هل الإنسان مسيّر أمّ مخير مطلقاً أو في بعض الحالات ؟
الجبر والاختيار
منذ 14 سنةهل الإنسان مسيّر أمّ مخير مطلقاً أو في بعض الحالات ؟
السؤال : هل الإنسان مسيّر أم مخير؟
إذا كانت الإجابة أنّ الإنسان يكون في بعض الأحيان مسيّر ، وفي أحيان أُخرى مخير؟
فمتى نفهم أو نعرف أننا يجب أن لا نسعى لأمر ما ؛ لأنّه ليس له فائدة في السعي له؟
فقد تعرّضت لمواقف إنني كنت أسعى للحصول عليها لعدّة سنين ، فلا أجد إلّا عكس ما أريد تماماً ، وبالرغم من عدم يئسي وتفائلي بإرادة اللّه سبحانه ، ودعائي المستمر لحصول هذه الأمور بمعظم ماورد من الأدعية عن آل البيت (عليهم السلام) ، واستمراري بالدعاء ، لكنّي لا أجد ما ابتغيه ، بينما قد يكون هذا الأمر سهلاً يسيراً عند البعض ، ويتحقق لهم من أوّل مرّة يطلبونه ، بينما يكون ذلك الأمر لي مستحيلاً ، بالرغم من حاجتي الشديدة له ، وأنا والحمد للة لا أعترض على حكم اللّه ، بل أحمد ربّي واصلّي ركعتي الشكر للة ، بالرغم من حزني الشديد لعدم تحقيق ما أريد ، لكنّ هناك أُمور كثيرة سيّرة لي أموري من دون أن يكون لي خيار بها .
ارجو من سيادتكم أن تفهموني وتقنعوني بالأمثلة والبراهين ، ولكم منّي جزيل الشكر ، ونسألكم الدعاء؟
إذا كانت الإجابة أنّ الإنسان يكون في بعض الأحيان مسيّر ، وفي أحيان أُخرى مخير؟
فمتى نفهم أو نعرف أننا يجب أن لا نسعى لأمر ما ؛ لأنّه ليس له فائدة في السعي له؟
فقد تعرّضت لمواقف إنني كنت أسعى للحصول عليها لعدّة سنين ، فلا أجد إلّا عكس ما أريد تماماً ، وبالرغم من عدم يئسي وتفائلي بإرادة اللّه سبحانه ، ودعائي المستمر لحصول هذه الأمور بمعظم ماورد من الأدعية عن آل البيت (عليهم السلام) ، واستمراري بالدعاء ، لكنّي لا أجد ما ابتغيه ، بينما قد يكون هذا الأمر سهلاً يسيراً عند البعض ، ويتحقق لهم من أوّل مرّة يطلبونه ، بينما يكون ذلك الأمر لي مستحيلاً ، بالرغم من حاجتي الشديدة له ، وأنا والحمد للة لا أعترض على حكم اللّه ، بل أحمد ربّي واصلّي ركعتي الشكر للة ، بالرغم من حزني الشديد لعدم تحقيق ما أريد ، لكنّ هناك أُمور كثيرة سيّرة لي أموري من دون أن يكون لي خيار بها .
ارجو من سيادتكم أن تفهموني وتقنعوني بالأمثلة والبراهين ، ولكم منّي جزيل الشكر ، ونسألكم الدعاء؟
الجواب : من سماحة السيّد علي الحائري
أفعال الإنسان التي تتعلّق بها التكاليف والأحكام الشرعية أفعال اختيارية تصدر من الإنسان عن إرادة منه واختيار ، والمهمّ في الحياة أن يسعى الإنسان لعبادة ربّه ، ولإعاشة نفسه وعياله عن طريق مشروع ، وأن يؤدّي واجباته ، ويجتنب المحرّمات ، وليس من المهمّ أن تنجح كلّ مشاريع الإنسان ، وأن تؤدّي إلى الفوائد المتوخّاة ، فعسى أن يحبّ الإنسان شيئاً وهو شرّ له ، وعسى أن يكره شيئاً وهو خير له : { وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } {البقرة/216}.
{ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا } {الطلاق/2 ـ 3}.
والحاصل : إنّ على الإنسان مراعاة التقوى في كلّ أفعاله ؛ فإنّ العاقبة للمتقين ، والعاقبة غير منحصره بالحياة الدنيا ، وإيّاكم واليأس من رَوْح اللّه تعالى ؛ فإنّ اليأس من جنود إبليس ، عصمنا اللّه وإيّاكم منه ، وعليكم بالإكثار من الصلاة ، وتلاوة القرآن ، فالصلاة خير ما يُستعان به ، والقرآن شفاء من كلّ داء بإذن اللّه تعالى.
التعلیقات