أدعية عقيب الفرائض
ما يدعو عقيب كل فريضة
منذ 14 سنةالقسم الأول
ما يعمّ الليالي والأيام
روى السيّد ابن طاووس رضي الله عنه عن الصادق والكاظم عليهم السلام ، قالا : تقول في شَهر رمضان مِن أوله إلى آخره بَعد كُلّ فريضة :
اللهُمَّ ارْزُقْنِي حَجَّ بَيْتِك الحَرامِ فِي عامِي هذا وَفِي كُلِّ عامٍ ما أَبْقَيْتَنِي فِي يُسْرٍ مِنْكَ وَعافِيَةٍ وَسَعَةِ رِزْقِ ، وَلا تُخْلِنِي مِنْ تِلْكَ المَواقِفِ الكَرِيِمَةِ ، وَالمَشاهِدِ الشَّرِيفَةِ ، وَزِيارَةِ قَبْرِ نَبِيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، وَفِي جَمِيعِ حَوائِجِ الدُّنْيا وَالآخرةِ فَكُنْ لِي. اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فِيما تَقْضِي وَتُقَدِّرُ مِنَ الاَمْرِ المَحْتُومِ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ مِنَ القَضاء الَّذِي لايُرَدُّ وَلايُبَدَّلُ أَنْ تَكْتُبَنِي مِنْ حُجَّاجِ بَيْتِكَ الحَرامِ المَبْرُورِ حُجُّهُم ، المَشْكُورِ سَعُيُهُم ، المَغْفُورِ ذُنُوبُهُم ، المُكَفَّرِ عَنْهُمْ سَيِّئاتُهُمْ ، وَاجْعَلْ فِيما تَقْضِي وَتُقَدِّرُ أَنْ تُطِيلَ عُمْرِي (١) وَتُوَسِّعَ عَلَيَّ رِزْقِي ، وَتؤَدِّيَ عَنِّي أَمانَتِي وَدَيْنِي ، آمِينَ رَبَّ العالَمِينَ.
وتدعُو عقيب كُلِّ فريضة فتقول :
يا عَلِيُّ يا عَظِيمُ ، يا غَفُورُ يا رَحِيمُ ، أَنْتَ الرَّبُّ العَظِيمُ الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيٌْ وَهُوَ السَمِيعُ البَصِيرُ ، وَهذا شَهْرٌ عَظَّمْتَهُ وَكَرَّمْتَهُ وَشَرَّفْتَهُ وَفَضَّلْتَهُ عَلى الشُهُورِ ، وَهُوَ الشَّهْرُ الَّذِي فَرَضْتَ صِيامَهُ عَلَيَّ ، وَهُوَ شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أَنْزَلْتَ فِيهِ القُرْآنَ هُدىً لِلناسِ وَبَيِناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرْقانِ ، وَجَعَلْتَ فِيهِ لَيْلَةَ القَدْرِ وَجَعَلْتَها خَيْراً مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ، فَيا ذا المَنِّ وَلا يُمَنُّ عَلَيْكَ مُنَّ عَلَيَّ بِفَكَاكِ رَقَبَتِي مِنَ النّارِ فِي مَنْ تَمُنُّ عَلَيْهِ وَأَدْخِلْنِي الجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ (٢).
وروى الكفعمي في المصباح وفي البلد الأمين كما روى الشيخ الشهيد في مجموعته عن النبي صلى الله عليه و آله أنّه قالَ : من دعا بهذا الدعاء في رمضان بعد كُلّ فريضة غفر الله له ذنوبه إلى يوم القيامة :
اللّهُمَّ أَدْخِلْ عَلى أَهْلِ القُبُورِ السُّرُورِ ، اللّهُمَّ أَغْنِ كُلَّ فَقِيرٍ ، اللّهُمَّ اشْبِعْ كُلَّ جائِعٍ ، اللّهُمَّ اكْسُ كُلَّ عُرْيانٍ ، اللّهُمَّ اقْضِ دَيْنَ كُلِّ مَدِينٍ ، اللّهُمَّ فَرِّجْ عَنْْ كُلِّ مَكْروَبٍ ، اللّهُمَّ رُدَّ كُلَّ غَرِيبٍ ، اللّهُمَّ فُكَّ كُلَّ أَسِيرٍ ، اللّهُمَّ أَصْلِحْ كُلَّ فاسِدٍ مِنْ أُمُورِ المُسْلِمِينَ ، اللّهُمَّ اشْفِ كُلَّ مَرِيضٍ ، اللَّهُمَّ سُدَّ فَقْرَنا بِغِناكَ ، اللّهُمَّ غَيِّرْ سُوءَ حالِنا بِحُسْنِ حالِكَ ، اللّهُمَّ اقْضِ عَنّا الدَّيْنَ وَأَغْنِنِا مِنَ الفَقْرِ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍْ قَدِْيرٌ (٣).
وروى الكليني في الكافي عَن أبي بصير ، قال : كان الصادق عليهالسلام يدعو بهذا الدُّعاء في شَهر رمضان :
اللّهُمَّ إِنِّي بِكَ وَمِنْكَ أَطْلُبُ حاجَتِي ، وَمَنْ طَلَبَ حاجَةً إِلى النّاسِ فَإِنِّي لا أَطْلُبُ حاجَتِي إِلاّ مِنْكَ وَحْدَكَ لاشَرِيكَ لَكَ ، وَأَسْأَلُكَ بِفَضْلِكَ وَرِضْوانِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْل بَيْتِهِ ، وَأَنْ تَجْعَلَ لِي فِي عامِي هذا إِلى بَيْتِكَ الحَرامِ سَبِيلا حِجَّةً مَبْرُورَةً مُتَقَبَّلَةً زاكِيَةً خالصةً لَكَ تُقَرُّ بِها عَيْنِي ، وَتَرْفُعُ بِها دَرَجَتِي ، وَتَرْزُقَنِي أَنْ أَغُضَّ بَصَرِي ، وَأَنْ أَحْفَظَ فَرْجِي ، وَأَنْ أَكُفَّ بِها عَنْ جَمِيعِ مَحارِمِكَ حَتَّى لايَكُونَ شَيٌ آثَرَ عِنْدِي مِنْ طاعَتِكَ وَخَشْيَتِكَ ، وَالعَمَلِ بِما أَحْبَبْتَ ، وَالتَّرْكِ لِما كَرِهْتَ وَنَهَيْتَ عَنْهُ ، وَاجْعَلْ ذلِكَ فِي يُسْرٍ وَيَسارٍ وَعافِيَةٍ (4) وَما أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيِّ ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ وَفاتِي قَتْلا فِي سَبِيلِكَ تَحْتَ رايَةِ نَبِيِّكَ مَعَ أَوْلِيائِكَ ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَقْتُلَ بِي أَعْدائكَ وَأَعْداءَ رَسُولِكَ ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تُكْرِمَنِي بِهَوانِ مَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ ، وَلا تُهِنِّي بِكَرامَةِ أَحَدٍ مِنْ أَوْلِيائِكَ. اللّهُمَّ اجْعَلْ لِي مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا ، حَسْبِيَ الله ما شاءَ اللهُ (5).
أقول : هذا الدُّعاء يسمى دعاء الحج ، وقَد رواه السيّد في الإقبال عن الصادق عليه السلام لليالي شهر رمضان بعد المغرب. وقالَ الكفعمي في البلد الأمين يُستحبّ الدعاء به في كُل يوم من رمضان وفي أول ليلة منه ، وأورده المفيد في المقنعة في خصوص اللّيلة الأُولى بعد صلاة المغرب (6).
واعلم أنّ أفضل الأعمال في ليالي شهر رمضان وأيامه هو تلاوة القرآن الكَريم ، وينبغي الاكثار من تلاوته في هذا الشّهر ففيه كانَ نزول القرآن ، وفي الحديث : أن لكل شيء ربيعاً وربيع القرآن هو شهر رمضان (7). ويستحب في سائر الأيام ختم القرآن ختمة واحدة في كل شهر ، وأقل ما روى في ذلك هو ختمه في كلّ ستة أيام ، وأما شهر رمضان فالمسنون فيه ختمه في كلّ ثلاثة أيام ، ويحسن إن يتيسر له أن يختمه ختمة في كُل يَوم (8).
وروى العلّامة المجلسي رضي الله عنه : أنّ بعض الأئمة الأطهار عليهم السلام كانوا يختمون القرآن في هذا الشّهر أربعين ختمة وأكثر من ذلك (9) ، ويضاعف ثواب الختمات إن أُهديت إلى أرواح المعصومين الأربعة عشر عليهم السلام يخصّ كلّ منهم بختمة ، ويظهر من بعض الروايات أن أجر مُهْديها أن يكون معهم في يوم القيامة (10) ، وليكثر المر في هذا الشهر من الدعاء والصلاة والاستغفار ومن قول : لا أِلهَ إِلاّ اللهُ.
وقد رُوي أن زين العابدين عليه السلام كان إذا دخل شهر رمضان لا يتكلم إلاّ بالدعاء والتسبيح والاستغفار والتكبير (11). وليهتم إهتماماً بالغاً بالمأثور من العبادات ونوافل الليالي والأيام.
الهوامش
١ ـ في طاعتك ـ خ ـ.
٢ ـ الاقبال ١ / ٧٩ فصل ١١.
٣ ـ المصباح : ٦١٧ ، والبلدالامين : ٢٢٢.
4 ـ وأضاف في المصدر بين المعقوفين وأوزعني شكر ما أنعمت به عليّ.
5 ـ الكافي ٤ / ٧٤ باب ما يقال في مستقبل شهر رمضان ح ٦.
6 ـ الاقبال ١ / ١٠٤ فصل ١٣ ، والبلد الامين : ٢٢٢ ، والمقنعة : ٣١٤ ، باب ١٠.
7 ـ ثواب الاعمال : ١٠٣ عن الباقر عليهالسلام.
8 ـ انظر الاقبال ١ / ٢٣٢ فصل ١١ عن الصادق عليهالسلام.
9 ـ انظر البحار ٩٨ / ٥.
10 ـ انظر الاقبال ١ / ٢٣١ فصل ٩.
11 ـ الكافي ٤ / ٨٨ ح ٨ من باب أدب الصائم.
مقتبس من كتاب [ مفاتيح الجنان ] / الصفحة : 244 ـ 246
التعلیقات
٣