مناظرة أبي الجارود مع بعضهم في أنّ الحسن والحسين عليهما السلام . . .
في العقائد
منذ 14 سنةروي عن أبي الجارود قال : قال أبو جعفر عليه السلام : يا أبا الجارود ! ما يقولون في الحسن والحسين عليهما السلام ؟
قلت : ينكرون علينا أنّهما إبنا رسول الله صلى الله عليه وآله .
قال : فبأي شيء احتججتم عليهم ؟
قال : قلت : بقول الله في عيسى بن مريم عليهما السلام : ( وَمِنْ ذُرِّيّتِهِ داوُد وَسُليمانَ وَأيّوبَ ويُوسفَ وَمُوسى وَهَارونَ وَكذلك نَجزي المحسنين ، وزكريا وَيَحيى وَعيسى وَإلياسَ كُلٌّ مِنَ الصّالِحينَ ) (2) فجعل عيسى من ذرية إبراهيم .
قال : فأي شيء قالوا لكم ؟
قلت : قالوا : قد يكون ولد الاِبنة من الولد ولا يكون من الصلب .
قال : فبأي شيء احتججتم عليهم ؟
قال : قلت : احتججنا عليهم بقوله تعالى : ( قُلْ تَعَالَوا نَدْعُ أبَناءَنَا وَأَبْناءَكُمْ ونِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ) (3).
ثمّ قال : فأي شيء قالوا ؟
قال : قلت : قالوا : قد يكون في كلام العرب إبني رجل من واحد ، فيقول أبناءنا وإنّما هما ابنُ واحدٍ .
قال : فقال أبو جعفر عليه السلام : والله يا أبا الجارود ! لاَعطينكها من كتاب الله آية تسمّيهما أنّهما لصلب رسول الله صلى الله عليه وآله لا يردها إلاّ كافر .
قال : قلت : جعلت فداك وأين ؟
قال : قال : حيث قال الله تعالى : ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُم أمّهاتُكم وَبَنَاتكُم وأخَواتُكم ـإلى قوله ـ وَحلائلُ أبنائكُم الّذين من أصلابكُم ) (4) فسلهم يا أباالجارود هل يحل لرسول الله صلى الله عليه وآله نكاح حليلتيهما ؟ فإن قالوا : نعم ، فكذبوا والله ، وإن قالوا: لا ، فهما والله إبنا رسول الله صلى الله عليه وآله لصلبه ، وما حرّمن عليه إلاّ للصلب. (5)
____________
(1) طالما أوضح أئمّة الحق ـ صلوات الله عليهم ـ هذا الاَمر ـ إنّهم أبناءُ رسول الله صلى الله عليه وآله حقيقة ـ بما لا مزيد عليه ، بالاَدلة الواضحة والحجّة البالغة من القرآن الشريف والتي لا ريب فيها ، والبراهين الاُخرى تأكيداً على ذلك ، والذي لا سبيل لاِنكاره ، حتى أخذوا ينبهون أصحابهم وشيعتهم بذلك ، ويلقنونهم الحجّة لمقارعة خصومهم ـ إذا ما اضطروا إليها ـ أمثال بني أمية وبني العبّاس ومن حذى حذوهم ، والذين جدوا في إنكار هذه الحقيقة ـ في نسبتهم إلى جدهم رسول الله صلى الله عليه وآله ـ والتي لا تخفى على من له أدنى بصيرة ، عناداً لاَهل البيت وحسداً لمقامهم وقربهم من رسول الله صلى الله عليه وآله ، وإبعاداً لهم عن مناصبهم التي نصبهم الله تعالى فيها، مع علمهم الاَكيد بذلك (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم) ولم يقتصروا على ذلك حتى أخذوا يسخّرون تلك الاَبواق المأجورة والاَقلام المزيفة وبعض الشعراء المرتزقة أمثال مروان بن أبي حفصة وسوف تأتي بعض أشعارهم وما جاء في ردها من القصائد في هامش مناظرة الاِمام الكاظم عليه السلام مع هارون الرشيد ، فراجع .
(2) سورة الاَنعام : الآية 84 ـ 85 .
(3) سورة آل عمران : الآية 61 .
(4) سورة النساء : الآية 23 .
(5) راجع : تفسير القمّي : ج 1 ص 209 ، الاحتجاج للطبرسي : ج 2 ص 324 ـ 325 ، الروضة من الكافي للكليني : ج 8 ص 317 ـ 318 ح 501 ، بحار الاَنوار : ج 43 ص 232 ح 8 ، وج 96 ص 95 ـ 96 ح 3 .
التعلیقات