الناصر للحقّ، الاَطروش أبو محمد الحسن بن علي
أعلام الزيدية
منذ 13 سنةبحوث في الملل والنحل لأية الله الشيخ جعفر السبحاني ، ج 7 ، ص 399 ـ 401
________________________________________
(399)
4
الناصر للحقّ، الاَطروش أبو محمد الحسن بن علي
(230 ـ 304هـ)
هو أبو محمد الحسن بن علي بن الحسن، بن علي بن عمر الاَشرف بن علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب _ عليهم السلام _ .
أحد الاَئمة الزيديين، موَسس دولتها في طبرستان، صاحب التآليف والتصانيف، وقد كان مع محمد بن زيد إلى أن قتل محمد بجرجان فجرّه القضاء إلى بلاد الديلم وهم كفار فأسلموا على يديه، وظهروا وذلك سنة 287هـ بعد ظهور الهادي في اليمن بسبع سنين (1) واستنقذهم من الضيم وبقي على هذه الحالة يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر إلى أن استولى على أهلها سنة 301هـ.
ذكره حسام الدين المحلي وحكى طرفاً من مناقبه فقال: وحكي أنّه ـ عليه السلام ـ حضر لغذاء بعض الاَشراف فلما سمع البكاء من داره، قال: هذا الميت الذي يبكى عليه مات حتف أنفه على فراشه وبين أهله وعشيرته، وإنّما الاَسف على أُولئك النفوس الطاهرة التي قتلت تحت أديم السماء، وفرّق بين الاَجساد والروَوس، وعلى الذين قتلوا في الحبوس وفي القيود والكبول.
وله تآليف نذكرها:
1 ـ كتاب «البساط» 2 ـ كتاب في التفسير احتج فيه بألف بيت من الشعر
________________________________________
(1) التقدير بالسبع باعتبار القيام الاَوّل، لاَنّه قام أوّلاً سنة 280 هـ ولم يكن ناجحاً، وقام ثانياً عام 283 هـ.
________________________________________
(400)
3 ـ كتاب «الحجـاج الواضحـة»، وفيه دلائـل حسنة على إمامة أمير الموَمنين. 4ـ كتاب «الاَمالي»، إلى غير ذلك مما يبلغ إلى أربعة عشر كتاباً واسع وأُلِّفَ في فقهه كتاب «الحاصر لفقه الناصر» للسيد الموَيد باللّه، وكتاب «الناظم» للسيد أبي طالب، وكتاب «الموجز» للشيخ أبي القاسم البستي، وكتاب «الاِبانة» للشيخ العالم أبي جعفر محمد بن يعقوب الهوسمي، (هذه الكتب الاَربعة أُلفت في فقه الناصر وجميع أهل الجبل من الزيدية كلهم على مذهبه في الفروع) توفي ليلة الجمعة لخمس بقين من شعبان سنة 304هـ وله أربع وسبعون سنة. ومن أحسن شعره قصيدة أوّلها:
أناف على السبعين ذا الحول رابع * ولابـد لي إلاّ إلى اللّه راجــع
وصرت تقومنــي العصــا * أدبّ كأنّي كلما قمت راكــع (1)
وكانت مدّة ظهوره بـ «آمل» ثلاث سنين وأشهراً ودفن فيها ومشهده هناك معروف. وعلى ضوء ذلك فلو كانت إمامته مختصة بهذه السنين الاَخيرة فلا يكون في وقت واحد إمامان. ولكن المعروف أنّه دعا إلى نفسه قبل ذلك كما عرفت حيث دخل بلاد ديلم عام 287هـ داعياً إلى نفسه.
قال مجد الدين الموَيدي: وكان يرد بين الصفين متقلداً مصحفه وسيفه، ويقول: أنا ابن رسول اللّه وهذا كتاب اللّه، فمن أجاب إلى هذا وإلاّ فهذا. قال محمد بن جرير الطبري في تاريخه، ولم ير الناس مثل عدل الاَطروش وحسن سيرته وإقامته الحقّ. وقال ابن حزم: كان الاَطروش، فاضلاً حسن المذهب، عدلاً في أحكامه، ولى طبرستان...
________________________________________
(1) حسام الدين المحلي: الحدائق الوردية: 2|28 ـ 40. والتحف شرح الزلف: 70 ـ 73.
________________________________________
(401)
وقال الاِمام أبو طالب: وكان يحث الناس على نصرة الهادي يحيى بن الحسين (1) ويقول من يمكنه أن ينصره وقرب منه فنصرته واجبة عليه. ومن تمكن من نصرتي وقرب مني فلينصرني. كان طويل القامة يضرب إلى الاَُدمة، به طرش من ضربة.
أولاده:
أبو الحسن الاَديب الشاعر، وأبو القاسم جعفر وأبي الحسين أحمد وقد أشار، موَلف التحف إلى تعاصر الاِمامين: الهادي والناصر في قطرين بقوله:
وعاصره في الجيـل أفضـل قائـم * وأبسل من يدعى إذا انحاز هالع (2)
* * *
________________________________________
(1) في المصدر الحسن وهو مصحف الحسين.
(2) الموَيدي: التحف شرح الزلف: 70 ـ 73.الهالع: الجبان
التعلیقات
٢