ما حكم من يزعم السفارة والنيابة عن الإمام المهدي عجّل الله تعالى فرجه ؟
السيّد جعفر علم الهدى
منذ 11 شهرالسؤال :
ما حكم من يزعم السفارة والنيابة عن الإمام المهدي عجّل الله تعالى فرجه أو أنّه يرى الإمام عليه السلام ؟
الجواب :
اذا كان كان المقصود ردّ من يزعم انّه سفير ونائب خاصّ عن الإمام المهدي عجّل الله تعالى فرجه أو من يدّعي أنّه يتشرّف برؤية الإمام عليه السلام متى شاء ، ويكون واسطة بين الناس وبين الإمام عليه السلام ، فيكفي في تكذيبه التوقيع الشريف الذي أرسله الإمام المهدي عليه السلام إلى السفير الأخير علي بن محمّد السمري.
نسخة التوقيع :
بسم الله الرحمن الرحيم
يا علي بن محمد السمري أعظم الله أجر إخوانك فيك فانّك ميّت ما بينك وبين ستّة أيّام ، فأجمع أمرك ولا توص إلى أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك ، فقد وقعت الغيبة التامّة ، فلا ظهور إلّا بعد إذن الله تعالى ذكره وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب وامتلاء الأرض جوراً ، وسيأتي شيعتي من يدّعي المشاهدة ، ألا فمن ادّعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذّاب مفترٍ ، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العلي العظيم. [ غيبة الشيخ الطوسي / 395 ، كمال الدين / 516 ، اعلام الورى / 417 ، بحار الأنوار 51 / 361 ، كشف الغمة 3 / 32 ، الاحتجاج 2 / 478 و غيرها ]
والمراد من دعوى المشاهدة دعوى الارتباط المستمرّ مع الإمام المهدي عليه السلام ، فالذي يدّعي مشاهدة الإمام في غيبته الكبرى وانّه سفيره وواسطته بين الناس أو انّه كلّفه بتبليغهم شيئاً من الأحكام الإلهيّة ، فهو كذّاب مفتر لا يجوز تصديقه ولا اتّباعه ، لقوله عليه السلام : فأجمع أمرك ولا توص إلى أحد يقوم مقامك بعد وفاتك. فانّه يدلّ على أن مصبّ الكلام هو دعوى السفارة. وكذلك قوله : سيأتي الشيعة من يدّعي المشاهدة ، فالإدّعاء المحكوم بكذبه هو الذي يأتي صاحب الشيعة ويخبرهم بانّه يشاهد الإمام عليه السلام وانّه سفيره وواسطته الى الناس ، فهذا هو المقصود بقوله : ألا فمن ادّعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذّاب مفتر.
امّا من يدّعي مجرّد تشرّفه برؤية الإمام عليه السلام وانّه رأى كرامة من الإمام عليه السلام فلا يجب تكذيبه بل يجب تصديقه اذا كان فيه شروط التصديق ، كما حصل متواتراً لعدد كبير من الثقات والعلماء الأجلّاء العدول السالمي الفكر والدين والحواس ، ممّن لا يأتي الشيعة ويدّعي المشاهدة بمعنى السفارة والوساطة أو الانتساب الى الإمام والمستلزم للارتباط المستمرّ مع الإمام عليه السلام ، بل يخبر عن رؤيته للإمام عليه السلام أحياناً وقضاء حاجته على يد الإمام عليه السلام أو رؤية كرامة وفضيلة وعمل خاصّ من الإمام عليه السلام.
التعلیقات