أبو سعيد نشوان بن سعيد الحميري
أعلام الزيدية
منذ 13 سنةبحوث في الملل والنحل لأية الله الشيخ جعفر السبحاني ، ج 7 ، ص 408 ـ 410
________________________________________(408)
9أبو سعيد نشوان بن سعيد الحميري (... ـ 573هـ)
كان أوحد أهل عصره، وأعلم أهل زمانه في اللغة والنحو والاِنسان والتواريخ وسائر ما يتصل بفنون الاَدب، شاعراً، كاتباً خطيباً مفوها. وكانت له في الفرائض اليد الطولى.
قال السيوطي: الفقيه العلاّمة المعتزلي النحوي اللغوي، كذا ذكره الخزرجي، وقال: كان أوحد أهل عصره، وأعلم أهل دهره، فقيهاً نبيلاً، عالماً متفنّناً، عارفاً بالنحو واللغة والاَُصول والفروع والاَنساب والتواريخ وسائر فنون الاَدب، شاعراً فصيحاً بليغاً مفوهاً.
صنف: شمس العلوم في اللغة، ثمانية أجزاء.
قال في البلغة: سلك فيها مسلكاً غريباً، يذكر الكلمة من اللغة، فإن كان لها نفع من جهة الطلب ذكره، فاختصره ولده في جزأين وسمّاه «ضياء الحلوم».
وقال ياقوت: استولى نشوان على تلاع وحصون وقدّمه أهل جبل صَبِـر، حتى صار ملكاً.
وقال غيره: مات بعد عصر يوم الجمعة رابع عشر ذي الحجّة سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة (1)
وكان نشوان ذا نفس وثّابة، طموحة إلى المعالي، لاترضى إلاّ بالوصول إلى قمة المجد والجمع بين شرف العلم وشرف الملك.
________________________________________
(1) بغية الوعاة: 2|312 برقم 2057.
________________________________________
(409)
موَلفاته: 1 ـ شمس العلوم ودواء كلام العرب من العلوم، وهـو من كتب الاَدب الهامة ألّفه في ثمانية أجزاء ورتبه على حروف المعجم، وهو أشبه بدائرة المعارف الرائجة في عصرنا، وقد اختصر هذا الكتاب ابنه في جزأين وسمّاه «ضياء الحلوم» كما مرّ وقد نشرت منتخبات منه في أخبار اليمن بعناية عظيم الدين أحمد مطبوعة في مطبعة بريد في مدينة ليدن في سنة 1916م.
2 ـ القصيـدة الحميريـة أو النشوانية، وهي خلاصــة السيرة لملوك حمير، والاِذواء والاِقبال، مطلعها.
الاَمر جـد وهـو غـير مزاح * فاعمل لنفسك صالحاً ياصاح
3 ـ كتاب القوافي
4 ـ التبيان في تفسير القرآن
5 ـ أحكام صنعاء وزبيد
6 ـ ارجوزة في الشهور الرومية
7 ـ رسالة على التصريف
آخرها رسالة «الحور العين وتنبيه السامعين».وقد طبعت عام 1367هـ بتحقيق كمال مصطفى وذكر ترجمة الموَلف في أوّله شكر اللّه مساعيه. وقدّم له المحقق محمد زاهد الكوثري. ومن قرأ الكتاب يقف على أنّه كان زيدياً، ومع ذلك ربما لا يصرح بمذهبه.
ومن ذلك ما يذكره في باب الاِمامة عدّة نظريات، منها: نظرية إبراهيم بن سيار النظام، وهي إمامة أكرم الخلق وخيرهم عند اللّه، فمن كان أتقى الناس للّه،
________________________________________
(410)
وأكرمهم عند اللّه، وأعلمهم باللّه، وأعملهم بطاعته، كان أولاهم بالاِمامة، والقيام في خلقه، كائناً من كان منهم، عربياً كان أو أعجمياً، ثم يقول: قال مصنف الكتاب: وهذا المذهب الذي ذهب إليه النظام هو أقرب الوجوه إلى العدل وأبعدها عن المحاباة (1).ومن المعلوم أنّ الضابط الذي أعطاه النظام وقبله الموَلف لا ينطبق إلاّ على علي _ عليه السلام _، مع ذلك لم يصرّح الموَلف بالاسم.
وقد خص فصلاً لفضل زيد (2)وذكر خروجه: ويظهر منه أنّ باليمن في عصره كان فرقتين فقط:
الجارودية من الزيدية، والمباركية من الاِسماعيلية (3)
وفي الكتاب بحوث واسعة حول الفرق الاِسلامية، ولاَجل ذلك صار الكتاب ممتعاً.
وقد ترجمه الزركلي (4)ولم يزد شيئاً عما جاء في مقدمة ذلك الكتاب.
________________________________________
(1) الحور العين: 252.
(2) الحور العين: 188.
(3) نفس المصدر: 156.
(4) الاَعلام: 8|20.
التعلیقات
٤