكتب الإسلاميّة ـ طهران / الطبعة : ٤.  
تعليقات . 0
آزر الذي تذكره سورة الأنعام ومريم وغيرهما من السور لم يكن والداً لإبراهيم عليه السلام ، وإن أطلق عليه في حواره معه « يا أبت » ، والقرينة على ذلك : أوّلاً : كما ذكر العلّامة الطباطبائي قدّس سرّه في تفسيره : إنّ إبراهيم عليه السلام في آخر دعائه بمكّة قريب أواخر عمره الشريف أيّ بعدما هاجر إلى الأرض المقدّسة ، وولد له الأولاد ، واسكن إسماعيل وهاجر مكّة قال : ( رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ ) (۱) ، مع إنّ إبراهيم لما وعد أباه آزر بالمغفرة أيّ الاستغفار تبرّأ منه بعد ذلك ، لما تبين له أنّه عدوّ لله ، فلا يعود ويستغفر له في آخر عمره ، ممّا يدلّ على أنّ الوالد أخصّ من الأب في الاستعمال ، وهو يغاير آزر. (۲) ثانياً : قوله تعالى : ( أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَـٰهَكَ وَإِلَـٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) (۳) ، فاطلق ولد يعقوب على إسماعيل الأبوة مع أنّه عمّهم. وقد ورد في الحديث : « الآباء ثلاثة : أبٌ ولَّدك ، وأبٌ زوَّجك ، وأبٌ علّمك ». (٤) الهوامش ۱. إبراهيم : ٤۱. ۲. راجع : الميزان في تفسير القرآن « للطباطبائي » / المجلّد : ۷ / الصفحة : ۱٥٥ ـ ۱٦۹ / الناشر : مؤسسة إسماعيليان / الطبعة : ٥. راجع : الميزان في تفسير القرآن « للطباطبائي » / المجلّد : ۱٤ / الصفحة : ٥۷ / الناشر : مؤسسة إسماعيليان / الطبعة : ٥. ۳. البقرة : ۱۳۳. ٤. الغدير في الكتاب والسنّة والأدب « للأميني » / المجلّد : ۱ / الصفحة : ٦٥۰ / الناشر : مركز الغدير للدراسات الإسلامية / الطبعة : ۱.
تعليقات . 0
الأسئلة و التعليقات
لطرح الاسوال، إدخل عالحساب اولاً.
تسجيل الدخول. تسجيل الدخول