لماذا يشكلون علينا انّ توزيع الأطعمة والأشربة في ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام يجب أن تكون من الأفضل أن توزّع على الفقراء ؟
السيّد جعفر علم الهدى
منذ 10 سنواتالسؤال :
لماذا يشكلون علينا انّ توزيع الأطعمة والأشربة في ذكرى استشهاد أبي عبد الله الحسين عليه السلام ، يجب أن تكون من الأفضل أن توزّع على الفقراء والمحتاجين ، وإنفاق المال عليهم بدل المواكب وغيره من الاُمور التي نقيمها في العزاء الحسيني ؟
الجواب :
امّا أنّ هؤلاء في قلوبهم مرض أو أنّهم خدعوا من قِبل أعداء الإسلام والتشيّع ؛ فانّ بذل المال في سبيل إعلاء كلمة الإسلام وتقوية المذهب وتعظيم شعائر الله تعالى أهمّ من انفاق المال على الأفراد.
والجواب لهؤلاء هو : انّ المسلمين ينفقون أموالاً طائلة تعدّ بالميلياردات لأجل فريضة الحجّ أو العمرة ، وقد صدر الأمر الأكيد وجوباً أو استحباباً مؤكّداً من الشارع المقدّس بأداء فريضة الحجّ والعمرة (1) ؛ فلماذا لا يشكلون على صرف هذه الأموال في الحجّ ؟ أولم يكن الأولى ان تصرف على الفقراء والمحتاجين ؟!
نعم ، نقول بأنّ الانفاق على الفقراء أمر جيّد ومهمّ جدّاً لكن لا مانع من الجمع بين الأمرين ، بل أوجب الله تعالى للفقراء في أموال الأغنياء ما يغنيهم اذا اخرجوا حقوقهم ، فالزكاة والخمس والكفّارات واجبة على الأغنياء.
وقد ورد انّ الله تعالى علم بأنّ الزكاة تكفي الفقراء في كلّ زمان ، ولذا لم يوجب على الأغنياء غيرها (2).
الهوامش
1. راجع :
آل عمران : 97 :
فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ
البقرة : 196 :
وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ
2. من لا يحضره الفقيه « للشيخ الصدوق » / المجلّد : 2 / الصفحة : 7 ـ 8 / الناشر : مؤسسة النشر الاسلامي :
عن معتّب مولى الصادق عليه السلام قال : قال الصادق عليه السلام : إنّما وضعت الزَّكاة اختباراً للأغنياء ومعونةً للفقراء ، ولو أنَّ الناس أدُّوا زكاة أموالهم ما بقي مسلم فقيراً محتاجاً ، ولاستغنى بما فرض الله عزَّ وجلَّ له ، وإنَّ الناس ما افتقروا ولا احتاجوا ولا جاعوا ولا عروا إلّا بذنوب الأغنياء ، وحقيقٌ على الله عزَّ وجلَّ أن يمنع رحمته مَن منع حقَّ الله في ماله ، وأقسم بالّذي خلق الخلق وبسط الرِّزق إنّه ما ضاع مالٌ في بَرٍّ ولا بَحر إلّا بترك الزَّكاة ، وما صيد صيدٌ في برٍّ ولا بَحر إلّا بتركه التسبيح في ذلك اليوم وإنَّ أحبَّ الناس إلى الله عزَّ وجلَّ أسخاهم كَفّاً وأسخى الناس من أدَّى زكاة ماله ولم يبخل المؤمنين بما افترض الله عزَّ وجلَّ لهم في ماله.
راجع :
الكافي « للشيخ الكليني » / المجلّد : 3 / الصفحة : 497 / الناشر : دار الكتب الإسلامية / الطبعة : 5.
التعلیقات