ما الحكمة من كتابة القضاء في اللوح ؟
القضاء والقدر
منذ 15 سنةما الحكمة من كتابة القضاء في اللوح ؟
السؤال : في اللوح المحفوظ القضاء القابل للتغيير بشرط عمل العبد . هل الله يعلم بأنّ العبد سوف يعمل هذا العمل المقتضي تغيير القضاء؟ ، وإذا كان الجواب نعم ، مالحكمه من كتابة القضاء في اللوح قبل التغير ؟
الجواب : من سماحة السيّد جعفر علم الهدى
هناك كتابان : كتاب المحو والإثبات ، وكتاب اللوح المحفوظ ، المعبّر عنه بأمّ الكتاب .
قال الله تعالى : { يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ } {الرعد/39} ، والمكتوب في كتاب الله المحو والإثبات الأمور المقدرة على أساس القوانين الطبيعية والعلل التكوينية التي قد تقع في الخارج لتحقق العلّة التامة ، وقدلا تقع لوجود المانع أو إيجاده .
فمثلاً : يكتب في هذا الكتاب أنّ الشخص الفلاني سوف يموت في الوقت الفلاني بحسب القوانين الطبيعية التي هي مقتضيات لموته ، لكن لا يتنافى ذلك مع عدم موته في ذلك الوقت لسبب بعض الموانع التي أوجدها بفعله ، فمنع ذلك عن تأثيره المقتضي الطبيعي لصلة الرحم أوالدعاء أو التوسل.
أمّا اللوح المحفوظ ، ففيه الأمور التي تقع بالخارج لا محالة ، ويعبّر عنها بقضاء الله تعالى .
وعلى هذا الأساس فالإنسان له أجل معلّق ، وأجل محتوم ، والأوّل قد يتغيّر ، ولكن الثاني لا يتغيّر بل هو واقع لا محالة .
وفي الحديث أنّ عيسى بن مريم (عليه السّلام) مرّ على دار فيها مناسبة زواج ، فأخبر أنّ العروس سوف تموت تلك الليلة ، لكنّها لم تمت . فقيل لعيسى بن مريم (عليه السّلام) : أنّها لم تمت . فأتى مع أصحابه إلى دارها . ثمّ رفع فراشها . فإذا حيّة تحت الفراش . فقال : « لها ما هو الفعل الذي صدر منك الليلة السابقة » .
فقالت : لم أفعل شيئاً غير أنّي سمعت سائلاً يطلب الصدقة ، فدفعت إليه عشائي .
فالتفت عيسى (عليه السّلام) إلى أصحابه ، وقال : « كان المقدر أن تموت هذه المرأة بسبب هذه الحيّة ، لكن الله تعالى أخرّ أجلها بسبب تصدقها على السائل » .
وأمّا وجه الحكمة في ذلك : فهو إظهارأهمّية بعض الأعمال الصالحة كالدعاء ، والتوسل ، والصدقة ، وصلة الرحم ، وقضاء حوائج الناس ، وغير ذلك ؛ فإنّه لولا تقدير الموت مثلاً في الوقت الفلاني ، ثمّ تأخيره بسبب هذه الأمور لم يظهر أهمّة ذلك .
التعلیقات