ما المقصود بكلّ من الكرسي والعرش؟
العرش والكرسي
منذ 15 سنةما المقصود بكلّ من الكرسي والعرش؟
السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله :
السؤال : ما المقصود بكلّ من الكرسي والعرش؟ ودمتم في رعاية الله؟
السؤال : ما المقصود بكلّ من الكرسي والعرش؟ ودمتم في رعاية الله؟
الجواب : من سماحة السيّد علي الحائري
لعل المقصود بـ« الكرسي » مقام السلطنة الإلهية ، والمقام الربوبي للباري تعالى الذي به يقوم ما في السماوات والأرض من حيث أنّها مملوكة له ، ومدبرة من قبله ، ومعلومة بعلمه الواسع ، فالكرسي مرتبة من مراتب علم الله تعالى بالكائنات سواء العلم بذواتها أو العلم بخواصّها ، فقد روى حفص بن غياث قال سألت الإمام الصادق (عليه السّلام) عن قول الله عزّوجلّ : { وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ } {البقرة/255} ؟ قال : « علمه »
وأمّا « العرش » فهو أيضاً لعل المقصود به مقام آخر سلطوي إلهي للباري تعالى ، ومرتبة أخرى من مراتب العلم الإلهي ، وهو أعظم من الكرسي .
فقد روي عن الإمام الصادق (عليه السّلام) أنّه قال : « السماوات والأرض وما بينهما في الكرسي ، وأمّا العرش هو العلم الذي لا يقدر أحد قدره » .
فيبدو أنّ في الوجود مرتبة من العلم غير محدودة بالمعنى أنّ فوق هذا العالم الذي نعيش فيه ، ونعتبر من أجزائها عالماً آخر فيه موجودات غير محدودة بهذه الحدود الجسمانية ، والتعينات الوجوديه الثابتة لنا ، ولكنّها في نفس الوقت معلومة للباري تعالى ، أيّ : أنّ وجودها هو عين علم الله تعالى بها ، وحضورها عنده .
فالعرش : هو العلم غير المحدود الذي لا يقدّر أحد قدره ، بينما الكرسي هو العلم المحدود الذي وسع السماوات والأرض وما بينهما ، أيّ : وسع هذا العالم المحدود والموجودات المحدودة الثابتة فيه .
فقد روي عن حنان بن سدير عن الإمام الصادق (عليه السّلام) قال: سألت أبا عبدالله (عليه السّلام) عن العرش والكرسي فقال : « إنّ للعرش صفات كثيرة مختلفة ...إلى أنّ قال : هما بابان من أكبر أبواب الغيوب ، وهما جميعاً غيبان ، والكرسي هوالباب الظاهر من الغيب الذي منه مطلع البدع ، ومنه الأشياء كلّها، والعرش هو الباب الباطن ... » .
وهذه الروايه أيضاً قريبة ممّا قلناه ؛ فإنّ مرتبة العلم المقدّر المحدود أقرب إلى عالمنا الجسماني المقدّر المحدود من مرتبة العلم الذي لا قدر له ولا حدّ ، ولذا فالأوّل ـ أيّ : الكرسي ـ هو الباب الظاهر لنا من الغيب ، بينما الثاني ـ أيّ : العرش ـ هو الباب الباطن .
وفي آخر هذه الروايه إشارة إلى أنّ هذه الألفاظ أيّ : « العرش» و « الكرسي » ، وأمثالهما أنّما هي أمثال يضربها الله تعالى للناس ، وما يعقلها إلّا العالمون .
وفي روايه أخرى عن الإمام الصادق (عليه السّلام) : « كلّ شيء خلق الله في جوف الكرسي خلا عرشه ؛ فإنّه أعظم من أن يحيط به الكرسي ».
وقد نجد في بعض الروايات ما يدلّ على أنّ الكرسي هو العلم الذي اطلع الله عليه أنبيائه ورسله ، والعرش هو العلم الذي لم يطلع عليه أحداً .
وعلى كلّ حال ليس المطلوب منّا العلم بتفاصيل هذه الأمور ، والإيمان بها ، بل يكفي أن نؤمن اجمالاً بما نزل على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، وآمن به دون أن نعرف التفصيل ، والله العالم .
فيبدو أنّ في الوجود مرتبة من العلم غير محدودة بالمعنى أنّ فوق هذا العالم الذي نعيش فيه ، ونعتبر من أجزائها عالماً آخر فيه موجودات غير محدودة بهذه الحدود الجسمانية ، والتعينات الوجوديه الثابتة لنا ، ولكنّها في نفس الوقت معلومة للباري تعالى ، أيّ : أنّ وجودها هو عين علم الله تعالى بها ، وحضورها عنده .
فالعرش : هو العلم غير المحدود الذي لا يقدّر أحد قدره ، بينما الكرسي هو العلم المحدود الذي وسع السماوات والأرض وما بينهما ، أيّ : وسع هذا العالم المحدود والموجودات المحدودة الثابتة فيه .
فقد روي عن حنان بن سدير عن الإمام الصادق (عليه السّلام) قال: سألت أبا عبدالله (عليه السّلام) عن العرش والكرسي فقال : « إنّ للعرش صفات كثيرة مختلفة ...إلى أنّ قال : هما بابان من أكبر أبواب الغيوب ، وهما جميعاً غيبان ، والكرسي هوالباب الظاهر من الغيب الذي منه مطلع البدع ، ومنه الأشياء كلّها، والعرش هو الباب الباطن ... » .
وهذه الروايه أيضاً قريبة ممّا قلناه ؛ فإنّ مرتبة العلم المقدّر المحدود أقرب إلى عالمنا الجسماني المقدّر المحدود من مرتبة العلم الذي لا قدر له ولا حدّ ، ولذا فالأوّل ـ أيّ : الكرسي ـ هو الباب الظاهر لنا من الغيب ، بينما الثاني ـ أيّ : العرش ـ هو الباب الباطن .
وفي آخر هذه الروايه إشارة إلى أنّ هذه الألفاظ أيّ : « العرش» و « الكرسي » ، وأمثالهما أنّما هي أمثال يضربها الله تعالى للناس ، وما يعقلها إلّا العالمون .
وفي روايه أخرى عن الإمام الصادق (عليه السّلام) : « كلّ شيء خلق الله في جوف الكرسي خلا عرشه ؛ فإنّه أعظم من أن يحيط به الكرسي ».
وقد نجد في بعض الروايات ما يدلّ على أنّ الكرسي هو العلم الذي اطلع الله عليه أنبيائه ورسله ، والعرش هو العلم الذي لم يطلع عليه أحداً .
وعلى كلّ حال ليس المطلوب منّا العلم بتفاصيل هذه الأمور ، والإيمان بها ، بل يكفي أن نؤمن اجمالاً بما نزل على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، وآمن به دون أن نعرف التفصيل ، والله العالم .
التعلیقات