ما هي أعلى درجات الجنّة ؟
السيّد جعفر علم الهدى
منذ سنةالسؤال :
ما هي أعلى درجات الجنّة ؟ وهل أهل البيت صلوات الله عليهم ينزلون الى أدنى مرتبة في الجنّة للمؤمنين ؟
الجواب :
في الحديث عن الصادق عليه السلام ـ وهو حديث طويل في أجوبة أمير المؤمنين عليه السلام عن مسائل اليهودي ـ ، قال اليهودي : وأين يسكن نبيّكم من الجنّة ؟ قال عليه السلام : في أعلاها درجة وأشرفها مكاناً في جنّات عدن. قال : صدقت والله انّه لخط هارون وإملاء موسى. [ بحار الأنوار / المجلّد : 8 / الصفحة : 195 ]
وفي إكمال الدين عن أبي الطفيل عن علي عليه السلام ، في أجوبته عن مسائل اليهودي ـ إلى أن قال ـ : وأمّا منزل محمّد صلّى الله عليه وآله من الجنّة في جنّة عدن وهي وسط الجنان وأقربها إلى عرش الرحمن جلّ جلاله ، والذين يسكنون معه في الجنّة هؤلاء الأئمّة الإثنى عشر. [ بحار الأنوار / المجلّد : 8 / الصفحة : 189 ]
أمّا ذريّة النبي صلّى الله عليه وآله ، فانّ الله تعالى يمنّ عليهم ويرفعهم إلى درجة النبي صلّى الله عليه وآله والأئمّة عليهم السلام ، لقوله تعالى : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ) [ الطور : 21 ].
وأمّا الشيعة فمن الممكن أن يصلوا إلى المراتب العالية ، بل حتّى إلى مرتبة النبي صلّى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام إن أراد النبي صلّى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام ذلك ، فلا حاجة لكي ينزل النبي صلّى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام من درجتهم ، بل يرفع الله شيعتهم إلى الأعلى.
روى سلمان رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وآله انّه قال : يا علي انّ شيعتك ليؤذن لهم في الدخول عليكم كلّ جمعة ، وانّهم لينظرون اليكم من منازلهم يوم الجمعة ، كما ينظر أهل الدنيا إلى النجم في السماء ، وانّكم لفي أعلى عليّين في غرفة ليس فوقها درجة أحد من خلقه. [ بحار الأنوار / المجلّد : 8 / الصفحة : 174 ]
والمراد من قوله : « وانّهم لينظرون إليكم » ، انّ أهل الجنّة ينظرون إلى علي وشيعته يوم الجمعة ، كما ينظر أهل الدنيا إلى النجم في السماء.
ويؤيّد ذلك قول أمير المؤمنين عليه السلام : انّ أهل الجنّة ينظرون إلى منازل شيعتنا كما ينظر الإنسان الى الكواكب.
وكان يقول : من أحبّنا فكان معنا ، ومن قاتل معنا بيده فهو معنا في الدرجة. [ بحار الأنوار / المجلّد : 8 / الصفحة : 148 ]
وفي الحديث عن علي بن أبي طالب عليه السلام ، قال جاء رجل من الأنصار إلى النبي صلّى الله عليه وآله فقال : يا رسول الله ما استطيع فراقك وانّي لأدخل منزلي فأذكرك فأترك ضيعتي واقبل حتّى انظر إليك حبّاً لك فذكرت اذا كان يوم القيامة وادخلت الجنّة فرفعت في أعلى عليّين فكيف لي بك يا نبي الله ؟ فنزل : ( وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَـٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـٰئِكَ رَفِيقًا ). فدعا النبي صلّى الله عليه وآله الرجل فقرأها عليه وبشّره بذلك. [ بحار الأنوار / المجلّد : 8 / الصفحة : 188 ]
التعلیقات