ما هي ميزة الصلاة على التربة الحسينيّة ؟
الشيخ باقر الإيرواني
منذ 15 سنةالسؤال :
بخصوص الصلاة على التربة الحسينيّة ولما لها من ميزه خاصّة ، أثار أحد الأخوة مسألة أنّ تربة قبر الرسول أولى بأن نصلّي عليها ، وأنّ تربة الإمام الحسين عليه السلام ليس لها أيّ خاصية ، وما قيل بصددها من روايات وأخبار هي تخريجات أو تلفيقات أتت لاحقاً.
الجواب :
أنا لا أدري أنّ الأخ الذي أثار السؤال شيعي أو لا ، والذي أظنّه أنّه شيعي ، ولكن على أيّ حال إذا كان الأخ المذكور ليس بشيعي فلا معنى لطرح هذا البحث معه ، إذ هو لا يؤمن من البداية بالسجود على التراب ، بقطع النظر عن كونه تراب قبر الرسول صلّى الله عليه وآله أو تراب قبر الإمام الحسين عليها السلام.
وأمّا إذا كان شيعياً ؛ فأنا استغرب منه كيف يطرح هذا التساؤل وهو شيعي ، بعد الإلتفات إلى النقاط الثلاث التالية :
1 ـ إنّ أفضليّة السجود على التربة الحسينيّة قد دلّت عليها روايات معتبرة مذكورة في باب السجود من وسائل الشيعة ، ولا أتصور أنّ شيعيّاً تسمح له نفسه بالتعبير عن روايات أهل البيت عليه السلام بأنّها تلفيقات أو تخريجات أتت لاحقاً.
2 ـ إنّ تربة الإمام الحسين عليه السلام قد تعطّرت بذلك الدم المبارك لأبي عبد الله الحسين ريحانة الرسول صلّى الله عليه وآله والدماء المباركة من أهل بيته وأصحابه الذي لم يقصد من إراقته سوى الحفاظ على الإسلام العزيز وطلب رضا الرب سبحانه ، فأيّ تربةٍ إذاً هي أفضل من تلك التربة المباركة ؟ !
3 ـ إنّ الرسول الكريم صلّى الله عليه وآله نقطة وفاق بين جميع المسلمين ، والسجود وعدمه على تربته المباركة لا تأثير له بعد كونه نقطة وفاق بين جميع المسلمين ، وهذا بخلافه بالنسبة إلى الإمام الحسين عليه السلام ؛ فإنّه ليس نقطة وفاق كالرسول الكريم صلّى الله عليه وآله ، ومن هنا يكون السجود على تربته المباركة أمراً ضرورياً ؛ لأنّه به يتميّز المحبّون لأهل البيت ـ الذين أمرنا بمودّتهم في قوله تعالى : ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) [ الشورى : 23 ] ـ عن غيرهم.
التعلیقات