أين كانت الشيعة أبّان حكم الخلفاء الثلاثة؟
الشيعة
منذ 13 سنةأين كانت الشيعة أبّان حكم الخلفاء الثلاثة؟
السؤال : لدي اشكال بسيط ، أتمنّى أن أجد حلاّ
أين كانت شيعة علي (رضي الله عنه و أرضاه) خلال فترة حكم الخلفاء الثلاثة (رضوان الله عليهم)؟
و لماذا لم يظهروا إلاّ في معركة الجمل التي تلت استشهاد ذي النورين (رضي الله عنه)؟
و ماذا كانوا يتّبعون قبل تولّي علي الخلافة؟
الاحتجاج بالأدلّة العقلية ، وبعيداً عن كتب الأحاديث ؛ لأنّي جاهل بعلم الحديث.
أين كانت شيعة علي (رضي الله عنه و أرضاه) خلال فترة حكم الخلفاء الثلاثة (رضوان الله عليهم)؟
و لماذا لم يظهروا إلاّ في معركة الجمل التي تلت استشهاد ذي النورين (رضي الله عنه)؟
و ماذا كانوا يتّبعون قبل تولّي علي الخلافة؟
الاحتجاج بالأدلّة العقلية ، وبعيداً عن كتب الأحاديث ؛ لأنّي جاهل بعلم الحديث.
الجواب : سماحة السيّد جعفر علم الهدى
شيعة علي (عليه السلام) كانوا في زمان الخلفاء الثلاثة في المدينة المنوّرة ، ومنتشرين في القبائل والقرى المحيطة بها ، وقدكان الكثير من الصحابة يعتقدون بولاية علي (عليه السلام) وخلافته ، بل بايعوا عليّاً (عليه السلام) في غدير خمّ بالخلافة بأمر النبيّ (صلّى الله عليه وآله) ، لكن بعد وفاة النبيّ (صلّى الله عليه وآله) سارع بعض المهاجرين والأنصار لتعيين الخليفة ، وتركوا جنازة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، واجتمعوا في السقيفة (سقيفة بني ساعدة) ، وتنازعوا وتشاجروا ، وكان الأنصار مصّرين على أن يكون الخليفة منهم ، وقال المهاجرون : بأنّهم هم الأحقّ والأولى بالخلافة ، واستفادوا من الخلاف الموجود بين الأنصار ، فبايع عمر بن الخطّاب وأبو عبيدة الجرّاح مع أبي بكر ، وعيّنوه خليفة ، واضطرّ بعض الأنصار أن يبايع ، ولكنّ البعض الآخر لم يبايع ، ثمّ خرجوا من السقيفة شاهرين السلاح يأمرون كلّ مَن يلقاهم بالبيعة مع أبي بكر ، فبايعه أكثر أهل المدينة ، لا لأجل أّنّهم كانوا راضين بخلافته ، بل للخوف ، ولأجل أنّهم فوجئوا ببيعة الآخرون .
وبما أنّ عليّاً (عليه السلام) كان مشغولاً بتجهيز النبيّ (صلّى الله عليه وآله) ، ولم يتواجد في السقيفة ، فتخيّل أكثر الصحابة أنّ عليّاً (عليه السلام) تنازل عن الخلافة ، ورضي بخلافة أبي بكر ، لكنّ الإمام (عليه السلام) أعلن بعد ذلك رفضه وسخطه ، وقامت سيّدة النساء الزهراء (سلام الله عليها) بثورة عظيمة ضدّ الغاصبين ، وخطبت الخطب المتعددة ، وأعلنت للناس أنّ عليّاً (عليه السلام) هو الخليفة والإمام بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، وذكرّتهم بالبيعة لعليّ (عليه السلام) في غدير خمّ ، واحتجّ الكثير من المهاجرين والأنصار على غصب الخلافة ، وخطبوا في المسجد ، وطلبوا من أبي بكر أن يعطي الخلافة لأهلها ، وكان عليّ (عليه السلام) يدور علي بيوت المهاجرين والأنصار ، ويطلب منهم النصرة للقيام بوجه الغاصبين ، لكنّ القوم اعتذروا بأنّهم قد بايعوا أبا بكر ، ولو كان عليّ (عليه السلام) يطلب الخلافة ، لكانوا يبايعونه ، ولكّنه اشتغل بتجهيز النبيّ (صلّى الله عليه وآله) ، ولم يتصدّى لطلب الخلافة ، فبايعوا أبا بكر .
ثمّ إنّ كثيراً من الصحابة كانوا خارج المدينة في قبائلهم وعشائرهم ، ولمّا فوجئوا بخلافة أبي بكر أذعن بعضهم وبايع باعتقاد أنّ عليّاً (عليه السلام) تنازل عن الخلافة ، أو لأغراض دنيوّية ، واعترض البعض الآخر ولم يبايع ، فقتل الكثير منهم بتهمة الارتداد عن الدين مثل مالك بن نويّرة وقبيلته .
والحاصل : إنّ الجميع كانوا يعلمون ويعرفون حقّ المعرفة أنّ عليّاً (عليه السلام) كان أحقّ بالخلافة ، ولكنّ الأحقاد الكامنة في الصدور حالت بينهم وبين الاذعان بخلافته ، كما صرّحت بذلك فاطمة الزهراء (عليها السلام) في خطبتها : « وما نقموا من أبي الحسن ، نقموا والله منه نكير سيفه ، وقلّة مبالاته لحتفه ، وشدّة وطأته ، ونكال وقعته ، وتنمّره في ذات الله عزّ وجلّ ».
التعلیقات