لماذا ضرب الصدور في أيّام عاشوراء ؟
الشيخ محمد السند
منذ 15 سنةالسؤال :
قبل كلّ شيء أودّ أن أقدّم شكري إلى شبكة رافد على جهودها القيمة.
طبعاً أنا لست شيعيّة بل أنا سنّية المذهب ، ولكن أريد أن أتعرّف عن عقائد مذهب أهل البيت عليهم السلام. هذا لأنّه توجد بعض الأشياء التي يقوم بها الشيعة وأنا لا أوافق بها.
ولعلّ ذلك قد يكون يتناسب مع مذهب أهل البيت عليهم السلام وتعليماته ، ألا وهي ضرب الصدور في أيّام عاشوراء ، حيث أرى أنّه ينبغي أن يكون عاشوراء وقت ذكر الله وعدم النزاع والاضرار بالجسم والأنفس.
فلكوني لست شيعيّة لا أدري ما هي الأدلّة التي تؤيّد هذا العمل ، وأريد أن أتعلّم وأتعرّف على الحقّ.
علماً بأنني سأتزوّج بشاب شيعي ـ إن شاء الله ـ حيث أحبّه وأحترمه ، وأتمنّى أن يتمّ ذلك قريباً على الرغم من اختلاف العقيدة الموجودة بيننا.
مرّة أخرى أقول بأنّكم بذلك ستساعدونني لأتعلّم عن حياة إنسان شيعي.
الجواب :
أمّا التعرّف على عقائد الشيعة الإماميّة ، فبإمكانك قراءة كتب العقائد الشيعيّة للتعرّف عليها مثل كتاب « تفسير الميزان للعلامة الطباطبائي » ، فإنّه مليء بأسس عقائد الشيعة.
وأمّا موسم أيّام عاشوراء ففيها قتل الحسين بن علي عليهما السلام ، وابن فاطمة عليها السلام بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله سبط النبي صلّى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام ظلماً من قبل يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الاُموي ، وسُبيت نساؤه وبناته ونساء أهل بيته ، وهنّ حفيدات رسول الله صلّى الله عليه وآله ، فانتهكت الدولة الأمويّة حرمة رسول الله صلّى الله عليه وآله في سبطه ، وانتُهك رسول الله صلّى الله عليه وآله في نساء أهل بيته. (1)
وفوق كلّ ذلك طافوا برأس الحسين عليه السلام وبرؤوس أهل بيته البلدان من كربلاء إلى الكوفة إلى الشام ، استعراضاً في هتك حرمة رسول الله صلّى الله عليه وآله ، ولم يكتفوا بذلك بل طافوا بنساء أهل بيت الرسول صلّى الله عليه وآله البلدان. (2)
مع أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال : إنّ الحسن والحسين رَيْحَانَتَايَ منَ الدُّنْيا . (3)
وقال صلّى الله عليه وآله : الحَسَنُ والحُسَيْنُ سَيِّدا شَبَابِ أَهْلِ الجَنَّةِ (4).
وقال صلّى الله عليه وآله : الحسن والحسين امامان قاما أو قعدا (5).
بل إنّ الله تعالى قد أوصى جميع المسلمين بقوله تعالى : ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) (6) ، فجعل تعالى أجر جميع تبليغ دين الله تعالى هو مودّة قربى رسول الله صلّى الله عليه وآله ، والمودّة ليست مجرّد المحبّة بل هي شدّتها وابراز المحبّة ، فكيف بهذه الوصيّة الإلهيّة والفريضة القرآنيّة تُخالف وتُجحد وتُنتهك ، مع أنّه تعالى قد أعظم من شأنها فجعلها عدل وأجر الدين كله.
وأمرنا بصلة قربى النبي صلّى الله عليه وآله لا بقطيعتهم ، بينما قام يزيد الأموي بما قام من هذا الجرم الفظيع الشنيع وقال :
ليت أشياخي ببدر شهدوا وقع ـ إلى أن يقول : ـ لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل. (7)
فهو يصرّح بأنّه يثأر لأجداده المشركين الذين قُتلوا ببدر ، وينتقم لهم من أهل بيت رسول الله صلّى الله عليه وآله به ، ويزداد يزيد عناداً وعصياناً ، فيكفر بتصديق الوحي والرسالة ، وكيف لا ؟! وهو الذي أتى بواقعة الحرّة الفجيعة في المدينة وأهلها ، وهتك كلّ الحرمات فيها في السنة الثانية من ملكه (8) ، وفي السنة الثالثة هدم الكعبة ورجمها بالمنجنيق (9).
فما تصنعه الشيعة من إقامة الحزن والعزاء هو مواساة لرسول الله صلّى الله عليه وآله لما جرى على سبطه وحبيبه الحسين ، وعملاً بوصيّة القرآن بمودّة قربى الرسول ، ومقتضى المحبّة هو الحزن لمصائب المحبوب ، وقد قال تعالى في ما استعرضه من سيرة النبي يعقوب عندما ابتلي بفراق يوسف ابنه : ( وَقَالَ يَا أَسَفَىٰ عَلَىٰ يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ * قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّىٰ تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ * قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) (10).
( قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَن تُفَنِّدُونِ * قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ ) (11).
إلى أن يقول تعالى : ( ذَٰلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ * وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ * وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۚ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ * ... * لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ ) (12).
وقد قال تعالى أيضاً : ( لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ ) (13).
فنرى في هذه السيرة للنبي يعقوب التي قصّها لنا القرآن عبرة ولنقتدي بما فيها من توصيات ، إنّ سيرة النبي يعقوب عليه السلام الحزن على ما أصاب ابنه يوسف حتّى بلغ من حزنه وبثّه أن عميت عيناه ، وقد عابه أبنائه على ذلك ، فلم يعبأ باستنكارهم عليه بل استنكر هو عليهم جهلهم برشاد فعله من الحزن على يوسف ، وقاوم النبي يعقوب عليه السلام أبناءه في استنكارهم عليه الحزن على يوسف ورميهم له بالضلال ، واستنكارهم طول حزنه على يوسف الذي استمرّ عقوداً من السنين.
ّففي هذه الآيات يوصينا القرآن بالعبرة من فعل النبي يعقوب بإقامة الحزن ، وبث الشكوى إلى الله تعالى على فقد أبناء الأنبياء المصطفين ، وعلى ما جرى عليهم من المصائب ، حتّى أنّ النبي يعقوب عليه السلام بلغ به الحزن الشديد أن تسبّب ذلك في عمي عينيه الشريفتين ، ولم يكن يعقوب يعبأ بذلك ولا بما ينكره عليه الآخرون من الحكم بضلاله ، فقد أصرّ على أنّ الحزن وبثّه الشكوى على المصاب على أبناء الأنبياء المصطفون من الرشاد.
مع أنّ يعقوب قال لأولاده : ( بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ) (14) ، فلم يكن حزنه وبكائه ، ويثّه الشكوى إلى الله في المدّة الطويلة الزمنيّة حتّى عميت عيناه ، لم يكن ذلك منافياً للصبر الجميل ؛ والسرّ في ذلك مع أنّ الجزع والحزن الشديد غير ممدوح في ما يجري على الإنسان من مصائب كموت عزيز وفقد حبيب ، وذلك لكونه اعتراضاً على قضاء الله وقدره وعدم الرضا بتقديره ، السرّ في فعل النبي يعقوب هو كون يوسف ليس من قبيل بقيّة الناس بل كان مجتبىً ومصطفىً ؛ كما في قول يعقوب له : ( وَكَذَٰلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَىٰ أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) (15). أي أنّ أهل بيوت الأنبياء وذريّتهم المجتباة المُنعم عليهم يستحقّون التقدير والاحترام والمودّة ، لأنّهم قدوات البشريّة ، وأعظم الثروات المعنويّة التي تهتدي بتوسطها البشريّة إلى الصراط المستقيم .
وقد قال النبي صلّى الله عليه وآله في الخبر المتواتر الذي رواه أهل السنّة والشيعة :
إنّي تارك فيكم أمرين إن أخذتم بهما لن تضلّوا : كتاب الله عزّ وجلَّ وأهل بيتي عترتي ، أيّها الناس اسمعوا وقد بلّغت ، إنّكم ستردون عليَّ الحوض فأسألكم عمّا فعلتم في الثقلين والثقلان : كتاب الله جلَّ ذكره وأهل بيتي ، فلا تسبقوهم فتهلكوا ، ولا تعلّموهم فانّهم أعلم منكم. (16)
فعترته هم : علي وفاطمة والحسن والحسين ، وقد فرّطت جماعات من المسلمين فيهم وتركوا التمسّك بهما معاً ، مع أنّه تعالى قد أمر النبي صلّى الله عليه وآله في يوم المباهلة بالاحتجاج بعترته ومنهم الحسين عليه السلام ؛ فقال تعالى : ( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) (17) ، فجعل الله تعالى الحسين عليه السلام ممّن يحتجّ به على أهل الكتاب (18) والبشريّة إلى يوم القيامة ، فجعل الباري الحسين عليه السلام حجّته على البشريّة في صدق نبوّة الرسول صلّى الله عليه وآله ، وهذا نداء من القرآن خالد على مقام الحسين عليه السلام.
وكذلك ما في سورة الدهر والإنسان من وصفه من عباد الله الذين يسبقون الأبرار (19) ، فالحزن على الحسين عليه السلام والحزن على يوسف ليس تبرما ، وعدم رضا بتقدير الله تعالى بل هو مودّة لذي القربى وتمسّكاً بالثقلين واستنكاراً للظلم ، وابتعاداً من الضلال الذي يسير عليه يزيد وأمثاله من أعداء أولياء الله تعالى.
هذا وقد أمر الرسول صلّى الله عليه وآله بعد غزوة أحد بالبكاء والندبة على عمّه حمزة (20) ، فكيف بابنه وريحانته الحسين عليه السلام ؟ !
الهوامش
1. راجع :
مقتل الحسين عليه السلام « لأبي مخنف الأزدي » / الصفحة : 190 ـ 224 / الناشر : أنوار الهدى / الطبعة : 1.
تاريخ الطبري « لمحمّد بن جرير الطبري » / المجلد : 4 / الصفحة : 301 ـ 360 / الناشر : مؤسسة الأعلمي.
اللهوف في قتلى الطفوف « للسيد ابن طاووس » / الصفحة : 72 ـ 122 / الناشر : أنوار الهدى / الطبعة : 1.
2. راجع :
مقتل الحسين عليه السلام « لعبد الرزاق المقرم » / الصفحة : 363 / الناشر : مؤسسة الخرسان.
اللهوف في قتلى الطفوف « للسيد ابن طاووس » / الصفحة : 99 ـ 103 / الناشر : أنوار الهدى / الطبعة : 1.
بحار الأنوار « للشيخ المجلسي » / المجلد : 45 / الصفحة : 144 ـ 145 / الناشر : مؤسسة الوفاء / الطبعة : 2.
3. راجع :
صحيح البخاري / المجلد : 6 / الصفحة : 136 / الناشر : أوقاف مصر / الطبعة : 2.
سنن الترمذي / المجلد : 5 / الصفحة : 322 / الناشر : دار الفكر / الطبعة : 2.
المعجم الكبير « للطبراني » / المجلد : 3 / الصفحة : 127 / الناشر : دار إحياء التراث العربي / الطبعة : 2.
4. مسند أحمد بن حنبل / المجلد : 17 / الصفحة : 31 / الناشر : مؤسسة الرسالة / الطبعة : 1.
راجع :
سنن الترمذي / المجلد : 5 / الصفحة : 321 / الناشر : دار الفكر / الطبعة : 2.
سنن الكبرى « للنسائي » / المجلد : 5 / الصفحة : 50 / الناشر : دار الكتب العلمية / الطبعة : 1.
أنساب الأشراف « للبلاذري » / المجلد : 3 / الصفحة : 7 / الناشر : دار التعارف / الطبعة : 1.
5. المناقب « لابن شهرآشوب » / المجلد : 3 / الصفحة : 395 / الناشر : علامه / الطبعة : 1.
6. الشورى : 23.
7. تاريخ الطبري « لمحمد بن جرير الطبري » / المجلد : 10 / الصفحة : 60 / الناشر : دار التراث / الطبعة : 2 :
ليت أشياخي ببدرٍ شهدوا |
جزَعَ الخزْرَجِ من وقع الأَسلْ | |
قد قتلنا القَوْم من ساداتكمْ |
وعدَلنا ميْلَ بدر فاعتدَلْ | |
فأَهَلُّوا واستهلُّوا فرحاً |
ثم قالوا : يا يزيد لا تُسَلْ | |
لسْتُ من خندِفَ إن لم أَنتقم |
من بني أحمدَ ما كان فعلْ | |
وَلِعَتْ هاشِمُ بالمُلكِ فلا |
خبرٌ جاءَ ، ولا وحيٌ نزَلْ |
8. راجع :
تاريخ الطبري « لمحمد بن جرير الطبري » / المجلد : 4 / الصفحة : 370 ـ 381 / الناشر : دار التراث / الطبعة : 2.
المنتظم في تاريخ الأمم والملوك « لابن الجوزي » / المجلد : 6 / الصفحة : 12 ـ 17 / الناشر : دار الكتب العلمية.
أنساب الاشراف « للبلاذري » / المجلد : 5 / الصفحة : 319 ـ 337 / الناشر : دار الفكر / الطبعة : 1.
9. راجع :
أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار « للأزرقي » / المجلد : 1 / الصفحة : 203 / الناشر : دار الأندلس للنشر.
الأخبار الطوال « لابن قتيبة الدينوري » / المجلد : 1 / الصفحة : 267 ـ 268 / الناشر : منشورات الشريف الرضي / الطبعة : 1.
أنساب الاشراف « للبلاذري » / المجلد : 5 / الصفحة : 339 ـ 343 / الناشر : دار الفكر / الطبعة : 1.
10. يوسف : 84 ـ 86.
11. يوسف : 94 ـ 95.
12. يوسف : 102 ـ 111.
13. يوسف : 13.
14. يوسف : 18.
15. يوسف : 6.
16. الكافي « للشيخ الكليني » / المجلد : 1 / الصفحة / 294 / الناشر : دار الكتب الإسلامية / الطبعة : 5.
راجع :
مسند أحمد بن حنبل / المجلّد : 17 / الصفحة : 170 / الناشر : مؤسسة الرسالة / الطبعة : 1 :
عن أبي سعيد قال : قال رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم « إنِّي تارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ ، أَحَدُهُما أَكْبَرُ مِنَ الآخَرِ ، كتابُ الله حَبْلٌ مَمْدودٌ مِنَ السَّماءِ إلى الأَرْضِ ، وعِتْرَتي أَهلَ بَيْتِي ، وإنَّهما لَنْ يَفْتَرِقا حتى يَرِدا عليَّ الحَوْضَ ».
أنساب الأشراف « للبلاذري » / المجلّد : 2 / الصفحة : 111 / الناشر : مؤسسة الأعلمي / الطبعة : 1 :
عن زيد بن أرقم قال : كنّا مع النبي صلّى الله عليه وسلّم في حجّة الوداع فلما كنا بغدير خم بدوحات فقممن ثمّ قام فقال : كأنّي قد دعيت فأجبت وانّ الله مولاي وأنا مولى كلّ مؤمن ، وأنا تارك فيكم ما إن تمسكتم به لم تضلوا ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. ثم أخذ بيد علي فقال : من كنت وليه فهذا وليه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.
المعجم الكبير « للطبراني » / المجلّد : 3 / الصفحة : 63 / الناشر : مكتبة ابن تيمية :
حدثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ثنا منجاب بن الحارث ثنا علي بن مسهر عن عبدالملك بن أبي سليمان عن عطية بن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال النبي صلّى الله عليه وسلّم : « ايها الناس اني تارك فيكم ما ان أخذتم به لن تضلوا بعدي أمرين أحدهما أكبر من الاخر كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والارض وعترتي أهل بيتي وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ».
17. آل عمران : 61.
18. راجع :
شواهد التنزيل لقواعد التفضيل « للحاكم الحسكاني » / المجلّد : 1 / الصفحة : 157 / الناشر : مؤسسة الطبع والنشر :
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمُقْرِي قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ بِ « بَلْخٍ » قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْعَثِ [ أَخْبَرَنَا ] يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ عَنِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ :
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ [ فِي ] قَوْلِهِ : ( إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ ) فَبَلَغَنَا ـ وَاللهُ أَعْلَمُ [ كَذَا ] أَنَّ وَفْدَ نَجْرَانَ قَدِمُوا عَلَى نَبِيِّ اللهِ وَهُوَ بِالْمَدِينَةِ وَمَعَهُمُ السَّيِّدُ وَالْعَاقِبُ وَ [ أَ ] بُو حَنَسٍ وَأَبُو الْحَرْثِ وَاسْمُهُ عَبْدُ الْمَسِيحِ وَهُوَ رَأْسُهُمْ وَهُوَ الْأُسْقُفُّ وَهُمْ يَوْمَئِذٍ سَادَةُ أَهْلِ نَجْرَانَ فَقَالُوا : يَا مُحَمَّدُ لِمَ تَذْكُرُ صَاحِبَنَا وَسَاقَ نَحْوَهُ إِلَى قَوْلِهِ : وَنَزَلَ جَبْرَئِيلُ فَقَالَ : ( إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللهِ ) إِلَى [ قَوْلِهِ ] ( لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ). وَسَاقَ نَحْوَهُ إِلَى قَوْلِهِ : قَالُوا : نُلَاعِنُكَ. فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ وَأَخَذَ بِيَدِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَمَعَهُ فَاطِمَةُ وَحَسَنٌ وَحُسَيْنٌ فَقَالَ : هَؤُلَاءِ أَبْنَاؤُنَا وَنِسَاؤُنَا وَأَنْفُسُنَا فَهَمُّوا أَنْ يُلَاعِنُوا ـ ثُمَّ إِنَّ أَبَا الْحَرْثِ قَالَ لِلسَّيِّدِ وَالْعَاقِبِ : وَاللهِ مَا نَصْنَعُ بِمُلَاعَنَةِ هَذَا شَيْئاً ، فَصَالَحُوهُ عَلَى الْجِزْيَةِ. قَالُوا : صَدَقْتَ [ يَا ] أَبَا الْحَرْثِ. فَعَرَضُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ الصُّلْحَ وَالْجِزْيَةَ فَقَبِلَهَا ـ وَقَالَ : أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ـ لَوْ لَاعَنُونِي مَا أَحَالَ اللهُ لِيَ الْحَوْلَ وَبِحَضْرَتِهِمْ مِنْهُمْ بَشَرٌ ـ إِذاً [ كَذَا ] لَأَهْلَكَ اللهُ الظَّالِمِينَ.
تفسير السمعاني / المجلّد : 1 / الصفحة : 327 / الناشر : دار الوطن / الطبعة : 2 :
قوله تعالى : ( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ ) أي : جادلك في الحق ( مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ).
هذا في دعاء النبي صلّى الله عليه وسلّم بني نجران إلى المباهلة ، روى سعد بن أبي وقاص : « أن النبي صلّى الله عليه وسلّم أخذ بيد الحسن والحسين وفاطمة وعلي ، ثم دعاهم إِلى المباهلة.
فقوله ( نَدْعُ أَبْنَاءَنَا ) أراد به : الحسن والحسين ، وقوله : ( وَنِسَاءَنَا ) يعني : فاطمة ، وأنفسنا يعني : نفسه وعليّ ، فإن قال قائل : كيف قال : ( وَأَنفُسَنَا ) وعليّ ـ رضي الله عنه ـ غيره ؟ قيل : العرب تسمى ابن عم الرجل نفسه ، وعليّ كان ابن عمه ، وقيل : ذكره على العموم لجماعة أهل الدين.
مفاتيح الغيب [ التفسير الكبير ] « لفخر الدين الرازي » / المجلّد : 8 / الصفحة : 247 / الناشر : دار إحياء التراث العربي / الطبعة : 3 :
روي أنه عليه السلام لما أورد الدلائل على نصارى نجران ، ثم إنهم أصروا على جهلهم ، فقال عليه السلام « إن الله أمرني إن لم تقبلوا الحجة أن أباهلكم » فقالوا : يا أبا القاسم ، بل نرجع فننظر في أمر ناثم نأتيك فلما رجعوا قالوا للعاقب : وكان ذا رأيهم ، يا عبد المسيح ما ترى ، فقال : والله لقد عرفتم يا معشر النصارى أن محمداً نبي مرسل ، ولقد جاءكم بالكلام الحق في أمر صاحبكم ، والله ما باهل قوم نبياً قط فعاش كبيرهم ولا نبت صغيرهم ولئن فعلتم لكان الاستئصال فان أبيتم إلا الإصرار على دينكم والإقامة على ما أنتم عليه ، فوادعوا الرجل وانصرفوا إلى بلادكم وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خرج وعليه مرط من شعر أسود ، وكان قد احتضن الحسين وأخذ بيد الحسن ، وفاطمة تمشي خلفه ، وعلي رضي الله عنه خلفها ، وهو يقول ، إذا دعوت فأمنوا ، فقال أسقف نجران : يا معشر النصارى ، إني لأرى وجوهاً لو سألوا الله أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله بها ، فلا تباهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة ، ثم قالوا : يا أبا القاسم ، رأينا أن لا نباهلك وأن نقرك على دينك فقال صلوات الله عليه : فاذا أبيتم المباهلة فأسلموا ، يكن لكم ما للمسلمين ، وعليكم ما على المسلمين ، فأبوا ، فقال : فاني أناجزكم القتال ، فقالوا ما لنا بحرب العرب طاقة ، ولكن نصالحك على أن لا تغزونا ولا تردنا عن ديننا على أن نؤدي إليك في كل عام ألفي حلة : الفا في صفر ، وألفا في رجب ، وثلاثين درعاً عادية من حديد ، فصالحهم على ذلك ، وقال : والذي نفسي بيده ، إن الهلاك قد تدلي على أهل نجران ، ولو لاعنوا لمسخوا قردة وخنازير ، ولاضطرم عليهم الوادي ناراً ، ولاستأصل الله نجران وأهله ، حتى الطير على رؤس الشجر ، ولما حال الحول على النصارى كلهم حتى يهلكوا ، وروى أنه عليه السلام لما خرج في المرط الأسود ، فجاء الحسن رضي الله عنه فأدخله ، ثم جاء الحسين رضي الله عنه فأدخله ثم فاطمة ، ثم علي رضي الله عنهما ثم قال ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) واعلم أن هذه الرواية كالمتفق على صحتها بين أهل التفسير والحديث.
19. الإنسان : 5 ـ 22.
20. راجع :
الاستيعاب في معرفة الأصحاب « لابن عبد البر » / المجلّد : 1 / الصفحة : 374 / الناشر : دار الجيل / الطبعة : 1.
المغازي « للواقدي » / المجلّد : 1 / الصفحة : 315 / الناشر : نشر دانش اسلامي.
المصنف « لعبد الرزاق الصنعاني » / المجلّد : 3 / الصفحة : 561 / الناشر : منشورات المجلس العلمي.
التعلیقات