التوسل إلى اللّه بحق النبي وحرمته ومنزلته
بحوث في الملل والنحل لأية الله الشيخ جعفر السبحاني ، ج 4 ، ص 256
________________________________________(256)
إنّ من التوسلات الرائجة بين المسلمين منذ وقعوا في إطار التعليم الإسلامي، التوسل بمنازل الصالحين وحقوقهم على اللّه.أقسام التوسل:
(2)
التوسل إلى اللّه بحق النبي وحرمته ومنزلته(2)
وليس معنى ذلك أنّ للعباد أو لبعضهم على اللّه سبحانه حقّاً ذاتياً يلزم عليه سبحانه
[عدم]الخروج عنه، بل للّه سبحانه الحق كلّه، فله على الناس حقّ العبادة والطاعة إلى غير ذلك، بل المراد المقام والمنزلة الّتي منحها سبحانه عباده تكريماً لهم، وليس لأحد على اللّه حقّ إلاّ ما جعله اللّه سبحانه حقّاً على ذمّته لهم تفضّلا وتكريماً، قال سبحانه: (وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنا نَصْرُ المُؤمِنِينَ)(1) .
وسيوافيك تفصيل ذلك عند البحث عن أحلاف اللّه سبحانه بحق المخلوق، فانتظر .
إنّ هذا النوع من التوسل لا يفترق عن التوسل بذات النبىّ وشخصه، فإنّ المنزلة والمقام مرآة لشخصه وذاته، فإنّ حرمة الشخص وكرامته ومنزلته نابعة من كرامة ذاته وفضيلتها، فلو صحّ التوسل بالأوّل كما تعرفت عليه من الأحاديث، يصحّ الثاني من دون إشكال أو إبهام .
ويدلّ عليه من الأحاديث ما نذكره:
________________________________________
1. سورة الروم: الآية 47 .
التعلیقات