الوحي
المصدر : الإلهيات على هدى الكتاب والسنّة والعقل : للشيخ جعفر السبحاني ، ج3 ، ص 123
( 123 )
مباحث النبوّة العامة
(البحث الثالث)
الوحي وأقسامه
إنّ تحديد حقيقة الوحي ، وتبيين ماهيته ، والفرق بينه وبين سائر الإدراكات
البشرية ، من المواضيع الحساسة في أبحاث النبوة العامة الّتي لم يستوف حقها في
الكتب الكلامية ، فأُهمل في الكثير منها ، وبحث في الأخرى على وجه الإجمال.
هذا مع أنّه أساس النبوات والتكاليف والشرائع ؛ لأنّ الأنبياء يتلقون التعاليم
السماوية من هذا الطريق ، ولولاه لانقطعت أخبار السماء(1)، وصلة الأنبياء بالله
سبحانه.
ولكن لأجل اختصاص الوحي بالأنبياء ، وحرمان غيرهم من الناس منه ،
يصعب تحديده وبيان كيفيته ، ويُعَدُّ كشف الستر عن حقيقته ، تطلّعاً إلى شيء
ليس في اختيار الباحث ، ومع ذلك كلّه ، فإلقاء الضوء عليه بوجه إجمالي ، ممكنٌ
ببيان الأُمور التالية:
ــــــــــــــــــــــــــــ
1- هذا اقتباس من قول الإمام علي ـ عليه السَّلام ـ وهو يلي غسل رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـوتجهيزه:
«بأبي أنت وأُمي يا رسول الله ، لقد انقطع بموتك مالم ينقطع بموت غيرك ، من النبوة والأنبياء
وأخبار السماء (نهج البلاغة : الخطبة 235).
التعلیقات