قال الشَّبراويّ : كان الإمام محمّد الحجّة يُلقَّب أيضاً بـ « المهديّّ » و « القائم » و « المنتظَر » و « الخلَف الصالح » و « صاحب الزمان ».. وأشهرها المهديّّ.
• وقال ابن الصبّاغ المالكيّ : وأمّا لقبه فـ « الحجّة » و « المهديّّ » و « الخلَف الصالح » و « القائمُ المنتظَر » و « صاحب الزمان ».. وأشهرها المهديّّ.
• وفي ( إعلام الورى 213 : 2 ) قال الطبرسيّ : وكانت الشيعة في غيبته الأُولى تعبّر عنه وعن غيبته بـ « الناحية المقدّسة » وكان ذلك رمزاً وكانوا يقولون أيضاً : الغريم ـ يَعْنونه عليه السّلام ـ ، وصاحب الأمر.
وكذلك لُقّب بـ « الخاتم » لكونه خاتم الأوصياء عليه وعليهم أفضل الصلاة والسّلام ، و « صاحب الدار » فهو أمين الله في أرضه ، وحجّته على عباده.
وإلى هنا نكون قد عرفنا أمرين :
الأوّل ـ نسبه الزكيّ ، فهو حفيد رسول الله صلّى الله عليه وآله إذ ينتهي إلى جدّه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب وجدّته الصدّيقة الزهراء عليهما السّلام.
والثاني ـ أنّه سلام الله عليه آخر وصيّ لآخر نبيّ ، فهو الخاتِم للوصيات ، كما كان جدّه المصطفى صلّى الله عليه وآله خاتِماً للنبوّات.
أبوه عليه السّلام
هو الإمام الحادي عشر من أئمّة أهل بيت النبوّة عليهم السّلام ، الإمام الحسن العسكريّ عليه السّلام.. الذي تعرّض للاستدعاء السلطوي مع أبيه الهادي عليه السّلام إلى سامرّاء ، وفُرضت عليه الإقامة الجبريّة والرقابة المشدّدة ، وتعرّض للسجن والاضطهاد ، ثمّ دُسّ له السمّ بأمرٍ من المعتمد العبّاسيّ فاستُشهد في الثامن من ربيع الأوّل سنة 260 هجريّة ، وابنه المهديّّ عليه السّلام لم يتجاوز إذ ذاك سنته الخامسة بعد. ولكنّه عليه السّلام قبل أن يُستشهد نصّ على إمامة ولده الحجّة عليه السّلام في مواقف عديدة ، منها ما رواه أحمد بن إسحاق الأشعريّ ، وكان الإمام العسكريّ عليه السّلام قد قال له :
ـ يا أحمد ، لولا كرامتُك على الله عزّوجلّ وعلى حُجَجه ما عرضتُ عليك ابني هذا.
وكان الإمام العسكريّ عليه السّلام ـ كما ينقل أحمد بن إسحاق ـ قد نهض مسرعاً فدخل البيت ، ثمّ خرج وعلى عاتقه غلام كأنّ وجهه القمر ليلة البدر ، وهو من أبناء ثلاث سنين.
ومنها ما نقله محمّد بن عثمان العَمْريّ وقد سأل الإمامَ العسكريّ عليه السّلام : يا ابن رسول الله ، فمَن الحُجّة والإمام بَعدك ؟ فدلّه الإمام على حجّة الله بعده قائلاً : ابنيّ محمد هو الإمام بعدي ، مَن مات ولم يعرف مات مِيتةً جاهليّة. أما إنّ له غيبةً يَحار فيها الجاهلون ، ويَهلِك فيها المُبطلون ، ويكذب فيها الوقّاتون ، ثمّ يخرج فكأني أنظر إلى الأعلام البِيض تَخفِق فوق رأسه بنجف الكوفة.