الموت في اللغة والقرآن
الموت
منذ 15 سنةالمصدر : الإلهيات على هدى الكتاب والسنّة والعقل : للشيخ جعفر السبحاني ، ج4 ، ص 221 ـ 222
(221)
الأمر الأوّل : « الموت » في اللغة والقرآن
قال في المقاييس : « الموت : أصل صحيح يدل على ذهاب القوة من
الشيء ، منه : الموت خلاف الحياة » (1) . وهذا هو الأصل في استعماله ، فلو
أطلق لفظ الموت على إطفاء النار ، وخروج الأرض من قابلية الزرع
والاستصلاح ، أو على النوم ، فالكل يرجع إلى ذلك الأصل .
قال في اللسان : « الموت يقع على أنواع بحسب أنواع الحياة ، فمنها : ما هو
بإزاء القوة النامية الموجودة في الحيوان والنبات ، كقوله تعالى: { يُحْيِ الأَرْضَ بَعْدَ
مَوْتِهَا } (2) .
ومنها : زوال القوة الحسّية ، كقوله تعالى ـ حاكياً قول مريم ـ عليها السَّلام ـ
{ يَالَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا } (3) .
ومنها : زوال القوة العاقلة ، وهي الجهالة ، كقوله تعالى : {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا
فَأَحْيَيْنَاهُ } (4) ، و{ إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى } (5) .
ومنها : الحزن والخوف المكدر للحياة ، كقوله تعالى : { وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ
مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ } (6) .
وقد يستعارالموت للأحوال الشّاقة ، كالفقر والذّلّ ، والسؤال والهرم ،
والمعصية » (7) . فالاستعمال في الجميع بأصل واحد.
وقد استعمل القرآن لفظ الموت ـ كما عرفتَ ـ في موارد ، بهذا الملاك ، مثلاً
يقول : { وَآيَةٌ لَهُمْ الأَرْضُ الْمَيْتَةُ } (8) . و يقول في الأصنام : { أَمْوَاتٌ غَيْرُ
أَحْيَاءٍ } (9) . ويطلقه على المراحل المتقدمة من خلق الإنسان ، فيقول : { وَكُنتُمْ
أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ } (10) . فترى في الجميع نوع ذهاب وزوال ، إمّا للطاقة كما في
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) -مقاييس اللغة : ج5، ص 283.
(2) -سورة الروم : الآية 50.
(3) -سورة مريم : الآية 23.
(4) -سوة الأنعام : الآية 122.
(5) -سوة النمل : الآية 80.
(6) -سورة إبراهيم : الآية 17.
(7) -لسان العرب : ج2، ص 92. لاحظ بقية كلامه .
(8) -سورة يس : الآية33.
(9) -سورة النحل : الآية 21.
(10)- سورة البقرة : الآية 28.
________________________________________
(222)
الأرض ، أو للقدرة على الحركة والتكلم ، كما في الأصنام ، وغيرذلك .
التعلیقات