حول الرؤيا ومدى صحّتها ؟
السيّد علي الحائري
منذ 14 سنةالسؤال :
أمّا بعد يا شيخي الفاضل نظراً لثقتي بشخصك الكريم بعد الله أكتب رسالتي وكلّي أمل في أنّ أحصل على حلّ لمشكلتي أنا.
يا شيخ أعاني من صعوبة في الوصول إلى المرجع الذي اتبعه ألا وهو السيستاني ، وهذا يؤدّي إلى افتقادي إلى التوجيه الصحيح في الدين وبالتالي كلّما تواجهني أيّ مشكلة الوسواس يلعب في عقلي فخذ يا شيخ المشكلة التي أعاني منها الآن إنّي في أحد الأيّام وأنا جالس مع أختي وكان عندها كتاب لتفسير الأحلام لابن سيرين فقلت لها : إنّي حلمت بأنّي سوف أصبح غنيّاً ، فأخذت تقرأ عن تفسير الحلم عن الغنى في كتاب ابن سيرين ، وقالت : هذا يدلّ على الفقر ، وأنّك سوف تصبح فقيراً.
فقلت لها : ابن سيرين أوّل مرّة اسمع فيه ؟
فقالت : هو أحد تلامذة الإمام الصادق عليه السلام.
فقلت : يا شيخ إنّ الأرزاق بيد الله فكيف ابن سيرين يحكم بالأرزاق ؟ ما هذا التناقض حتّى أنّي قمت أشكّ في ديني ، وإن كان كلام أختي صحيحاً ؟ فما الحلّ يا شيخ ؟ أرجو منك أن توجّهني يا شيخ ، فأنا أفتقد التوجيه ؟
الجواب :
الحلّ يا أخي العزيز هو ما أشرت إليه أنت بنفسك ، وهو أنّ تثق بعدم وجود أيّ مشكلة لديك سوى الوسواس الذي يلعب في عقلك على حدّ تعبيرك فأيّ مشكلة هذه ؟ هل الرؤيا حجّة ؟ طبعاً لا ، سَل جميع الفقهاء في ذلك فسوف لا تحصل على واحد منهم يُفتي بأنّ الرؤيا حجّة ، فكيف يجوز لك أن تعتمد على مثل هذه الأحلام وترتّب عليها الأثر وتصبح شاكّاً في دينك وفي عقيدتك ؟
إنّ الأرزاق بيد الله تبارك وتعالى وعليك أن تتوكّل على الله وتعتمد عليه وتثق به فلا ابن سيرين ، ولا مَن هو أكبر من ابن سيرين يمكنه أن يتحكّم في الأرزاق بغير إذن الله تبارك و تعالى ولا أحد يعلم الغيب إلّا الله تبارك وتعالى ، ومَن علّمه الله علم الغيب ، وهم الأئمّة عليهم السلام ، والأئمّة عليهم السلام لم يُخبروا عن أنّك سوف تصبح فقيراً ـ والعياذ بالله ـ ، فكن واثقاً بالله ومتوكّلاً عليه ، ولا يكن همّك سوى أن تعمل بواجباتك وتكاليفك التي فرضها الله عليك من الصلاة والصوم والزكاة والخمس والحجّ وغيرها ، وفقنا الله وإيّاكم لما يحبّ ويرضى ، والسلام عليكم.
التعلیقات