حياة رشيد الهجري
أولاد المعصومين عليهم السلام وأصحابهم
منذ 15 سنةعن حياة رشيد الهجري
السؤال : السّلام عليكم كنت قد طلبت منكم مساعدتكم للحصول على أيّ معلومات عن حياة الصحابي الجليل رشيد الهجري (رضوان الله عليه) ، وقد أجبتوني مشكورين أن أرسل طلبي على هذة الوصلة ، وأنا هنا الآن أرجو مرّة أخرى منكم المساعدة للحصول عن أيّ معلومات عن الصحابي رشيد الهجري ؟
ولكم كلّ الشكر والإحترام . والسّلام عليكم ورحمة الله .
ولكم كلّ الشكر والإحترام . والسّلام عليكم ورحمة الله .
الجواب: سماحة السيّد جعفر علم الهدى
رشيد الهجري من خواصّ أصحاب أمير المؤمنين (عليه السّلام) ، وقد علّمه الإمام (عليه السّلام) علم المنايا والبلايا ، فكانوا يلقبونه رشيد البلايا . وفي دلائل الطبري ( بوّاب الحسين (عليه السّلام) رشيد الهجري ) .
وقد أخبره أمير المؤمنين (عليه السّلام) بكيفية شهادته . ففي البحار : ج 41 / ص 345 عن زياد بن النصر الحارثي قال : « كنت عند زياد ابن أبيه ، وقد أُتي برشيد الهجري ، وكان من خوّاص أصحاب علي (عليه السّلام) .
فقال : له ما قال لك خليلك إنّا فاعلون بك ؟
قال : تقعطون يدي ورجلي وتصلبوني .
فقال زياد : أما والله لأكذبنّ حديثه ، خلّوا سبيله .
فلمّا أراد أن يخرج ، قال : ردّوه لا نجد لك شيئاً أصلح ممّا قال صاحبك ، إنّك لا تزال تبغي لنا سوء إن بقيت . اقطعوا يديه ورجليه ، فقطعوا يديه ورجليه ، وهو يتكلّم فقال : اصلبوه خنقاً في عنقه .
فقال رشيد : وقد بقي لي عندكم ما أراكم فعلتموه .
فقال زياد : اقطعوا لسانه .
فلمّا اخرجوا لسانه ليقطع قال : نفسّوا عنّي أتكلّم كلمة واحدة ، فنفسّوا عنه . فقال : والله هذا تصديق خبر أمير المؤمنين (عليه السّلام) أخبرني بقطع لساني .
فقطعوا لسانه وصلبوه » .
وله قصة غريبة تدلّ على أنّه كان من أولياء الله ، ومن الأبدال ، فقد روى المفيد في الاختصاص بسنده يرفعه إلى رشيد الهجري قال : « لمّا طلب زياد أبو عبيد الله رشيد الهجري اختفى رشيد الهجري ، فجاء ذات يوم إلى أبي اراكة ، وهو جالس على بابه في جماعة من أصحابه ، فدخل منزل أبي اراكة ، ففزع لذلك أبو اراكة ، وخاف ، فقام ودخل في اثره .
فقال : ويحك قتلتني ، وايتمت ولدي ، وأهلكتهم .
قال وماذاك ؟
قال : أنت مطلوب ، وجئت حتّى دخلت داري ، وقد راك من كان عندي .
فقال : ما راني أحد .
قال : وتسخر بي أيضاً ؟
فأخذه وشدّه كتافاً ، ثمّ أدخله بيتاً ، واغلق عليه بابه ، ثمّ خرج إلى أصحابه فقال لهم : أنّه خيّل إليّ أن رجلاً شيخاً قد دخل داري آنفاً .
قالوا : ما راينا أحداً ، فكرّر ذلك عليهم كلّ ذلك .
يقولون ما راينا أحداً .
فسكت عنهم ، ثمّ إنّه تخوف أن يكون قد راه غيرهم ، فذهب إلى مجلس زياد ليتجسّس زياد ، وقعد عنده ، وكان الذي بينهما لطيف .
قال فبينا هو كذلك إذ أقبل رشيد على بغلة أبي اراكة مقبلاً نحو مجلس زياد .
فلمّا نظر إليه أبو اراكة ، تغيّر وجهه ، واسقط ما بيده ، وأيقن بالهلاك .
فنزل رشيد عن البغلة ، وأقبل إلى زياد ، فسلّم عليه ، فقام إليه زياد ، واعتنقه فقبّله .
ثمّ سأله : كيف قدمت ؟ ومَن خلّفت ؟ وكيف كنت في مسيرك ؟
وأخذ لحيته ، ثمّ مكث هنيئه ، ثمّ قام فذهب .
فقال : أبو اراكة لزياد أصلح الله الأمير مَن هذا الشيخ ؟
قال : هذا أخ من إخواننا من أهل الشام ، قدم علينا زائراً .
فانصرف أبو اراكة إلى منزله ، فإذا رشيد بالبيت كما تركه .
فقال له أبو اراكة : اما إذا كان عندك من العلم كلّ ما أرى فاصنع كما بدا لك ، وادخل علينا كيف شئت » . الاختصاص : ص 79 .
التعلیقات