هل هذا الكلام صحيح : كلّ إنسان يذهب إلى النار حتّى إذا كان مؤمناً ؟
السيّد جعفر علم الهدى
منذ 14 سنةالسؤال :
هل هذا الكلام صحيح : كلّ إنسان يذهب إلى النار حتّى إذا كان مؤمناً ؟
الجواب :
قال الله تعالی : ( وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا ) (1).
وليس معنى الورود أن يقع في النار ويذوق حرّها ويعذّب بها ، بل هناك جسر على جهنّم يسمّى بالصراط ، فيمرّ كلّ الناس على ذلك الجسر ، وإذا كان مستحقّاً للعذاب يسقط في النار ويذوق حرّها ويعذّب بالنار.
وفي رواية عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : « يرد الناس النار ثمّ يصدرون بأعمالهم فأوّلهم كلمع البرق ، ثمّ كمرّ الرّيح ، ثمّ كحضر الفرس ، ثمّ كالراكب ، ثمّ كشدّ الرجل ، ثمّ كمشيه ». (2)
وعنه صلّى الله عليه وآله وسلّم : « تقول النار للمؤمن يوم القيامة جُز يا مؤمن فقد أطفأ نورك لهبي ». (3)
وفي الحديث عن الصادق عليه السلام : « النّاس يمرّون على الصّراط طبقات والصّراط أدقّ من الشّعر ومن حدّ السيف ، فمنهم مَن يمرّ مثل البرق ، ومنهم مَن يمرّ مثل عدو الفرس ، ومنهم مَن يمرّ حبواً ، ومنهم مَن يمرّ مشياً ، ومنهم مَن يمرّ متعلّقاً قد تأخذ النار منه شيئاً وتترك شيئاً ». (4)
قال المجلسي في بحار الأنوار : « اعتقادنا في الصراط أنّه حقّ ، وأنّه جسر جهنّم ، وأنّ عليه ممرُّ جميع الخلق. قال الله عزّ وجلّ : ( وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا ).
والصراط في وجه آخر اسم حجج الله فمَن عرفهم في الدنيا وأطاعهم أعطاه الله جوازاً على الصراط الذي هو جسر جهنّم يوم القيامة ». (5)
وفي الحديث عن الصادق عليه السلام ، عن آبائه ، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : « أثبتكم قدماً على الصّراط أشدُّكم حبّاً لأهل بيتي ». (6)
وعلى كلّ حال فلا تنافي بين هذه الآية وقوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَىٰ أُولَـٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ ) (7) ، إذ ليس معنى الورود هو الدخول بل يصدق على المرور والتجاوز ولو على جسر.
وفي حديث عن الصادق عليه السلام في قوله ( وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ) قال : « أما تسمع الرجل يقول : وردنا ماء بني فلان ؟ فهو الورود ولم يدخله ». (8)
الهوامش
1. مريم : 71 ـ 72.
2. بحار الأنوار / المجلّد : 8 / الصفحة : 249 / الناشر : مؤسّسة الوفاء ـ بيروت / الطبعة : 2.
3. المعجم الكبير / المجلّد : 22 / الصفحة : 259 / الناشر : مكتبة ابن تيمية ـ القاهرة.
4. بحار الأنوار / المجلّد : 8 / الصفحة : 64 ـ 65 / الناشر : مؤسّسة الوفاء ـ بيروت / الطبعة : 2.
5. بحار الأنوار / المجلّد : 8 / الصفحة : 70 / الناشر : مؤسّسة الوفاء ـ بيروت / البطعة : 2.
6. بحار الأنوار / المجلّد : 8 / الصفحة : 69 / الناشر : مؤسّسة الوفاء ـ بيروت / الطبعة : 2.
7. الأنبياء : 101.
8. بحار الأنوار / المجلّد : 8 / الصفحة : 292 / الناشر : مؤسّسة الوفاء ـ بيروت / الطبعة : 2.
التعلیقات