ثورة محمد بن إبراهيم طباطبا
الثائرون بعد زيد
منذ 13 سنةبحوث في الملل والنحل لأية الله الشيخ جعفر السبحاني ، ج 7 ، ص 363 ـ 365
________________________________________
(363)
أصحاب الانتفاضة
7
محمد بن إبراهيم طباطبا
(173 ـ 199 هـ)
هو محمد بن إبراهيم (طباطبا) بن إسماعيل بن علي الغمر بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (1)
قال صاحب المجدي: أمّا إبراهيم بن إسماعيل بن الغمر فهو طباطبا ولقب بذلك لاَنّه أراد أن يقول قبا فقال طبا، لردّة في لسانه، وكان له خطر وتقدم وأبرزَ صفحتَه ودعا إلى الرضا من آل محمد. فولد إبراهيم بن إسماعيل بن الغمر ثلاثة عشر ولداً، منهم: بنتان وهما: لبابة وفاطمة، والذكور: جعفر، وإبراهيم، وإسماعيل، وموسى، وهارون، وعلي، وعبداللّه، ومحمد.
هذا هو الوالد وأمّا الولد أي محمد، يقول في حقّه: «إنّه صاحب أبي السرايا يكنّى أبا عبد اللّه، خرج بالكوفة فجأة وانقرض ولده غير انّ رجلاً منهم يقال له محمد بن الحسين بن جعفر بن محمد هذا، صاحب أبي السرايا خرج إلى بلاد الحبشة فما نعرف له خبراً (2)
________________________________________
(1) سيوافيك في الفصل القادم أنّ الاِمام يحيى موَسس الدولة الزيدية في اليمن عام 284 من أحفاد إبراهيم إذ نسبه: يحيى بن الحسين، بن القاسم بن إبراهيم طبا طبا.
(2) النسابة العلوي العمري: المجدي: 72.
________________________________________
(364)
وقال ابن عنبة: ومن ولد إبراهيم طباطبا أيضاً محمد بن إبراهيم ويكنى أبا عبد اللّه أحد أئمة الزيدية، خرج بالكوفة داعياً إلى الرضا من آل محمد، وخرج معه أبو السرايا (السري بن منصور) الشيباني في أيام المنصور، فغلب على الكوفة ودعا بالآفاق ولقّب بأمير الموَمنين وعظم أمره ثم مات فجأة، وانقرض عقبه، وكان من ولده محمد بن الحسين بن جعفر بن محمد هذا، خرج إلى الحبشة فما يعرف له خبر. وفي بعض النسخ مات 199هـ وقيل: سمّاه أبو السرايا سماً ومات منه واللّه أعلم (1).
وقال الطبري في حوادث سنة 199هـ: وفيها خرج بالكوفة محمد بن إبراهيم ابن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب يوم الخميس لعشر خلون من جمادي الآخرة يدعو إلى الرضا من آل محمد والعمل بالكتاب والسنّة وهو الذي يقال له ابن طباطبا وكان القيم بأمره في الحرب وتدبيرها وقيادة جيوشه أبا السرايا واسمه السري بن منصور (2)
وبما أنّ أبا السرايا جاء اسمه في ذكر لفيف من الثائرين، نذكر عنه شيئاً.
يقول خير الدين الزركليّ: السري بن منصور الشيباني ثائر شجاع من الاَُمراء العصاميين فجمع عصابة كان يقطع بها الطريق، ثم لحق بيزيد بن مزيد الشيباني بأرمينيا ومعه ثلاثون فارساً فجعله في القواد فاشتهرت شجاعته، ولما نشبت فتنة الاَمين والمأمون انتقل إلى عسكر هرثمة بن أعين وسار معه نحو ألفي مقاتل وخوطب بالاَمير، ولما قتل الاَمين نقص هرثمة من أرزاقه وأرزاق أصحابه فخرج في نحو مائتي فارس فحصر عامل عين التمر وأخذ ما معه من المال ففرّقه في أصحابه، ثم استولى على الاَنبار وذهب إلى الرقة وقد كثر جمعه فلقيه بهما ابن
________________________________________
(1) ابن عنبة: عمدة الطالب: 172.
(2) الطبري: التاريخ: 7|117.
________________________________________
(365)
طباطبا العلوي (محمد بن إبراهيم) وكان قد خرج على بني العباس، فبايعه أبو السرايا وتولّـى قيادة جنده، واستوليا على الكوفة، فضرب بها أبو السرايا الدرهم، وسيّر الجيوش إلى البصرة ونواحيها، وعمل على ضبط بغداد، وامتلك المدائن وواسطاً، واستفحل أمره، وأرسل العمال والاَُمراء إلى اليمن والحجاز وواسط والاَهواز، وتوالت عليه جيوش العباسيين فلم تضعضعه إلى أن قتله الحسن بن سهل وبعث برأسه إلى المأمون ونصبت جثته على جسر بغداد (1)
وقد فصل أبو الفرج الكلام حول خروج أبو السرايا ولقائه مع محمد بن إبراهيم يرجع ملخصه إلى ما ذكره خير الدين، ولذلك اقتصرنا عليه (2)
و ليعلم أنّ القاسم الرسّي الذي يعتبر الاِمام الثاني للزيدية من فريق الاَئمة المجتهدين هو أخو محمد بن إبراهيم، كما أنّ الاِمام الهادي الذي أسس دولة فيها هو حفيد القاسم الرسّي، فالكل من أغصان الشجرة الطيبة العلوية.
* * *
________________________________________
(1) خير الدين الزركلــي: الاَعلام: 3|82 نقلاً عن البداية والنهاية: 10|244 ومقاتل الطالبيين: 338، والطبري: التاريخ: 10|227.
(2) انظر: أبو الفرج الاَصفهاني، مقاتل الطالبيين: 518 ـ 536.تحقيق سيد أحمد صقر.
التعلیقات