ما الفرق بين زواج المتعة والزنا ؟
السيّد جعفر علم الهدى
منذ 4 أشهرالسؤال :
ما الفرق بين زواج المتعة والزنا ؟ وما هي أدلّة حليّتها ؟
الجواب :
زواج المتعة مثل الزواج الدائم له شروط وأحكام خاصّة ، ويفترق بذلك عن الزنا باعتبار انّ الزنا يوجب تحقّق مفاسد اجتماعيّة كثيرة ، ولكن الشروط المعتبرة في المتعة ـ كالزواج الدائم ـ ، والأحكام المترتّبة عليها تمنع من تحقّق المفاسد الاجتماعيّة التي تحصل بسبب الزنا ، فالله تعالى أراد أن لا يقع المؤمنين في الزنا وان لا يترتّب المفاسد والآثار السيّئة للزنا في المجتمع البشري ، فأحلّ النكاح الدائم والمنقطع مع شروط وأحكام خاصّة ، ويزيد النكاح المؤقّت ـ المتعة ـ على النكاح الدائم بشرطين :
1 ـ ذكر الأجل المعلوم
2 ـ تعيين المهر ومعلوميّته
ونحن نذكر شروط النكاح ـ الدائم أو المتعة ـ لكي يظهر الفرق الشاسع بين المتعة والزنا ، ويظهر أيضاً انّ المفاسد الأخلاقيّة والاجتماعيّة المترتّبة على الزنا لا تترتّب على النكاح المؤقّت ـ المتعة ـ.
شروط المتعة وأحكامها :
1. العقد المشتمل على الايجاب والقبول ولا بدّ ان يكون باللغة العربيّة وبألفاظ خاصّة.
2. تعيين المهر بما لا يقبل الزيادة والنقيصة.
3. تعيين الأجل بما لا يقبل الزيادة والنقيصة.
4. ان لا تكون المرأة من المحارم النسبيّة أو السببيّة ، فلا يصحّ ولا يجوز المتعة بالأمّ أو الأخت أو العمّة أو الخالة أو امرأة الأب أو الابن ونحو ذلك كما هو الحال في النكاح الدائم ، لكن الزنا يمكن أن يتحقّق مع هؤلاء.
5. ان لا تكون المرأة ذات بعل ، فلا يجوز للمرأة أن تتزوّج بزوجين متعة في زمان واحد كالنكاح الدائم.
6. ان لا تكون المرأة في عدّة طلاق أو متعة أو عدّة وفاة بل حتّى عدّة وطي الشبهة ، ، فإذا عقد على امرأة وهي في العدّة متعة أو دواماً ، وأمّا مع العلم بذلك تحرم عليه مؤبّداً وكذا مع الجهل ان تحقّق الدخول.
7. لا يصحّ التمتّع بأخت الزوجة ، كالنكاح الدائم.
8. لا يصحّ التمتّع بابنة أخت الزوجة أو أخيها إلّا مع رضاها كالنكاح الدائم.
9. يحصل الافتراق ـ في نكاح المتعة ـ بانقضاء الأجل أو بذل الزوج بقيّة المدّة ، فتكو المرأة كالأجنبيّة بعد انقضاء الأجل وإذا أراد الزواج بها فلا بدّ من العقد الجديد.
10. يلحق الولد بالزوجين في المتعة كما هو الحال في النكاح الدائم.
11. إذا عقد على امرأة متعة ودخل بها فلا بدّ للزوجة ان تعتدّ بعد انقضاء المدّة والعدّة حيضتان لمن ترى الحيض و45 يوماً لمن لا تحيض ، فلا يجوز ان تتزوّج بزوج آخر دواماً أو متعة في أثناء العدّة.
12. إذا عقد امرأة متعةً تحرم هذه المرأة على أولاد الزوج وأحفاده وآبائه إلى الأبد ولا يجوز لهم الزواج بها حتّى بعد انقضاء مدّة المتعة.
13. إذا عقد على امرأة متعة تحرم عليه إلى الأبد أم هذه الزوجة وجدتها وبناتها وبنات بناتها وهكذا.
وأمّا حليّة المتعة في الإسلام فقد نطق بها القرآن الكريم وصرحت بذلك الأحاديث المتواترة :
قال الله تعالى : ( فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً ) [ النساء : 24 ].
ويكفي دليلاً على حليّة المتعة على عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله قول عمر بن الخطاب : متعتان كانتا على عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله وأنا اُحرّمهما وأعاقب عليهما.
وقول علي بن أبي طالب عليه السلام : لولا انّ عمر نهى عن المتعة ما زنى الّا شقي.
وقول جابر بن عبد الله وغيره : كنّا نستمتع على عهد رسول الله وخلافة أبي بكر وشطراً من خلافة عمر إلى أن نهى عنها عمر.
التعلیقات