مدارس الشيعة في الشامات
الجامعات العلمية الشيعية
منذ 15 سنة
(105)
8 ـ مدارس الشيعة في الشامات :
كانت الشيعة تعيش تحت الضغط والإرهاب السياسي من قبل الأُمويين والعباسيين ، فلمّا دبّ الضعف في
جهاز الخلافة العباسية ، وظهرت دول شيعية في العراق ـ خصوصاً دولة الحمدانيين في الموصل وحلب ـ
استطاعت الشيعة أن تجاهر بنشاطها الثقافي ، وفي ظلّ هذه الحرّية أُسّست مدارس شيعية في جبل عامل ،
وحلب ، تخرّج منها العديد من العلماء الأفذاذ والفضلاء .
فأمّا حلب فقد ازدانت بالعديد من الأسماء اللامعة كأبناء زهرة وغيرهم ، من رجال العلم والأدب .
وأمّا مدرسة جبل عامل فقد كانت تتراوح بين القوّة والضعف ، إلى أن رجع الشهيد الأوّل من العراق إلى
مسقط رأسه «جزّين» ، فأخذت تلك المدرسة في نفسها نشاطاً واسعاً ، وقد تخرّج من تلك المدرسة منذ تلك
العهود إلى يومنا هذا مئات من الفقهاء والعلماء لا يحصيها إلاّ الله سبحانه ، ومن الشخصيات البارزة في هذه
المدرسة : المحقّق الشيخ علي الكركي مؤلّف «جامع المقاصد»(المتوفّى عام 940هـ ) وبعده الشيخ زين
الدين المعروف بالشهيد الثاني (911 ـ 966هـ ) .
________________________________________
(106)
هذا غيض من فيض وقليل من كثير ، ممّن أنجبتهم هذه التربة الخصبة بالعلم والأدب .
ولنكتف بهذا المقدار من الإشارة إلى الجامعات الشيعية ; فإنّ الإحصاء يحوجنا إلى بسط في المقال ،
ويطيب لنا الإشارة إلى أسماء المعاهد الأُخرى مجرّدة .
المصدر : دور الشــيعــة في بناء الحضارة الإسلامية : للشيخ جعفر السبحاني ص 105 ـ 106
التعلیقات