أقسام التوسل
أقسام التوسل
منذ 13 سنةبحوث في الملل والنحل لأية الله الشيخ جعفر السبحاني ، ج 4 ، ص 228 ـ 229
________________________________________(228)
أقسام التوسل: المشروع والممنوع عند الوهابيين ثم إنّ الرفاعي لغاية التظاهر بالحياد في الكتابة عن التوسل، يقسمه إلى مشروع وممنوع ويقول: وينقسم التوسل المشروع إلى ثلاثة أقسام:
1- توسل المؤمن إلى اللّه تعالى بذاته العلية، وبأسمائه الحسنى، وبصفاته العلى .
2- توسل المؤمن إلى اللّه تعالى بأعماله الصالحة .
3- توسل المؤمن إلى الّه تعالى بدعاء أخيه المؤمن له .
ثم إنّه يقدم الكتابة في الموضوعات الثلاثة فيما يقرب من مائة وسبعين صفحة، مع أنّ هذه الموضوعات من المسائل البديهية لدى الأُمم جمعاء، فضلا عن المسلمين، ولكنّه جاء يصرف القلم والحبر والورق في هذه الموضوعات لغاية التظاهر بأنه ليس مانعاً من التوسل، لكن التوسل المشروع هو هذه .
ثم إنّه خصّ الشطر الآخر من كتابه التوسل الممنوع، وجعله ثلاثة :
1- التوسل إلى اللّه بذوات النبيين والصالحين، وبالأمكنة الفاضلة كالكعبة والمشعر الحرام، وبالأزمنة المباركة كشهر رمضان وليلة القدر وأشهر الحج والأشهر الحرم .
2- التوسل إلى اللّه بجاه فلان أو حرمته أو ما أشبه ذلك .
3- الإقسام على اللّه تعالى بالمتوسل به .
ثم إنّه بدأ في البحث عن أحكام هذه التوسلات الثلاثة، وخرج بالمآل بحرمتها إمّا بالطعن في أسناد الأحاديث، أو بنقد مضامينها، مع أنّ المأثورات الواردة في ذلك المقام مستفيضة أو متواترة بالمعنى، فمن العجيب المناقشة في أسناد المستفيض أو المتواتر. نعم إنّ الشيخ الرفاعي تنازل عن توصيف هذه
________________________________________
(229)
التوسلات بالشرك، وأفتى بحرمتها، مع أنّ المعروف من ابن تيمية وأذنابه هو توصيفها بالشرك، أو كونها ذريعة له .يقول ابن تيمية في بيان مراتب التوسل :
أحدها: إنَّ الدعاء لغير اللّه سواء أكان المدعو حياً أم ميتاً، وسواء أكان من الأنبياء ـ عليهم السَّلام ـ أمْ غيرهم، فيقال: يا سيدي أغثني، وأنا مستجير بك وغير ذلك، فهذا هو الشرك باللّه .
الثاني: أن يقال للميت أو الغائب من الأنبياء الصالحين: ادع اللّه وادع لنا ربك ونحو ذلك، فهذا مما لا يستريب عالم في أنه غير جائز .
الثالث: أن يقول: أسالك بجاه فلان عندك وحرمته ونحو ذلك(1) .
ترى أنّه وصف الصورة الأُولى بالشرك والثانية والثالثة بعدم الجواز، فقد فرغنا من تبيين معيار التوحيد والشرك فلا نعيد، وإنّما نتكلم في الجواز وعدمه، ولنبحث عن الصور الثلاث الّتي جاءت في كلام الرفاعي، وزعم أنها ممنوعة، فنقول:
* * *
________________________________________1. مجموعة الرسائل والمسائل ج 1 ص 22 ـ 23 .
التعلیقات