الاختلاف لماذا؟
الوحدة الإسلامية
منذ 15 سنة
الاختلاف لماذا؟
السؤال : ألا ترون أننا المسلمون بشقيه السنة والشيعة ذهبنا الى أكثر ممّا يجب في اختلافاتنا في عقائدنا ، ونسينا أنا حاربنا أعداء الاسلام ـ غير المسلمين ـ في صف واحد ، و نسينا أيضاً أننا جميعا فقدنا المسجد الأقصى ، نحن الآن نحمل لبعضنا غلاً يجب ألا يكون بيننا ، فلكل عقيدته وإيمانه ، مإذا يقول سماحتكم في ذلك ؟
الجواب : سماحة الشيخ هادي العسكري
حياك الله وبياك ، ورفعك وزاد في علاك ، ونحن نرحب بك ، ونقدر شعورك ، ونحييك ونبارك لك ، وهذا شعور كل مؤمنٍ غيورٍ ، ومسلمٍ واعي وضمير حي ، وشعور حي ، وشخص شريف ، ونفس عزيزة ، وهذه أيدينا ممدودة لمصافحة كل يد مفتوحة للوحدة والاخاء ، وباسطين اكفنا لمصافحة كل باسط يده للوفاق والولاء ، وهل الإسلام إلا روح السعادة والسلام ، والدعوة إلى الوحدة والاعتصام ، ومجموعة من الحب والوئام ، ومعجونة من العطف والحنان ، والرحمة والإحسان ، كيف وقد نهى رسول السلام ونبي الإسلام عمن يصبح ولا يهتم باُمور المسلمين ، ولا يحمل همّ الآخرين ، ولا يحب لأخيه ما يحب لنفسه ، ولا يكره لغيره ما يكره لشخصه ..
ولكن مإذا تصنع الأقلام المأجورة ، والأيدي الأثيمة ، والضمائر المستعمرة ، والنفوس المستجمرة المستعبدة ، التي تفرّق بين المسلمين ، وتشعل نار العداء ، ولهب البغضاء بين الأخوة والمؤمنين ، وتخدم أسيادها الصهاينة المجرمين ، وتكفر طائفة الشيعة المؤمنين الموحدين ، وتسبب البلايا والفتن والإحن والمحن ..
فهذا العراق ، وذاك افغانستان ، وتلك لبنان ، وهذه فلسطين ، فلا حساب ولا حصر لعدد الجرحى والشهداء ، والصراخ والعويل من الأطفال والنساء ، يجاوز أهل الأرض سمعه أهل السماء ، والمسلمون موتى أو في آذانهم وقرا ، وفي صدورهم وغرا ، وحكم على قلوبهم وعلى سمعهم ، وعلى أبصارهم غشاوة ، وباؤوا بغضب وذلّة من الله ، وتشعّ من أرض نينوا ، ويستمر من يوم كربلاء ، ويتكرر هذا الصدى ، وقد ملأ الفضاء ، ويسمع من الإمام : إن لم يكن لكم دين ولم تكونوا أحراراً ، فكونو عرباً كما تزعمون كما تدعون . أين الغيرة ؟ ! اين الحمية ؟ ! أين العصبية ؟ ! اين القومية العربية ؟ ! ذلك بما كسبت أيديكم ، وما الله بغافل عما يعمل الظالمون ، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
التعلیقات