حدود القضاء والقدر ؟
القضاء والقدر
منذ 15 سنةحدود القضاء والقدر ؟
السؤال : بالنسبة للقضاء والقدر مثال لو أحدهم كان يصلي وعلم أن ابنته ذهبت تلعب باتجاه الدرج حيث ممكن أن تقع من الأعلى أو خرجت من الدار حيث ممكن أن يحدث لها مكروه فهل ينهي صلاته بسرعة أو أنه يتوكل على الله ويقول لن يصيبها إلا ما كتب الله لها ولكن ممكن أن الله كتب أنه لو لم يصل إليها فسيحدث مكروه مثل موت أو عاهة مستديمة ؟ ؟ فأين الإيمان وكيف يتحقق الإيمان والاطمئنان ، فانظر إلى قصة إمامنا السجاد عليه السلام حيث كان يصلي وسقط ابنه في حفرة أو بئر لا أتذكر فأكمل صلاته مطمئناً ثم أخرج ابنه فهل كان مطمئن بقضاء الله أو مطمئن بسلامة ابنه أم أنه دعا في أثناء الصلاة الله ليحمي ابنه ومطمئن أن الله سيستجيب له 100% أم مإذا؟
من هنا هل الفكرة التالية صحيحة وهي : الإنسان عندما يزيد إيمانه بالله يستجيب له دعاءه في أي شيء لقوله تعالى في الحديث القدسي : « عبدي أطعني تكن مثلي تقول للشيء كن فيكون » ، لذا لا يخاف من القدر ، فمثلاً لو ظهر أسد أمامه هل لو أنّه إذا كان مؤمناً يسلم ولو غير ذلك يموت أو أن القدر حتمي ؟
الجواب : من سماحة الشيخ باقر الإيراوني
يجوز للشخص في الحالة المذكورة قطع صلاته دون أي محذور شرعيّ ؛ لأنّه قطع لضرورة شرعية ، وهو جائز لدى الفقهاء ، ولا معنى للتعليل بقضاء الله وقدره ؛ فإنّ من جملة قضائه وقدره حصول النجاة للطفل من خلال قطع الصلاة والحيلولة دون السقوط.
وأمّا عدم قطع الإمام السجاد عليه السلام لصلاته ، فيحتمل أن يكون ذلك لانقطاعه الكامل إلى الله سبحانه اثناء الصلاة إلى حدّ اوجب سلب التوجه إلى غيره ، كما يحتمل إن يكون ذلك لجزمه بسلامة ولده بلا حاجة إلى قطع الصلاة .
وعلى أي حال إنّ فعل الإمام عليه السلام مجمل من حيث النكتة ، ولا يمكن الاستناد إليه من هذه الناحية .
وأمّا الفكرة التي اشرتم إليها فصحيح كلما ازداد إيمان المؤمن بالله ، قرب من استجابة الدعاء ، ولكن لا على سبيل الحتم والقضية الكلية ، فلعل هناك مصالح خفيت على المؤمن الداعي لأجلها لا يستجيب الله دعائه .
ويبقى على المؤمن كلما ازداد إيمانه أن يكون سيره سيراً طبيعياً أمام الأحداث لا أنّه يبقى لا يفعل شيئاً بحجة عدم الخوف من قضاء الله سبحانه ، أو بحجة لزوم الصمود أمام القدر ، أو بحجة أنّه لا يمكن الخلاص منه ، أنّ كل هذا خلاف السير الطبيعي الذي نجده في حياة قادتنا المعصومين من أئمة أهل البيت عليهم السلام ، بل ليس ذلك من سجية العاقل.
التعلیقات