حياة أبطال الأشاعرة وعباقرتهم
علماءالأشاعرة
منذ 13 سنةبحوث في الملل والنحل لأية الله الشيخ جعفر السبحاني ، ج 2 ، ص 309 ـ 310
________________________________________(309)
حياة أبطال الأشاعرة وعباقرتهمإنّ ما أتى به الشيخ الأشعري من المنهج الكلامي وأفرغه في قالب التأليف والتصنيف، أو طرحه على بساط البحث عن طريق التدريس والتعليم، لم يكن منهجاً فكرياً متكاملاً في جميع موضوعاته، فإنّ بعض أفكاره لم يكن مقترناً بالبراهين والأدلّة الناضجة، كما أنّه لم يكن مستوعباً لجميع الأبواب، ولكن ساعده الحظ بأن اقتفى أثره على مدى الأعصار عدة من المفكرين الذين نسبوا أنفسهم إليه، فأضفوا على هذا المنهج ثوباًجديداً حتى جعلوه متكاملاً، ناضجاً قابلاً للبقاء، وبعيداً عن النقاش، وأساس عملهم يرجع إلى شيئين:
الأوّل: تحليل الفكرة الأشعرية ببراهين جديدة أوحتها إليهم أنفسهم.
الثاني: الذب عن الإشكالات التي أوردها خصماء الأشعري على منهجه.
ولأجل إكمال البحث عن ذلك المنهج نأتي بترجمة بعض أئمّة الأشاعرة في العصور المختلفة، الذين كان لهم ذلك الدور في إكمال المنهج وتجديده، وهم المشايخ، التالية أسماؤهم:
1. أبو بكر الباقلاني (المتوفّى 403هـ. ق).
2. أبو منصور عبد القاهر البغدادي (المتوفى 429هـ. ق).
3. إمام الحرمين أبو المعالي الجويني (419ـ 478هـ. ق.
________________________________________
(310)
4.حجة الإسلام الإمام الغزالي (450ـ505هـ.ق).5. أبو الفتح محمد بن عبد الكريم بن أبي بكر أحمد الشهرستاني (479ـ 548هـ.ق).
6. أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسين بن الحسن بن علي فخر الدين الرازي (544 ـ 606هـ.ق).
7. أبو الحسن علي بن أبي علي بن محمد بن سالم المعروف بسيف الدين الآمدي (551 ـ 631هـ.ق).
8. عبد الرحمن بن أحمد عضد الدين الإيجي مؤلف «المواقف» ( 708ـ 756هـ.ق).
9. مسعود بن عمر بن عبد الله المعروف بسعد الدين التفتازاني (712 ـ 791هـ.ق).
10. السيد علي بن محمد بن علي الحسيني المعروف بالسيد الشريف شارح «المواقف» (المتوفى عام 816هـ.ق).
11. علاء الدين علي بن محمد السمرقندي المعروف بالقوشجي شارح «التجريد» (المتوفى بالآستانة عام 879هـ.ق).
هؤلاء أبرز أئمّة الأشاعرة الذين بهم نضج وتكامل المذهب، وتمخّضت الفكرة الأشعرية، ولولا هؤلاء لأفل نجمها بعد طلوعها بسرعة، وهلّم معي أيّها القارئ لدراسة أحوالهم، وعرض بعض أفكارهم، والتعرف على تراثهم من الرسائل والكتب.
نعم عقد ابن عساكر في كتابه: «تبيين كذب المفتري» باباً أسماه«باب ذكر جماعة من أعيان مشاهير أصحابه إذاكان فضل المقتدي يدل على فضل المقتدي به»و قد قسّم المقتفين أثره على خمس طبقات يقرب عدد من جاء فيها من ثمانين شخصاً. غير أنّ من يعبأ به في تكييف المنهج أقل منهم بكثير.
التعلیقات