كما رُوي عن النبيّ الأعظم صلّى الله عليه وآله وسلّم في وصف وصيّه الآخِر وحفيده المنتظر روايات عديدة ، جاء فيها أنّه : أشَمّ الأنف ، أجلى أقنى ، أجلى الجبين ، أفرَق الثَّنايا ، أعلى الجبهة ، أزَجّ أبلَج أعيَن ، كثّ اللحية ، أكحَل العينَين ، بَرّاق الثنايا ، في وجهه القدسيّ خال ، وفي كتفه علامة النبيّ صلّى الله عليه وآله.
وروى أبو عبدالله محمّد بن يوسف الكنجيّ الشافعيّ في ( البيان في أخبار صاحب الزمان ص 96 ) بسنده عن حذيفة قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : المهديّّ من وُلْدي ، وجهه كالكوكب الدُّرّيّ ، اللون لونٌ عربيّ ، والجسم جسم إسرائيليّ. قال الشيخ المجلسيّ : المراد من قوله جسمه جسم إسرائيليّ ، أي طويل القامة ، عظيم الجثّة. والمراد من قوله : كالكوكب الدُّريّ ، أي مضيء كما أنّ الكوكب يُضيء. وقيل أيضاً في معنى التشبيه بالجسم الإسرائيليّ ـ نسبة إلى بني يعقوب عليه السّلام ـ : أنّه حنطيّ اللون ، مستقيم القامة ، أقرب إلى الطول منه إلى القِصر.
• فيما روى الشيخ جمال الدين يوسف بن عليّ المَقْدسيّ الشافعيّ ، بسنده عن أبي عبدالله الحسين بن عليّ ، قال : لو قام المهديّّ لأنكره الناس؛ لأنّه يرجع إليهم شابّاً موفّقاً ، وإنّ من أعظم البليّة أن يخرج إليهم صاحبهم شابّاً وهم يظنّونه شيخاً كبيرا.
• وقد وصفه أمير المؤمنين عليه السّلام جدّه فقال : إنّه أجلى الجبين ، أقنى الأنف.. ، أبلج الثنايا ، بفخذه اليُمنى شامة.
• وفي خطبة له عليه السّلام رواها عنه حفيده الإمام محمّد الباقر عليه السّلام أنّه قال وهو على المنبر : يخرج رجل من وُلْدي في آخر الزمان ، أبيض اللون ، مُشرَب بالحمرة ، عريض الفخذين ، عظيم مُشاش المنكبين ، شامة على لون جلده ، وشامة على شبه شامة النبيّ صلّى الله عليه وآله.
• وروى ابن مسعود وحذيفة أن النبيّ صلّى الله عليه وآله وصف المهديّّ صلوات الله عليه وآله فقال : خَلْقه خَلْقي. كما روى جابر الأنصاريّ أنّه صلّى الله عليه وآله قال : أشبه الناس بي خَلْقاً وخُلقاً.
فهو سلام الله عليه أشبه الناس حُسناً برسول الله صلّى الله عليه وآله ، وأجمل الناس وجهاً وأحسنهم سَمْتاً ، قد أشرق وجهه بنور الإمامة.. وقد وصف واصف ـ وأنّى له إدراك جمال المولى المهديّّ صلوات الله عليه! ـ فقال :
طَلَع الجمالُ بوجهـهِ الوضّـاحِ رشأٌ كأن جبيـنه صـبـحٌ بـدا ناشدتُه : أنت الهلال ؟ أجـابني : لم أدرِ مِن لطفٍ تكوّن جسمُـهُ ماءُ الشبـابِ بخـدّهِ مُتَرقـرقٌ قد قلت لما أن تـجلّى وجـههُ : | وسَرى النسيمُ بوجهـهِ الفَيّـاحِ أو أنّـه نـورٌ لـكـلِّ صبـاحِ طَوقُ الهلال يكون نقشَ وشاحي أم أنّـه مِـن عـالَـم الأرواحِ كزجاجةٍ ضُمّت على مصـباحِ سبحانَ ربّي خالق الإصبـاحِ! |
• وفي الروايات الخاصّة أنّ عمر بن الخطّاب سأل أمير المؤمنين عليه السّلام عن المهديّّ ما صفته ؟ فقال : هو شابّ مربوع ، حسن الوجه ، حسن الشعر ، يسيل شعره على منكبيه ، ويعلو نورُ وجهه سوادَ لحيته ورأسه.
• وفي ذكر علامته عجّل الله تعالى فرَجَه ، قال الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام : علامته أن يكون شيخَ السنّ ، شابَّ المنظر ، حتّى أنّ الناظر إليه لَيحسبه ابن أربعين سنةً أو دونها ، وإنّ من علاماته أن لا يهرم بمرور الأيّام والليالي عليه حتّى يأتيَ أجله.
• وفي جملة الروايات المتعرّضة لأوصافه الشريفة جاءت هذه العبارات في ( بحار الأوار ـ ج 51 ) : أنّه ناصح اللون ، واضح الجبين ، أبلَج الحاجب ( أي مفترِّقه ) ، مسنون الخدّ ( أي طويله ) ، أقنى الأنف ( أي مستويه ) ، أشمّ ( أي مرفوع الرأس ) ، أروَع ( أي يُعجبك بحُسنه ) ، كأنّ صفحة غُرّته كوكب دُرّيّ ، بخدّه الأيمن خال ، وبرأسه وَفرَة ( وهي ما سال من الشعر على الأُذن ) ، له سَمت ، ما رأت العيون أقصدَ منه ، ولا أعرف حُسناً وحياءً.
أمّا عناصره الروحيّة والمعنوية فلها شرح يطول إذا تناول : سعةَ علومه ، وزهدَه ، وصبره ، وعبادته ، وشجاعته ، وصلابته في الحقّ ، وسخاءه.. وقد كان نقش خاتمه : « أنا حُجّته وخاصّته ». وهو بحقّ كذلك ، إذ هو المعصوم الرابع عشر ، والإمام الثاني عشر من أوصياء رسول الله صلّى الله عليه وآله وخلفائه.