ابن تيمية ورأيه في زيارة النبي ـ ص
شد الرحال إلى زيارة النبي ص
منذ 13 سنةبحوث في الملل والنحل لأية الله الشيخ جعفر السبحاني ، ج 4 ، ص 150ـ 151
________________________________________(150)
(2)ابن تيمية ورأيه في زيارة النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ
المعروف من ابن تيمية وأبناء الوهابية هو جواز زيارة النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ وتحريم السفر إليها، لكن ما نقلناه في البحث الثاني ينافي ذلك، فإنّ الظاهر أنّه يحرّم أصل الزيارة وقد عرفت أنّه قال: كل حديث يروي في زيارة قبر النبي فإنّه ضعيف، بل موضوع، ولم يرو اهل الصحاح والسنن والمسانيد كمسند أحمد وغيره من ذلك شيئاً(1).
وقال السبكي: قد يتوهم أنّ نزاع ابن تيمية قاصر على السفر للزيارة دون أصل الزيارة، وليس كذلك، بل نزاعه في الزيارة أيضاً كما سنذكره من الشبهتين وهما:
1- كون الزيارة على هذا الوجه المخصوص بدعة .
2- كون الزيارة من تعظيم غير اللّه المفضي إلى الشرك .
وما كان كذلك، كان ممنوعاً، وعلى هاتين الشبهتين بنى كلامه، وقد نقل السبكي فتياً بخط ابن تيمية ولكن كلامه فيها مضطرب، ففي صدرها ما يشعر بمنع الزيارة مطلقاً، وفي ذيلها ما يقتضي أنّه إذا كانت الزيارة بمعنى السلام عليه والدعاء له، جازت، ويطابق ذلك ما نقلناه عن الرسالة الثالثة.
والحاصل أنّه يقسم الزيارة إلى الزيارة البدعية والزيارة الشرعية فيجوّز
________________________________________
1. مجموعة الرسائل الكبرى ج 2 ص 65 الرسالة الثالثة .
________________________________________
(151)
الثانية ويقصرها في السلام على الميت والدعاء له إن كان مؤمناً، يقول: فالزيارة لقبر المؤمن، نبياً كان أو غير نبي من جنس الصلاة على جنازته، يدعى له كما يدعى إذا صلى على جنازته(1).* * *
________________________________________1. شفاء السقام ص 107.
التعلیقات