يا شيعتي صبرا (مكتوبة) - باسم الكربلائي

 

 

يا شيعتي صبراً...فالدنيا طريقْ
لمْ يتْرُكِ الحَقُّ...لي فيها صديقْ
صبراً على مُرِّ الزمنْ
مثلَ حُسينٍ والحسنْ
يا شيعتي

أعادَ الصبحُ آلامي
فمِنْ ياءٍ إلى ألِفِ !
وهذا الليلُ يُمهِلُني
لأُنْزِلَها عَنِ الكَتِفِ
قُبَيْلَ اليُتْمِ أُبْلِغُكُمَ
سلامَ الراحِلِ الأسِفِ
غداً قبرانِ يُفتَحُ لِيْ
بِأَضْلُعِكُمْ وفي النَّجَفِ
هذي هي الدُّنيا...وهْمٌ في وَهَمْ
سرعانَ ما تمضي...منْ همٍّ لِهَمْ
بَعْدِي استعدُّوا للمِحَنْ
مثلَ حُسينٍ والحسنْ
يا شيعتي

حِجابُ اللهِ جُسِّدَ بي
فإسمي للقضا حاجبْ
إذاً لا مَوتَ يُوقِفُني
أَغِيبُ ولستُ بالغائبْ
فسورةُ "هل أتى" كفِّي
وحِجْري ملْجأُ الهارِبْ
أُلَبِّي كُلَّ من يدعو
أغِثْ يا بنَ أبي طالبْ !
لو ناشدتْ باسمي...أُمٌّ في عجَلْ
بالإبنِ آتي لوْ...منْ أقصى زُحَلْ
للأَمْنِ تَلْقَوْني الوطَنْ
مثلَ حُسينٍ والحسنْ
يا شيعتي

بلى يا شيعتي أَنتُمْ
أحِبائي مِنَ الأَزَلِ
لذا سيفٌ علا رأسي
سيعلُوكُمْ بلا كَلَلِ
بذبحٍ أو بتنكيلٍ
وترويعٍ ومعْتَقَلِ
وليسَ لكُمْ سوى ذنْبٍ
وحيدٍ وهْوَ "حبُّ عليْ"
(مَنْ ذا الذي يُقْرِضْ)...قانونُ الكتابْ
فاللهُ يجزيكُمْ...عن حُبِّي الثوابْ
أليأْسَ صدُّوه بِـ "لنْ "
مثلَ حُسينٍ والحسنْ
يا شيعتي

عِصَابةُ رأسِيَ الصفرا
كخوفٍ فيكُمُ تبدُو
وهذا نزْفِيَ القاني
دماً في الأرضِ يمتدُّ
ألا صبراً ففي الأخرى
يُقامُ بحدِّيَ الحدُّ
لكمْ في جنَّتي خُلدٌ
وفي سَقَرٍ لهُمْ خُلْدُ
(منْ كنتُ مولاهُ)...فيهمْ حاكمهْ
تدعو إلى ناري...مؤذي فاطمهْ
وعْدي بأنْ يُجْلى الحَزَنْ
مثلَ حُسينٍ والحسنْ
يا شيعتي

أنا بأْسٌ إلٰهيٌّ
زرعتُ قلوبَهُمْ بُوسا (بؤسا)
فكمْ جدَّلتُ في جُدَدِ
الهياجِ بسيفيَ الشُّوسا
ملأتُ فمَ الثرى جُثَثاً
وأشبعتُ السما رُوسا
فما عرفوا أفي كفِّي
حسامٌ أمْ عصا موسى ؟!
كيْ يَثْأروا شَقُّوا...كمْ مِنْ مقبرَهْ ؟!
لكنْ لكُمْ ربَّى...سبعُ القنطرَهْ :
كونوا جبالاً في الفتَنْ
مثلَ حُسينٍ والحسنْ
يا شيعتي

أنا للهِ قُدْرَتُهُ
وحكمتُهُ وهيبَتُهُ
وآيتُهُ وسدرتُهُ
ونعمتُهُ وحُجَّتُهُ
وصفوتُهُ ونُصرتُهُ
وشدَّتُهُ ورحمَتُهُ
ويكفيني غدتْ زوْجي
لخيرِ الرُّسْلِ بضعتُهُ
في صدرِهِمْ شبَّتْ...نيرانُ الحسدْ
قولوا لهم موتوا...موتوا للأبدْ
ثاروا عليكُمْ بالإِحَنْ
مثلَ حُسينٍ والحسنْ
يا شيعتي

أُوَدِّعُكُمْ بليلِ غدٍ
سينجزُ خالِقِي وعْدَهْ
ففي جسدي سرى سمٌّ
سرى في سورَةِ "السَّجْدَهْ"
ونفسُ السُّمِّ أنظُرُهُ
يُقَطِّعُ للهُدى كِبْدَهْ
لرُزْءِ المُجْتبى نوحوا
جميعاً واْلعَنوا جُعْدَهْ
أللهُ أعطاكُمْ...عينينِ اثنتينْ
عيناً لمسمومي...عيناً للْحُسينْ
منْ عاشَ هذا الظُّلمَ مَنْ ؟!
مثلَ حُسينٍ والحسنْ
يا شيعتي

حسينٌ ذا على صدْري
وكلٌّ حولَهُ يَحْضَرْ
ولكنْ منْ سيحضَرُهُ
إذا شمرٌ لهُ شمَّرْ
بنعلٍ سوفَ يرفسُهُ
ويقلبهُ لكيْ يُنْحَرْ
فَأَسْمَعُ صوتَ مذبوحي
يناديني أيا حَيْدَرْ
هلْ رأْسُهُ الدَّامي...أمْ رأسي أنا ؟!
شمرٌ يُعَلِّيهِ...شمساً في القنا
مَنْ صانَ دينَ المُؤتَمَنْ ؟
مثلَ حُسينٍ والحسنْ
يا شيعتي

أروحُ وليسَ بي صبرٌ
لِتُمْسِكَ مُقلتي الدَّمعا
على مَنْ بعدَ حاميها
ترى ضرباً، ترى دفْعا
هِي الحوراءُ فابكوها
سَتُشْتَمُ كُلَّما تَنْعى
ويُجْلَدُ متْنُها جَلْداً
وَيُقْرَعُ رأسُها قَرْعا
ذي ربَّةُ الخدرِ...ذي أمُّ الفَخَارْ
منْ بعدِ عباسٍ...تُرمى بالحِجارْ
موعودُها مُحيي السُّننْ
مثلَ حُسينٍ والحسنْ
يا شيعتي

 

للشاعر : علي العسيلي العاملي