سؤال : هل نزلت آيات في القرآن الكريم تشير إلى الإمام المهديّّ عليه السّلام ولو على نحو التلميح والتأويل ؟
الجواب : نعم.. هنالك أكثر من 130 آية شريفة مُؤّولة في الإمام الحجّة المنتظر سلام الله عليه ، جمعها المحدّث السيّد هاشم البحرانيّ في كتابه : ( المحجّة فيما نزل في القائم الحجّة عليه السّلام ) ، كما أشار إلى بعضها علماء العامّة في مصادر عديدة ، مِن ذلك :
• في ظلّ قوله تبارك وتعالى : وإنْ مِن أهلِ الكتابِ إلاّ لَيُؤمِنَنَّ به قبلَ مَوتِه ويومَ القيامةِ يكونُ عليهم شهيدا.. روى الشيخ القندوزيّ الحنفيّ : عن محمّد بن مسلم ، عن محمّد الباقر رضي الله عنه قال : إنّ عيسى عليه السّلام ينزل قبل يوم القيامة إلى الدنيا ، فلا يبقى أهل ملّة ، يهوديٌّ ولا غيرُه ، إلاّ آمنوا به قبل موته ، ويصلّي عيسى خلف المهديّّ عليه السّلام.
• وفي ظلّ الآية المباركة : هو الذي أرسلَ رسولَهُ بالهُدى ودِينِ الحقِّ لِيُظهِرَهُ على الدينِ كلِّهِ ولو كرِهَ المشركون.
روى القندوزيّ الحنفيّ أيضاً : عن أبي بصير ، عن سماعة ، عن جعفر الصادق رضي الله عنه : واللهِ ما يجيء تأويلها حتّى يخرج القائم المهديّّ عليه السّلام ، فإذا خرج القائم لم يبقَ مشرك إلاّ كره خروجه ، ولا يبقى كافر إلاّ قُتل.
• وتحت قوله عزّ من قائل : ولَئن أخّرْنا عنهمُ العَذابَ إلى أُمّةٍ معدودة عن الباقر والصادق رضي الله عنهما قالا : إنّ الأُمّة المعدودة هم أصحاب المهديّّ في آخر الزمان ، ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً بعِدّة أهل بدر ، يجتمعون في ساعة واحدة كما يجتمع قزع الخريف.
• وفي قوله جلّ وعلا : ولقد كتَبْنا في الزَّبورِ مِن بَعدِ الذِّكرِ أنّ الأرضَ يَرِثُها عباديَ الصالحون ، عن الإمامين الباقر والصادق عليهما السّلام قالا : همُ القائمُ وأصحابه.
• وروى أبو الجارود عن الإمام الباقر سلام الله عليه أنّه قال في ظلّ الآية الشريفة : الذينَ إنْ مكّنّاهُم في الأرضِ أقامُوا الصلاةَ وآتَوُا الزكاةَ وأمَروا بالمعروفِ ونَهَوا عن المنكرِ وللهِ عاقبةُ الأُمور : هذه الآية نزلت في المهديّّ وأصحابه ، يُملّكهمُ الله مشارق الأرض ومغاربها ، ويُظهِر اللهُ بهم الدينَ حتّى لا يُرى أثر من الظلم والبِدع.
وإذا وقفنا عند قوله تعالى : ونُريدُ أن نَمُنَّ على الذينَ استُضعِفوا في الأرضِ ونجعلَهُم أئمّةً ونجعلَهمُ الوارثين ، نسمع أمير المؤمنين عليّاً عليه السّلام يقول : هم آلُ محمّد ، يبعث اللهُ مهديَّهم بعد جَهدهم ، فيُعزّهم ويُذِلّ عدوَّهم.
• وقد نقل ابن حجر في ( الصواعق المحرقة ص 96 ) ، والصبّان في ( إسعاف الراغبين ص 56 ) عن مُقاتل بن سليمان ومَن تبعه من المفسرين أنّهم قالوا في ظلّ الآية الكريمة : « وإنّه لَعِلمٌ لِلساعة » : ـ إنّ هذه الآية نزلت في المهديّّ.