مناظرة السيد علي البطحائي مع بعض الاَساتذة في النص على الاَئمة عليهم السلام
في العقائد
منذ 14 سنةالمناظرة التي وقعت بيننا مع عدة من العلماء والمدرّسين في الجامعة الاِسلامية في المدينة المنورة، قلت: ورد في صحيح مسلم في أول المجلد السادس باب (إن الناس تبع لقريش والخلافة في قريش) يذكر عدة من الروايات إن الخلافة تكون في قريش ما بقي من الناس اثنان (1) ، ومضمون هذه الروايات لا ينطبق إلا على مذهب الاِمامية الجعفرية لاَنهم يقولون: إن الاِمامة والوصاية بعد الرسول صلى الله عليه وآله إلى يوم القيامة تكون في قريش، وهم أوصياء الرسول المعينون على لسانه كما في الروايات الواردة في صحيح مسلم.
وقلت للشيخ عبدالله وعدة من المدرسين في الجامعة الاِسلامية بالمدينة المنورة: ما تقولون في معنى الروايات الواردة في الجزء السادس من صحيح مسلم في أول الجزء: الناس تبع لقريش والخلافة في قريش (2) ؟
حدثنا أحمد بن عبدالله بن يونس، حدثنا عاصم بن محمد بن زيد عن أبيه قال: قال عبدالله: قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لا يزال هذا الاَمر في قريش ، ما بقي من الناس اثنان (3) ، وكذا رواه في البخاري (4) .
وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن حصين عن جابر بن سمرة قال: دخلت مع أبي على النبي صلى الله عليه وآله فسمعته يقول: إن هذا الاَمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة، قال : ثمّ تكلم بكلام خفي عليّ، قال: فقلت لاَبي: ما قال؟ قال: كلهم من قريش (5) .
وحدثنا ابن أبي عمر، حدثنا سفيان عن عبدالملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول: لا يزال أمر الناس ماضياً ما وليّهم اثنا عشر رجلاً، ثم تكلم النبي صلى الله عليه وآله بكلمة خفيت عليَّ ، فسألت أبي : ماذا قال الرسول صلى الله عليه وآله ؟ فقال: كلهم من قريش. (6) حدثنا هداب بن خالد الاَزدي، حدثنا حماد بن سلمة عن سماك بن حرب قال: سمعت جابر بن سمرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: لا يزال الاِسلام عزيزاً إلى اثني عشر خليفة، ثم قال كلمة لم أفهمها ، فقلت لاَبي: ما قال؟ فقال: كلهم من قريش (7) ، وبمضمونها روايات اُخرى. (8) حدثنا قتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة قالا: حدثنا حاتم عن المهاجر بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال: كتبت إلى جابر بن سمرة مع غلامي نافع أن أخبرني بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله ، قال: فكتب اليَّ:سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله يوم جمعة ، عشية رجم الاَسلمي يقول: لا يزال الدين قائماً حتى تقوم الساعة ، أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة ، كلهم من قريش. (9) قلت للعلماء بعد ذكر الروايات: ما معنى هذه الروايات ؟ وما معنى الرواية الاَولى: لا يزال هذا الاَمر في قريش ما بقي من الناس اثنان؟
إن هذا الباب والروايات لا ينطبق إلا على مذهب الشيعة الجعفرية ، فإنهم يقولون بإمامة علي بن أبي طالب عليه السلام بعد الرسول صلى الله عليه وآله وهو من قريش، ثم بعده ابنه الحسن عليه السلام ، وهو من قريش، ثم بعده ابنه الثاني الحسين عليه السلام ، وهو من قريش، ثم بعده علي بن الحسين عليه السلام ، وهو من قريش، ثم بعده محمد بن علي الباقر عليه السلام ، وهو من قريش، ثم بعده جعفر بن محمد الصادق عليه السلام ، وهو من قريش، ثم بعده موسى بن جعفر عليه السلام ، وهو من قريش، ثم بعده علي بن موسى عليه السلام ، وهو من قريش، ثم بعده محمد بن علي الجواد عليه السلام ، وهو من قريش، ثم بعده علي بن محمد النقي عليه السلام ، وهو من قريش، ثم بعده الحسن العسكري عليه السلام ، وهو من قريش، ثم بعده محمد بن الحسن صاحب الزمان عليه السلام ، وهو من قريش ، وهو الآن حي مرزوق... وهم الاِثنا عشر المعنيون بقول الرسول صلى الله عليه وآله ، وإن كان المراد غير هذا فبيّنوا معنى الروايات الواردة في هذا الباب.
فقال واحد من المدرّسين: الاَول منهم أبو بكر ، الثاني عمر ، الثالث عثمان، الرابع علي بن أبي طالب عليه السلام ، الخامس معاوية ، السادس يزيد بن معاوية.
قلت: يزيد بن معاوية شارب الخمر جهراً، ثم قلت: فمن الباقي الوارد في الرواية ، فما استطاعوا عدّ البقية. (10)
____________
( 1 و 2 ) صحيح مسلم : ج 3 ص 1451 ح 1 ـ 3 .
(3) نفس المصدر : ص 1452 ح 4 .
(4) صحيح البخاري : ج 9 ص 78 (ك الاَحكام ب الاَمراء من قريش) .
(5) صحيح مسلم : ج 3 ص 1452 ح 5 ، بحار الاَنوار : ج 36 ص 266 ح 87 وص 362 ح233.
(6) صحيح مسلم : ج 3 ص 1452 ح 6 .
(7) نفس المصدر : ص 1453 ح 7 .
(8) نفس المصدر : ح 8 و 9 .
(9) نفس المصدر : ح 10 .
(10) مناظرات في الحرمين للبطحائي : ص 27 ـ 30 .
التعلیقات