إلى أين (مكتوبة) - باسم الكربلائي

منذ ١٠ أشهر١٢٢مشاهده
حفظ
|1

لطمية إلى أين مكتوبة

 

الرادود باسم الكربلائي

 
 
إلى اين ياسبايا الحسين
وكم عين ذبحتكم مرتين
انتم الدموعُ
انتم الضلوعُ
انتم الدماءُ
إلى أين إلى أين
اكسروا قلبَ البرايا ثم نادوا ياغريب
واعيروا الرأس سمعاً قالها إني قريب
قد رأتكم أعُيني مذ شبَ في الخدر اللهيب
ورأى سوطً تمادى كَتفُ الحوراء يُصيب
وكم سال
دمها فوق الحبال
وما حال زينبٌ
بين الرجال
معها الصغارُ
ألماً ونارُ
وعلى نداءُ
إلى اين
إلى اين

أبتي صاح صغيرٌ أحرقونا سلبو
أبتي قد ضربونا أسرونا أرعبو
أبتي يا والدي يا أبتاهُ لا أبو
هل ترانا من بلادٍ لبلادٍ نُسحبُ
اذا مات والدٌ فالطفلُ مات
وويلات بدلاً عن امنيات
ها هو اليتمُ
خوفه عظيمُ
انما البلاءُ
إلى اين
إلى اين

تلك اماً قد تهات فقدت بدر التمام
ولدي نم مستريحاً دافئً بين الخيام
ليس لي إلا سكوتي ثم هل يجدي الكلام
أن تكلمتُ سوطهم حزَ العظام
رأيناه
زجرٌ قد عاد صداه
بلا آه
أو نراى ما لا نراه
هُتكت حدود
قيدت زنود
قلتُ ياخباء
الى اين
الى اين

يا أخي آه وآه ثم آهٍ بعد آه
كلما صحت حسيناً لا أرى إلا عداه
شمتوا بي بعد ضربي جاء شمر بإذاه
احضر الرأس يريني هكذا حزَ قفاه
إلى الله
التجينا يا اخاه
ولله
حمدنا حتى رضاه
صنعهُ جميل
عطفهُ جليل
وله القضاءُ
الى اين
الى اين

قد ورثنا كُلَ أرضٍ ثم ضاقت أرضنا
احضروا الماء ولكن مائهم لم يروينا
شب ناراً فوق نارٍ ليت عباساً هُنا
لم يكفو السب عنا بل وسبوا أمنا
بأطناب
ذكرونا بالعذاب
وما غاب
عصرهُا من خلفِ باب
ظلمهم أعادوا
هو ما أرادوا
وإليه جاءوا
الى اين
الى اين

هذهِ الكوفةُ كانت دارنا في الماضيات
كم ملئناها دعاءاً خُبزاتٌ وصلاة
أهلها لم يعرفونا منحونا صدقات
ونساءُ إبنُ زيادٍ أمطرونا ضَحكات
على السوح
إنني الحوراء انوح
بلا روح
صرتُ امشي بل جروح
جسمي النحيل
ومعي عليل
وبكى البكاءُ
الى اين
الى اين

ومضى الصبرُ انتحاراً مُذ رأنا بالسبا
لفَ حبلَ السبي شَنقاً من أنيني هربا
أوليس اللهُ عنا كلَ رجسٍ اذهبا
كيف يحدوا الرجس فينا والفضا ما انقلبا
على الويل
صُبحُنا والدمعُ سيل
وبالليل
فوق صدري الهمُ خيل
إننا السبايا
إننا الضحايا
ولنا العزاء
الى اين
الى اين

أيُ رزءٍ كان امضى أعلنوا في الشام عيد
خارجات نُسمى وجُررنا كالعبيد
ورُمينا بعصيٍ بحجارٍ ومزيد
ودخلنا أيَ قصرٍ يعتلي العرش يزيد
لأسباب
ثأرهِ من ابي تراب
وقد خاب
إن على نحن السحاب
أيُنا المُصابُ
يَدنُا الكتابُ
دمُنا البقاءُ
الى اين
الى اين

للشاعر: لؤي حبيب الهلال

التعلیقات

اکتب التعلیق...