من بايع زيداً من المحدثين والفقهاء
ثورة زيد
منذ 13 سنةبحوث في الملل والنحل لأية الله الشيخ جعفر السبحاني ، ج 7 ، ص 296 ـ 300
________________________________________(296)
من بايع زيداً من المحدثين والفقهاء :قد عرفت أنّه بايعه وجوه أهل الكوفة كما بايعه أهل المدائن والبصرة وواسط والموصل وخراسان والري وجرجان (2)ولكن نركز على أسماء أهل العلم ونقلة الآثار الذين أتى بأسمائهم أبو الفرج الاَصفهاني في كتاب «مقاتل الطالبيين» فإنّ في التعرف عليهم تأثيراً للتعرّف على مكانة زيد في قلوب الفقهاء والمحدثين وأهل العلم في ذلك الزمان، وأنّ الرجل ما لم تكن فيه مكانة كبرى في قلوب الناس لما بايعه نظراء أبي حنيفة والاَعمش وابن أبي ليلى وغيرهم.
1 ـ منصور بن المعتمر :
عدّه الرجاليون من أصحاب الاِمام الباقر والصادق _ عليهما السلام _ (3)كان يدعو إلى الخروج مع زيد بن علي، أبطأ منصور عن زيد لما بعثه يدعو إليه، فقتل زيد ومنصور غائب عنه، فصام سنة يرجو أن يكفر ذلك عن تأخره، ثم خرج بعد ذلك مع عبد اللّه بن معاوية بن عبد اللّه بن جعفر (4)
________________________________________
(1) أبو الفرج الاَصفهاني: مقاتل الطالبيين: 91 ـ 92.
(2) ابن مهنا: عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب: 256، وقد عرفت كلام أبي الفرج في مقاتل الطالبيين.
(3) تنقيح المقال: 3|250، نقله عن الشيخ الطوسي.
(4) ذكر خروجه (عبد اللّه بن معاوية) أبو الفرج في مقاتل الطالبيين111 ـ 116.
________________________________________
(297)
2 ـ نعمان بن ثابت (أبو حنيفة) :روى أبو الفرج عن الفضل بن الزبير، قال: قال أبو حنيفة من يأتي زيداً في هذا الشأن من فقهاء الناس؟ قال: قلت: سلمة بن كهيل، ويزيد بن أبي زياد، وهارون بن سعد، وهشام بن البريد وأبو هاشم الرماني، والحجاج بن دينار وغيرهم، فقال لي: قل لزيد: لك عندي معونة وقوة على جهاد عدوك فاستعن بها أنت وأصحابك في الكراع والسلاح، ثم بعث ذلك معي إلى زيد فأخذه زيد.
3 ـ سليمان بن مهران (الاَعمش) :
أحد أعلام الشيعة بالكوفة، وقد جاء عثمان بن عمير أبو اليقظان الفقيه فجلس إلى الاَعمش فقال: أخلنا فإنّ لنا إليك حاجة، فقال: وماخطبكم؟ هذا شريك وهذا عمرو بن سعيد، أذكر حاجتك فقال: أرسلني إليك زيد بن علي أدعوك إلى نصرته والجهاد معه وهو من عرفت. قال: أجل ما أعرفني بفضله إقرياه مني السلام وقولا له: يقول لك الاَعمش: لست أثق لك ـ جعلت فداك ـ بالناس ولو أنّا وجدنا لك ثلاثمائة رجل أثق بهم، لغيّرنا لك جوانبها.
4 ـ محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الاَنصاري :
كان من أصحاب الرأي تولى قضاء الكوفة وأقام حاكماً ثلاث وثلاثين سنة ولي لبني أُمية، ثم لبني العباس ومات على القضاء في سنة 148 هـ وله 74 سنة، نقل أبو الفرج عن أحمد بن محمد بن عمران بن أبي ليلى، قال: حدثني أبي، قال: كان محمد بن أبي ليلى ومنصور بن المعتمر بايعا زيد بن علي. قال: وبعث يوسف ابن عمر إلى الناس فأخذ عليهم أبواب المسجد فحال بينه وبينهم.
________________________________________
(298)
5 ـ هلال بن حباب: كان عالماً فاضلاً راوياً تولى قضاء المدائن ومات بها. قال أبو الفرج: كتب زيد بن علي إلى هلال بن حباب وهو يومئذ قاضي المدائن فأجابه وبايع له.
6 ـ زبيد بن الحارث اليامي:
ينتهي نسبه إلى يام، بطن من همدان، كان من الشيعة المحدثين في الكوفة ومن التابعين، روى أبو الفرج عن سالم بن أبي الحديد، قال: أرسلني زيد بن علي إلى زبيد اليامي أدعوه إلى الجهاد معه.
7 ـ يزيد بن أبي زياد القرشي الهاشمي :
كان هاشمياً ولاءً لا نسباً، أحد أعلام الشيعة بالكوفة مات سنة مائة وسبع وثلاثين، روى أبو الفرج عن عبدة بن كثير السراج الجرمي، قال: قدم يزيد بن أبي زياد مولى بنى هاشم صاحب عبد الرحمن بن أبي ليلى الرقّة يدعو الناس إلى بيعة زيد بن علي، وكان من دعاة زيد بن علي، وأجابه الناس من أهل الرقّة، وكنت فيمن أجابه.
8 ـ قيس بن ربيع الاَسدي :
كان من فقهاء الكوفة ولكثرة أحاديثه وسماعه الحديث قيل له الحوال، قال أبو الوليد: كتبت عن قيس ستة آلاف حديث توفى بالكوفة سنة مائة وثمان وستين. روى أبو الفرج أنّ أبا حصين قال لقيس بن الربيع: ياقيس، قال: لبيك. قال: لا لبيك ولا سعديك، لتبايعن رجلاً من ولد رسول اللّه _ صلى الله عليه وآله وسلم _ ثم تخذله، وذلك أنّه بلغه بايع زيد بن علي رضوان اللّه عليه.
________________________________________
(299)
9 ـ سلمة بن كهيل :
عدّه الشيخ في رجاله من أصحاب علي بن الحسين والباقر والصادق ـ عليهم السلام ـ ويظهر من الروايات انحرافه عن الاِمام الباقر، روى الكليني عن الاِمام الباقر _ عليه السلام _ أنّه قال لسلمة بن كهيل والحكم بن عتيبة: «شرّقا وغرّبا فلا تجدان علماً صحيحاً إلاّ شيئاً خرج من عندنا» (1)
روى الكشي أنّه دخل سلمة بن كهيل ومعه جماعة على أبي جعفر وعنده أخوه زيد فقالوا لاَبي جعفر _ عليه السلام _: نتولّـى علياً وحسناً وحسيناً ونتبّرأ من أعدائهم؟ قال: نعم، قالوا: فنتولى أبا بكر وعمر ونتبرّأ من أعدائهم؟فالتفت إليهم زيد بن علي وقال لهم: أتتبرّوَن من فاطمة، بترتم أمرنا بتركم اللّه. فيومئذ سمّوا البترية (2).
10 ـ هارون بن سعد العجلي :
ويقال له الجعفي الفقيه كان من حملة الآثار في الكوفة وقد عدّه أبو الفرج من المبايعين كما عرفت.
11 ـ أبو هاشم الرماني :
اسمه يحيى بن دينار من الفقهاء التابعين.
12 ـ الحجاج بن دينار :
كثير الرواية كان من فقهاء التابعين.
________________________________________
(1) الكليني: الكافي: 1|392.
(2) الكشي: الرجال: 236.
________________________________________
(300)
13 ـ سفيان الثوري: نسبه إلى ثور بن عبد مناة سمّي بذلك لاَنّه نزل جبل ثور الذي به الغار، كان من أعيان فقهاء الكوفة ورواة الحديث استقضاه المهدي على الكوفة فامتنع وتولاه شريك بن عبد اللّه النخعي فقال الشاعر:
تحـرز سفيان وفاز بدينه * وأمسى شريك مرصداً للدراهم
مات في البصرة عام 161 هـ وله 66 سنة وكان مختفياً من السلطان بايع زيداً على الخروج ولما بلغه قتل زيد. قال: لقد بذل مهجته لربّه وقام بالحقّ لخالقه ولحق بالشهداء المرزوقين.14 ـ مسعر بن كدام الفدكي :
يعد من مشاهير رواة الحديث في الكوفة من بني صعصعة يبسط له في المسجد الاَعظم ليجلس عليه ويحدث، طلبه المنصور للقضاء فأبى ومات سنة 152 هـ ولم يتول شيئاً من ذلك.
هوَلاء هم الذين ذكرهم أبو الفرج في مقاتل الطالبيين إلا الاَخير (1)وهناك شخصيات أُخرى بايعوه ولم يذكرهم بل جاءت في مصادر أُخرى، فمن أراد التفصيل فليرجع إليها. (2)
________________________________________
(1) أبو الفرج الاَصفهاني: مقاتل الطالبيين: 98 ـ 101، ط النجف.
(2) لاحظ الروض النضير: ج1|111؛ حميد بن أحمد المحلي: الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية: 1|144، السيد عبد الرزاق الموسوي المقرم: زيد الشهيد: 120 ـ 123.
التعلیقات