الوعد والوعيد
الوعد والوعيد
منذ 13 سنةبحوث في الملل والنحل لأية الله الشيخ جعفر السبحاني ، ج 3 ، ص 392 ـ 393
________________________________________(392)
هذا هو الأصل الثّالث من الاُصول الّتي بني عليها الاعتزال، والمراد من الوعد هو المدح والثّواب على الطّاعات، و من الوعيد الذّمّ والعقاب على المعاصي.الأصل الثّالث
الوعد والوعيدوالمسائل المبتنية على الوعد والوعيد في الكتاب والسنّة والعقل كثيرة طرحها المتكلِّمون و المفسِّرون في كتبهم الكلاميّة والتفسيريّة. وليست المعتزلة متفرِّدة بالرأي في هذه المسائل وإنّما تفرّدوا في بعض الفروع و لأجل ذلك نذكر عناوين المسائل الكليّة، ثمّ نركِّز على متفرِّدات المعتزلة، وإليك البيان:
1 ـ الكلام في المستحَقّ بالأفعال (الطّاعة والعصيان) فهو إمّا المدح والذّمّ، أو الثّواب والعقاب.
2 ـ الكلام في الشروط الّتي معها تستحقّ هذه الأحكام.
3 ـ هل الثّواب على وجه التفضّل كما هو المشهور لدى الشّيعة و جماعة من أهل السنّة، أو من باب الاستحقاق، كما هو المشهور لدى معتزلة البصرة؟
4 ـ هل استحقاق العقاب عقليّ و سمعيّ، أو سمعيّ فقط؟
5 ـ هل الطّاعات مؤثِّرة في سقوط العقاب، والمعاصي مؤثِّرة في سقوط الثّواب، فيعبّر عن الأوّل بالتّكفير، وعن الثاني بالإحباط؟
6 ـ تقسيم المعاصي إلى الكبائر والصّغائر.
________________________________________
(393)
هذه هي المسائل الّتي اختلفت فيها كلمة المتكلّمين من غير فرق بين المعتزليّ وغيره ولا نركّز البحث على هذه المسائل، وإنّما نبحث في المسائل الآتية الّتي تعدّ من متفرّدات المعتزلة.أ ـ هل يحسن من الله تعالى عقلاً أن يعفو عن العصاة و أن لا يعاقبهم إذا ماتو بلا توبة، أو إنّه ليس له إسقاطه؟
ب ـ هل الفاسق (مرتكب الكبائر) مخلّد في العذاب أو لا؟ سواء أكان العذاب بالنّار أم بغيرها.
ج ـ إذا كان التّخليد في العذاب أمراً محقّقا، فما معنى الشّفاعة الّتي تضافر عليها الكتاب والسنّة المفسّرة بخروج الفسّاق من النّار بشفاعة الرّسول و غيره؟
د ـ هل القائلون بجواز العفو أو عدم الخلود مرجئة أم راجية؟
هـ ـ هل الطّاعات مؤثِّرة في سقوط العقاب، والمعاصي مؤثرة في سقوط الثّواب؟
هذه هي المسائل الّتي تفرّدت بها المعتزلة، واشتركت معهم فئة الخوارج في تخليد الفسّاق في العذاب، لقولهم بكفر المرتكب للكبيرة، وهذا الأصل ـ أي الوعد والوعيد ـ رمز إلى هذه المسائل الخمس الأخيرة.
التعلیقات