الأئمّة الإثنا عشر
الشيخ جعفر السبحاني
2024 Sep 7الأئمّة الإثنا عشر
إنّ معرفةَ الإمام تُمكِنُ مِن طريقين :
ألف : نَصُّ النبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ على إمامة شخصٍ خاصٍ.
ب : نَصُّ الإمام المعصومِ السابِق على الإمام اللاحِق.
إنّ إمامة الأئمّة الإثني عَشَر ثَبَتت من خلال الطَريقين المذكورَين معاً أيّ عن طريق نصّ النبي ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ حسب الرّوايات المروِيّة عنه ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ في هذا المجال. وكذا عن طريق الأئمّة عليهم السلام ، حيث نصّ الإمامُ السابق على الإمام اللاحق.
ونحن رِعايةً للإختصار نوردُ هنا حديثاً واحداً في هذا الصَعيد (١) تفيد أنّ النبيّ الأكرم ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ لم يكتف بنَصب عليّ ـ عليه السلام ـ ، بل ذكّر بأنّه سَيخلفهُ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ اثنا عشر إماماً تتحقّق بهم عزّةُ الإسلام إذ قال : « لا يَزالُ الدّين مَنيِعاً إلى إثنَيْ عَشَر خَلِيفةٌ ».
وقد وَرَدت هذه الأحاديث الدالّة على وجود اثني عشر خليفة في أوثق صحاح أهل السنّة أيضاً (٢).
ومن المُسلَّم أنّ هؤلاء الخُلَفاء الإثني عشر الذين تتوقّف عليهم عزّة الإسلام ومنعتهُ ومضاؤه ، لا تنطبق صفاتهم إلّا على أئمّة الشيعةِ الإثني عَشَر إذ لم تكن تلك الأوصاف تتوفّر في الخلفاء الأمويّين ولا العباسيّين قطّ.
وأئمّة الشيعة الإثنا عشر هم :
١. أميرُ المؤمنين عليُّ بنُ أبي طالب ـ المولود قبل البعثة بعشر سنوات والمستشهَد عام ٤٠ هجري ـ والمدفون في النجف الأشرف .
٢. الإمامُ الحسَنُ بن علي « المجتبى » ـ ٣ ـ ٥٠ هـ.ق ـ المدفونُ في البقيع بالمدينة.
٣. الإمامُ الحسين بن علي سيّدُ الشهداء ـ ٤ ـ ٦١ هـ.ق ـ المدفون في كربلاء.
٤. الإمامُ عليُّ بن الحسينُ بن علي زينُ العابدين ـ ٣٨ ـ ٩٤ هـ.ق ـ المدفون في البقيع.
٥. الإمامُ محمّدُ بن علي باقرُ العلوم ـ ٥٧ ـ ١١٤ هـ.ق ـ المدفون في البقيع.
٦. الإمامُ جعفرُ بنُ محمّد الصادقُ ـ ٨٣ ـ ١٤٨ هـ.ق ـ المدفونُ في البقيع.
٧. الإمامُ موسى بنُ جعفر الكاظمُ ـ ١٢٨ ـ ١٨٣ هـ.ق ـ المدفونُ في الكاظميّة قرب بغداد.
٨. الإمامُ عليُّ بن موسى الرضا ـ ١٤٨ ـ ٢٠٣ هـ.ق ـ المدفونُ في خراسان بإيران.
٩. الإمامُ محمّدُ بن علي الجوادُ ـ ١٩٥ ـ ٢٢٠ هـ.ق ـ المدفونُ في الكاظميّة.
١٠. الإمامُ عليُّ بن محمّد الهادي ـ ٢١٢ ـ ٢٥٤ هـ.ق ـ المدفونُ في سامراء بشمال بغداد.
١١. الإمامُ الحسنُ بنُ علي العسكريُ ـ ٢٣٣ ـ ٢٦٠ هـ.ق ـ المدفونُ في سامراء.
١٢. الإمامُ محمّدُ بنُ الحسن المعروف بالمهديِّ ، والحجّة ـ عجَّل الله فرجَه الشريف ـ وهو الإمامُ الثاني عشر ، وهو حيٌّ حتّى يظهر بأمر الله « طبقاً للوعودِ الواردةِ في القرآنِ في سورة النور : ٥٤ وسورة التوبة : ٣٣ وسورة الفتح : ٢٨ وسورة الصف : ٩ » ويقيم الحكومة الإلَهيّة على كلّ الكرةِ الأرضِيّةِ (٣).
ولقد جاءَت تفاصيلُ حياة أئمّةِ الشيعة الإثني عشر في كتب التاريخ والسيرة وحيث إِنّ الإمام الثاني عشر لا يزال حيّاً ، ويتولّى منصبَ الإمامة بإرادةِ الله تعالى ، لهذا سنَذكر نقاطاً حولَ هذا الإمام فيما بعد.
الهوامش
١. للإطّلاع على بقيّة الأحاديث في هذا المجال يراجع كتب الحديث مثل أُصول الكافي ، كفاية الأثر ، إثبات الهداة ، ومنتخب الأثر ، وغيرها.
٢. صحيح البخاري ٩ / ٨١ ، باب الاستخلاف ؛ وصحيح مسلم ٦ / ٣ ، كتاب الامارة ؛ ومسند أحمد ٥ / ٨٦ ـ ١٠٨ ؛ ومستدرك الحاكم ٣ / ٨١.
٣. قد وقع بعض الإختلاف في تواريخ وفيات ومواليد بعض الأئمّة وقد اخترنا أحدها ، كما انّ التاريخ يثبت انّ أغلب هؤلاء الأئمّة قضوا شهداء.
مقتبس من كتاب : [ العقيدة الإسلامية على ضوء مدرسة أهل البيت عليهم السلام ] / الصفحة : ٢٠٧ ـ ٢٠٩
التعلیقات